بحر العشق المالح
تغير رأيها
نظر لها سالم بتعجب قائلا
عارف إن كلمة مطلقه مش سهلهبس كمان وفيق
لازم يعرف إن فاديه مش جاريه عنده هو وأمه الست دى من أول ما دخلت بيتنا وطلبت فاديه وانا مش برتاح ليها
ردت شهيرهربنا يهديها هى فعلا على رأى صابرين حيزبون
برغم شعور سالم بالآسى على فاديه لكن تبسم على وصف صابرين لوالدة زوجة أختها وقال
تبسمت شهيره هى الأخرى قائله
شعر سالم بغصه فى قلبه يهمس
لنفسهعلىى الأقل إنت مشوفتهاش بس بتكلميها عالموبايل وتطمنى عليها
إنها شافت حد واقف وراء باب البلكونه
تدمعت عين شهيره قائلهمش عارفه ليه حظ بناتنا كده إن كان فاديه ولا صابرين الأتنين إنظلموا فى جوازهمفاديه براجل عنده كلمة أمه مقدسه حتى لو هتهد حياته طالما هى مرتاحه هو مرتاح
يثبت إنه راجل ومسؤول ويقدر قيمة فاديه يا مش هرجعها له تانى
بعد قليل بغرفة فاديه
أشعل سالم ضوء الغرفه
إقترب من فراش فاديه نظر لآثار الدموع الواضحه على وجنتيها تآلم قلبه وهو يجلس على الفراش جوارها قائلا
هنا لم تستطيع فاديه سوا النهوض والإرتماء بحضن والداها تبكى
مسد سالم بيديه على ظهر فاديه بحنان وتركها تبكى الى أن هدأت
عاد براسه للخلف قائلاحسيتى براحه دلوقتي إحكى لى أيه اللى حصل بالظبط
سردت فاديه لوالداها ما قاله لها وفيق ونيته الزواج بأخرى من أجل الإنجاب او بالأصح من أجل إرضاء أمه
يعنى وفيق زى كل مره كلمة مامته
مقدسه وإنت لما خيرتيه بين طلاقك وجوازه من ناهد هو مردش وسكت كالمتوقعوإنت دلوقتي أيه قرارك النهائى يا فاديه لآنى هتصرف على ضوء القرار ده
ردت فاديهالطلاق يا باباكفايه مبقتش قادره أتحمل أكتر من كدهوفيق شخص معندوش شخصيه قدام مامته رغم أنه عارف إنها بتبقى غلطانه فى أحيان كتيره لكن حتى تطيب الخاطر بيستخسره يبقى كفايه لحد كده
تمامأنا دلوقتي هستنى كم يوم أشوف رد فعل وفيق على إنك سيبتى البيت
ردت فاديهمع أنى عارفه رد فعله هيبقى زى رد فعله قبل كده بس مجتش من كام يومبس فى حاجه عاوزه أقولك عليها يا بابا أنا قررت اقطع أجازتى وأرجع تانى للتدريس
تبسم سالم قائلا
بس إنت كنت بتدرسي فى مدرسه فى إسكندريه قبل ما تاخدى الاجازه
ردت فاديهأيوا يا بابابس حضرتك ناسى إنى كنت قبل الاجازه عملت إنتداب لمدرسه قريبه من بلدنا
لفتره وبعدها أخدت الأجازه لما وفيق قال إنه مش عاوزنى أشتغل بس حتى لو هرجع للمدرسه اللى كنت بشتغل فيها فى إسكندريه مفيش مشكله
رد سالمتمام آمر رجوعك تانى للشغل سهل متحمليش همه
نظر سالم لوجه فاديه قائلا عارف سبب عتابك صابرين صح
امائت فاديه رأسها بنعم
ثم قالت ليه مش مصدق إنها مكنتش على علاقه بعواد وأنه فعلآ خطڤها ليلة زفافها على مصطفى
أبعد سالم فاديه عنه ثم نهض بصمت كاد يخرج من باب الغرفه لكن
عاودت فاديه الحديث متأكده إنك مصدق صابرين يا بابا وأحب أطمنك أفعال صابرين بتستفز عواد
تبسم سالم وهو يعطى ظهره ل فاديه قائلا
يستحق خليها تطلع عينيه
قال سالم هذا وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب
رغم حزن فاديه لكن تبسمت تشعر براحه فوالداها هو لهم السند دائما مهما تظاهر بعكس ذالك
مساء
بمنزل الشردى
كانت دموع التماسيح الخادعه هى إستقبال ماجده ل وفيق الذى بمجرد أن دخل الى المنزل قالت له الخادمه أن والداته منذ الصباح بغرفتها ولم تتناول اى طعام أو دواء صعد الى غرفتها مباشرة ليفتح باب الغرفه يتفاجئ بها تكفى وجهها وهى جالسه بتلك الوساده بمجرد أن سمعت صوت فتح باب الغرفه رفعت وجهها
إقترب وفيق من الفراش سريعا يقول بلهفه
ماما فى أيه مالك الشغاله قالتلى إنك طول اليوم فى أوضتك ومخدتيش دواك ودلوقتي عيونك حمره يه!
مثلت دور المظلومه بقداره قائله
مفيش حاجه أنا كويسه يا حبيبى
نظر وفيق لوجهها قائلا بإستعلام كويسه أيه يا ماما عيونك حمره زى لون الډم قوليلى وبلاش تخبى عليا إنت عيانه خلينى أخدك للدكتور وبعدين فين فاديه إزاى تسيبك بالحاله دى من غير ما تسأل عنك طول اليوم
تدمعت بدموع تماسيح تسيل زخات من عينيها
مما جعل وفيق يبتعد عنها ويذهب نحو باب الغرفه ينادى بعلو صوته على فاديه لكن لم يجد رد
فعاودت الاقتراب من الفراش وجلس جوار والداته التى قالت بدموع كاذبه
أنا مكنتش ناويه أقولك بس مش قادره اتحمل خلاصالسبب فى الحاله اللى أنا فيها هى مراتك فاديهالصبح إتفاجئت بها نازله بشنطه كبيره فى إيديها بسألها بحسن نيهشنطة أيه دىردت عليا بغباوه وإنت مالك دى شنطة هدومى أنا هسيب البيت عشان ترتاحى حاولت معاها أقول لها ليه يا بنتى هتسيبى بيتكقالتلى مالكيش دعوه يا وليه يا خړابة البيوتحتى حاولت اخد منها الشنطه قامت كسعتنى بقوتها وقعت عالارض وإيدى إتجزعتوخدت الشنطه ومشيت
ذهل عقل وفيق وقالقصدك أيهيعنى فاديه سابت البيت
نهنهت ماجده بدموع قائله
والله حاولت معاها اقول لها قوليلى أيه اللى مزعلك إن كان وفيق قوليلى وانا هجيبلك حقك منه بس بلاش تسيبى البيت فى غيابه ده بيتك يا بنتي لكن دى كسعتنى حتى كان قدام الخدامه لو مش مصدقنى إسألها إن كنت غلطت فى حقها انا على إستعداد أروح لها بيت أهلها أخد بخاطرها
إقترب وفيق من والداته وضمھا بذارعه قائلا بعصبيه و تصديق
مصدقك يا ماما يعنى فاديه مش بس سابت البيت فى غبابي لا
وكمان كسعتك على الأرض دى لوحدها لها رد فعل مختلف
قال وفيق هذا وإنحنى يقبل يد ماجده
التى شعرت بنشوه وهى مازالت تمثل قائلهقصدك أيه برد فعل مختلف
رد وفيقهروح أجيب فاديه من دار أبوها لهنا تبوس إيدك وتعتذر لك
قال وفيق هذا وكاد ينهض لكن تمسكت ماجده بيده قائله متبقاش إبنى لو روحت ورجعتها لهنا هى اللى سابت البيت هو حد كان داس لها على طرف بدل ما تحمد ربنا إننا متحملينها بعلتها لو غيرنا كانوا من زمان أقل شئ إطلقت هى بتستقوى بضعفك قدامها عشان بتحبها لكن لو سيبتها فى دار أهلها كم يوم هتتأدب وبعدها تبطل تستقوى علينا وفى حاجه كمان لو عملتها وقتها هترجع لهنا راكعه
تسآل وفيق وأيه هى الحاجه دى
ردت ماجده بكهن تتجوز من ناهد زى ما طلبت منك إمبارح فاديه متفرعنه بسبب حبك وصبرك عليها عارفه إنك بتضعف قدامها
تذكر وفيق رد فعل
فاديه وطلبها الطلاق المفاجئ له بليلة أمس حين أخبرها عن نيته الزواح ب ناهدأعتقد أن فاديه تفتعل كل ذالك كنوع من الضغط عليهلكن لا هو ليس ضعيف
نهض وفيق دون رد على ماجده وخرج من الغرفه تاركاماجده التى جففت دموع عينيها تتنهد براحه تشعر بسعاده فهى وصلت لما ارادته أشعلت قلب وفيق من ناحية فاديه الآن عليها الصبر قليلا وفيق سيعود لها بعد دقائق موافقا على طلبها منه
بينما ذهب وفيق الى غرفة النوم الخاصه به هو وفاديه توجه ناحية دولاب الملابس بالفعل الدولاب خالى من ملابسها نظر نحو ذالك الصندوق التى كانت تضع فيه مصوغاتها ليس موجود هو الآخر ذهب الى ناحية ملابسه بحث بأحد الادراج التى كان يضع فيها بعض المبالغ الماليه التى يحتاج إليها لم يجد المالتعصب بشده إذن حديث والداته صحيح فاديه تركت البيت لكن أخذت المصوغات الخاصه بها وكذالك ذالك المبلغ المالى الذى كان يضعه فى أحد أدراج الدولابفاديه تمارس الضغك عليه كى يتراجع لكن أخطأت الطريقهإن كان يفكر سابقا فى التراجع الآن لن يتراجع
خرج وفيق من الغرفه وعاد الى غرفة والداته وجدها مازالت جالسه على الفراش تدعى الإنكسارتحدث بلا مقدمه
أنا موافق على الجواز من ناهد وحددى اقرب وقت نروح نطلبها من خالى
إنشرح قلب ماجده قائلهنروح لهم بكره خير البر عاجلهأنا عرفت من مرات خالك إنها مطلقه من أكتر من شهرينيعنى عدتها قربت تخلصدى حتى كانت قالتلى إن متقدم لها واحد بس ناهد رفضتهيمكن ربنا رايدها تكون من نصيبك وتكون أم ولادك
رد وفيق المسحوب منه عقله تمام نروح نطلبها بكره لآنى مسافر بعد بكره القاهره فى مصنع للعلف فى القاهره صاحبه هيبيعه وانا أتفقت مع السمسار الوسيط إنى هشتريه منه وهسافر كم يوم عشان أتمم الإجراءات
باليوم التالى
بعد الظهر
بمنزل جمال التهامى
جلسن كل من تحيه واحلام التى إستقبلتهم ساميه بفتور
وقع بصر تحيه صدفه على تلك الصوره المعلقه على الحائط وعليها شريط أسود علمت بتلقائيه أن تلك صورة مصطفى للحظه
شعرت بالحزن عليه
لكن تحدثت أحلام بمواساه
أنا جايه وربنا يعلم الحزن اللى فى قلبى مش مكنش ينفع مجيش وأخد وبخاطرك
عارفه إن اللى فقدتيه فى عز شبابه حته من روحكربنا يبرد نارك ويصبر قلبكأنا وتحيه جايين النهارده ناخد بخاطرك وأقولك إن ولادى فرحهم بعد يومين أنا عارفه غلاوة الضنىبس دول زى ولادك برضوا
تدمعت عين ساميه تتجاهل وجود تحيه قائلهتسلمى يا أحلام طول عمرك صاحبة واجبوولادك زى ولادى ربنا يتمم لهم بخير
شعرت تحيه بتجاهل ساميه كما أنها أستغربت هدوئها هكذا فهى سابقا ڼهرتها حين آتت لتعزى فى مصطفى وطردتها ودعت كثيرا على عواد وقتها بقلب محروق وتمنت ان يلحق بولدها لكن ارجعت ذالك ألى انها كانت بداية الفاجعه ربما مع الوقت هدأ قلبها
نهضت أحلام قائله
ربنا يبرد قلبك ويلهمك الصبر هنقوم أحنا بقى أنت عارفه تحضيرات الفرح ودول إتنين وكمان لسه هندعى حبايبنا وكمان أهل مرات عواد بس انا قولت لازم قبل كل شئ أجى انا وتحيه ناخد بخاطرك إحنا أهل
نهضت ساميه هى الأخرى تنظر نحو تحيه التى نهضت خلفها وقالت بفتور وتعمد تجاهل ل تحيه شرفتى يا أحلام ربنا يتمم بخير
ردت أحلام ربنا يصبر قلبك ويباركلك ب فادي وعقبال ما يفرح قلبك بيه قريب
ردت ساميه آمين
توجهت أحلام التى سبقتها تحيه نحو باب المنزل وكادت تضع يدها على مقبض الباب لكن تفاجئت بمن فتح الباب وكاد يصتطدم بها لولا أن تراجع للخلف حتى تخرج هى ثم أحلام التى تبسمت
ل فادى قائله
عقبالك يا فادى نفرح بيك قريب
أماء فادى