الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية ما بعد الچحيم مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبة زكية محمد

انت في الصفحة 38 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


بس ڠصب عنى يا أمى والله ڠصب عنى 
ضمته إلى صدرها وربتت على شعره بحنان قائلة عيط يا حبيب أمك فضى اللى جواك 
وكأنها أعطته شرارة الإنطلاق فبمجرد أن إنتهت من كلامها أخذ يردد بدموع 
تعبان تعبان أوى يا أمى صحابى ضاعوا منى مرة واحدة وحتى البنت اللى حبيتها راحت موجوع أوى منهم المفروض يفهموا ويقدروا موقفى مش يبعدوا وينسحبوا كدة والتانى أبوه اللى قتل أبويا فمش هقدر أقرب ولا هقدر أبعد مش عارف مش عارف أعمل إيه 

قال ذلك ثم أخذت دموعه تنزل بصمت إحترمته والدته ظل هكذا إلا إن قالت أمينة بمرح وهى تلكزه بخفة قائلة 
خلاص بقى بطل عياط في ظابط بيعيط 
إبتعد عنها قليلا ثم مسح الدموع العالقة فى أهدابه قائلا يعنى الظابط مبيحسش ومعندوش مشاعر يلا ما علينا أنا طالع أنام 
هتفت بحب طيب مش هتتعشى 
هز رأسه بنفى قائلا لا يا امى مليش نفس 
تنهدت بحزن قائلة ماشى يا حبيبي على راحتك تصبح على خير 
إبتسم لها قائلا وانتى من أهل الخير 
صعد إلى جناحه بسرعة فتنهدت والدته ناظرة في إثره قائلة بحزن يا رب هون عليه وأوقف جنبه 
قالت ذلك ثم صعدت إلى غرفتها تنال قسطا من الراحة 
كانت ورد تنام بعمق وهى تمسك بصورة سليم تضعها تحت الوسادة تخفيها وكذلك يدها الممسكة بها 
دلف سليم خلسة الى غرفتها فهو إعتاد أن يأتى لها خلسة فى بعض الليالى وينام إلى جوارها ويستنشق عبيرها الخلاب ويدخلها بين زراعيه وينام بسعادة ثم يستيقظ باكرا ويدعى إنه كان نائما بمكتب والده 
جلس بخفة يتأملها بعشق إستشعره مؤخرا إبتسم بخفة وهو يسمع همهماتها هى ونائمة ولكنه لاحظ يدها الممدودة أسفل الوسادة فسحبها برفق كى يضعها بشكل مناسب ولكنه تصنم في مكانه وإتسعت عيناه على آخرهما حينما رأى صورته فى يدها تتشبث بها بقوة 
سحب الصورة برفق من يدها فوجدها مقصوصة من إحدى المجلات فتنهد براحة قائلا هتجننينى معاكى يا بنت الداغر بس كان مالى ما كنت في حالى 
ثم إبتسم بأمل قائلا بس واضح إنك كمان واقعة ولا مش هتتشعبطى في الصورة بالشكل دة 
لا يعلم ذلك الأحمق إنها تعشقه منذ صغرها 
ملس على وكانت والدته وشقيقته تطالعانه بفضول عما يعتريه من الداخل 
لاحظ نظراتهم فضيق عينيه قائلا مالكم في ايه بتبصولى كدة ليه
هتفت خديجة أبدا يا حبيبي بس أصل يعنى إنت امبارح كنت كنت يعنى متضايق وواضح بردو لحد دلوقتى فقلنا نسيبك تهدى 
هتف بهدوء وهو يقلب في طعامه 
مفيش حاجة أنا كويس متقلقيش 
ثم مسح المكان بعينيه قائلا أومال فين العبيطة مش قاعدة معاكم ليه
نظرت له لمار قائلة بشهقة 
هو إنت نسيت عملت إيه امبارح
طالعها بإستغراب قائلا عملت إيه
قصت له ما حدث منه من صراخه دون سبب عليها فهتف بتبرير 
أنا كنت متعصب ومكنتش شايف قدامى فجات فيها تروح ټعيط ومش عارف إيه 
وهى فين دلوقتى
أشارت بيدها ناحية المطبخ في المطبخ قالت هتفطر هناك مش عايزة تشوف وشك 
قالت جملتها الأخيرة بضحك فجز على أسنانه بغيظ قائلا 
تصدقى وتآمنى بالله هتصدقى إن شاء الله أنا كنت رايح أعتذر بس بعد الكلمتين دول تتفلق 
قال ذلك ثم وقف واتجه إلى الباب ففتحه وأغلقه خلفه پعنف 
ضحكت خديجة قائلة ربنا يصبرنا عليهم الاتنين دول 
شاركتها الضحك قائلة هههههه عندك حق يا ماما هو عنيد وهى أعند منه 
خرجت وهى تلوك الطعام بحنق بعدما سمعت حديثه حيث كانت تسترق السمع وبعدما سمعت الباب يغلق پعنف فعلمت إنه رحل فقالت بتذمر 
وكمان هو اللى غلطان ومش عاجبه يا سلام مين دى اللى تتفلق إن شاء الله 
ضحكت خديجة عاليا قائلة بمرح هو إنتي كنتي بتتصنتى ولا إيه 
هتفت بتوتر ها لا لا طبعا بس هو كان صوته عالى فسمعته وهوريه إبنك دة 
قالت ذلك ثم دلفت مرة أخرى تفش غيظها في الطعام وجلستا خديجة ولمار بعد ان ضربوا كف بآخر على تصرفاتهم وأكملوا طعامهم 
في الصباح فى القسم كان مصطفى وسليم يقفان إلى جوار المحامى فهتف مصطفى بقلق 
متأكد يا متر من اللى بتقوله
هتف المحامى بتأكيد صدقني القضية لصالحنا لإن والدك عضو في مجلس الشعب 
ومعاه حصانة وبكرة لما يتعرض على النيابة هتتأكد من دة أنا هدخل للظابط دلوقتى وهشوف الوضع إيه
تنهد قائلا ماشى يا متر 
جلس مصطفى وسليم يهزان قدميهما

________________________________________
بعصبية في إنتظار خروج والده والمحامي 
بعد مرور ساعتين خرج المحامى ووالده برفقة إثنين من العساكر فهرعوا ناحيته بسرعة
هتف
مصطفى بابا عامل إيه انت كويس
إبتسم نصف إبتسامة قائلا متقلقش يا ابنى أنا كويس 
نظر له سليم بتمنى قائلا إن شاء الله هتطلع من هنا يا بابا 
تنهد قائلا إن شاء الله يا ابنى يلا دلوقتى روحوا على أشغالكم وطمنونى على الجماعة في البيت كويسين
إبتسم له مصطفى قائلا كويسين يا بابا ناقص بس وجودك 
إن شاء الله شدة وتذول 
هتف إحدى العساكر بأخذه إلى المكان المحتجز فيه فأذعنوا لطلبه وبعد رحيل والده وقفوا مع المحامى يتابعون ما حدث بالداخل فطمأنهم إنه سيخرج وأن لا يقلقوا 
وبعد مدة رحلوا من القسم 
وصلت أمينة لمنزل عمر وطرقت الباب وإنتظرت حتى يأتى أحد ويفتح لها الباب 
بالداخل كانت خديجة تسير ناحية المطبخ ولكنها تراجعت حينما سمعت الباب يطرق فذهبت لترى من على الباب 
فتحت الباب ونظرت لها پصدمة ممزوجة ببعض العتاب والڠضب 
هتفت أمينة بمرح إيه يا خديجة هتوقفينى على الباب كتير
إنتبهت لها وأفسحت لها الطريق قائلة بإقتضاب إتفضلى يا أمينة 
دلفت معها للداخل ثم جلستا في الصالون وإلتزمن الصمت لوقت فأمينة تشعر بالخجل من أفعال إبنها ولكنها لن تتراجع عما جائت من أجله وخديجة التى تشعر بالحزن الشديد على ما عانته إبنتها على يد مراد 
قطعت أمينة الصمت حينما هتفت لتلطيف الأجواء 
إزيكم عاملين إيه يا حبيبتى
هتفت بضيق واضح الحمد لله كويسين 
جزت على أسنانها بغيظ فهى تعلمها جيدا كما تعلم أيضا ان الطريق طويل وعليها بالصبر فهتفت بصى يا خديجة انا مش جاية أدافع عن ابنى قصادك بس حطى نفسك مكانه واحد أبوه أتقتل وبيدور زى المچنون على أى خيط يوصله للقضية ولما لقاه كانت بنته متخيلة يبقى قدامك أى حد ولو حتى قريب اللى قتل زوجك هتعملى إيه 
ڠصب عنه عمل كدة وأنا والله كنت بحميها على قد ما أقدر من غضبه من غير ما أعرف إنها بنتك وإنها بنت الراجل اللى قتل زوجى الله يرحمه قوليلى هتعملى إيه لو كنتى مكانه 
نظرت لها بعتاب قائلة وهو دة برضو يصح يضربها وېهينها من امتى وإحنا مربينهم على كدة 
يشهد ربنا إن مراد معزته من معزة عمر ابنى إحنا ربناهم سوى 
ثم أكملت بدموع متساقطة 
بس مقهورة على بنتى اللى إتعذبت وعمرها ما شافت يوم عدل مقهورة على عياطها وأنا مش جنبها كل ما كانت تعانى ومتلقيش حد معاها مقهورة على سنين عمرها اللى قضتها بعيد عنى مقهورة على إنها ما عشتش زى اى بنت فى سنها بنتى عاشت سن أكبر من سنها وكل ما أشوفها قلبى بيتقطع عليها دة أنا قبل ما انام بروح أوضتها أتأكد إنها فعلا موجودة ولا لا أنا لحد دلوقتى مش مصدقة إنها رجعتلى تانى يا أمينة نفسى أعمل كل حاجة تبسطها وتسعدها ومشفهاش مطفية كدة 
قالت كلماتها الأخيرة ثم وضعت كلتا يديها على وجهها وأخذت تبكى 
إقتربت منها أمينة وأخذت تهدئها قائلة بدموع 
وعهد ربنا يا خديجة ما هتشوف غير الهنا والفرح بإذن الله إحنا كلنا هنبقى جنبها ومعاها ومش هنسيبها أبدا بس اهدى وبطلى عياط علشان متشفكيش بالشكل دة 
كفكفت دموعها قائلة عندك حق مش لازم تشوفنى كدة 
هتفت أمينة بمرح قومى بقى ناديلى مرات ابنى أسلم عليها 
نظرت لها بتحذير قائلة أمينة 
ضحكت قائلة إيه مش مرات ابنى تقدرى تنكرى دة
جزت على أسنانها بغيظ قائلة أنا عارفة مش هاخد منك لا حق ولا باطل انتى وابنك اللى عاوز الضړب بس أشوفه 
قهقهت عاليا قائلة ماشى يا ستى هجبهولك لحد عندك وأعملى فيه ما بدالك روحى بقى نادى لمار أشوفها 
وقفت بإستسلام قائلة حاضر يا أمينة حاضر 
قالت ذلك ثم دلفت لغرفة إبنتها التى كانت برفقة سجود تتسامران وتضحكان سويا 
إنتبهن لها فقالت لمار بمرح وهى تضحك 
تعالى يا ماما حوشى بنت اخوكى دى عنى ههههه بطنى وجعتنى من كتر الضحك 
نظرت لها بحب قائلة يارب دايما يا حبيبتي أشوفك مبسوطة وسعيدة كدة 
ثم حمحمت قبل أن تقول لمار حماتك برة عاوزة تشوفك 
نظرت لها پصدمة قائلة 
حماتى! إنت قصدك خالتي أمينة
اومأت مؤكدة ايوة هى ومسنياكى برة عاوزة تشوفك 
نهضت من مكانها قائلة ماشي يا ماما روحى انتى وانا هسبق حضرتك 
نهضت سجود هى الأخرى قائلة وأنا هروح أعملكم حاجة تشربوها 
خرجت لمار وذهبت لها التى بمجرد أن رأتها وقفت على الفور وأحتضنتها بسعادة قائلة 
إزيك يا حبيبتى عاملة إيه وحشتيني 
ثم نظرت لها قائلة بعتاب كدة متسأليش عليا الوقت دة كلو
نظرت لها بخجل قائلة الحمد لله كويسة واخبارك انتى إيه وتسنيم وحبيبة
هتفت بسعادة كله تمام يا حبيبتى قوليلى أخبار النونو إيه
وضعت يدها على بطنها تتحسسها بحنان قائلة 
الحمد لله كويس 
أخذت بيدها وأجلستها إلى جوارها قائلة 
طيب تعالى اقعدى جنبى أصلك وحشتينى أوى 
هتفت بإبتسامة صغيرة وانتى كمان وحشتيني 
سألتها بخبث أنا بس متأكدة
زاغت انظارها وتلون وجهها خجلا قائلة 
أاااا تتقصدى إيه
ايوة انتى وحبيبة وتسنيم 
هتفت بتلاعب وأخو تسنيم 
هتفت دون وعى منها اه وحشنى بردو 
وما إن أدركت ما تفوهت به شهقت پصدمة و وضعت يداها على فمها قائلة بتذمر 
يووووه إنتي بتلعبى بيا 
ضحكت عاليا وهى تقول لا يا حبيبتى ما عاش ولا كان اللى يلعب بيكى 
ثم نظرت لخديجة قائلة 
إيه يا خديجة مش هتشربينا حاجة ولا إيه
وقفت قائلة بسخرية كان فيكى تقولى طرقينا من سكات بدل اللف والدوران دة 
قالت ذلك ثم دلفت عند سجود فضحكت أمينة وشاركتها لمار 
هتفت بضحك أمك دى عليها شوية حجات ههههه المهم بقى طمنينى عليكى يا حبيبتى 
هتفت ببسمة خاڤتة الحمد لله كويسة 
سألتها بحذر إحم هو يعنى إنتي ممكن يعنى ترجعى لمراد
نظرت لها بسخرية قائلة أرجعله! حضرتك لو جاية هنا وعندك أمل
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 57 صفحات