حكايه سيف وسيلينا
قليلة
و يعود للإطمئنان على إبنه ووالده...
سيف و سيلين ذهبا حتى يطمئنا على الجد
صالح الذي تحسنت صحته كثيرا و طلب منهما
إحضار إبنته هدى حتى يصالحها بعد جفاء
طال لسنوات...
من جانب آخر كان هناك من إستغل إنشغال
الجميع و دخل لغرفة هانيا و حقن المحلول الخاص بها بأحد الأدوية اللتي أدت لمۏتها على الفور مش عارفة بقى اسامي الأدوية دي معلوماتي الطبية زيرو بس بشوف كده في المسلسلات المهم نترحم
في شقة هشام....
إستيقظت إنجي لتجد الغرفة مظلمة في البداية
فزعت لكن بعد ذلك تذكرت ما حصل لتهدأ قليلا
تحسست المكان حولها حتى وجدت بعضا
من بقايا ملابسها التي تمزقت على يد هشام
منذ سويعات قليلة لكنها لم تكن صالحة للاستعمال مجددا ...تحركت بصعوبة باتجاه
على عجل ثم بحثت من جديد على زر النور لتضيئ
الغرفة...
إنتابها القلق عندما لم تجد هشام في مكانه
لتواصل طريقها للخارج بحثا عنه حتى وجدته
يجلس في الصالون...
فبعد أن نامت ظل يتأملها لوقت طويل
بغير قصد فليس قلبه او عقله من كان يحركه بل
ذلك الدواء اللعېن الذي لازال يسري داخله
عندما تستيقظ هل ستبكي... من المحتمل أن تتركه
بعد هذه التجربة القاسېة التي مرت بها معه
تركها على مضص ليأخذ حماما باردا و هو يشعر
بجسده يعود لطبيعته من جديد قبل أن يخرج
للصالون منتظرا إستيقاظها...
رفع هشام رأسه عندما احس بوجودها
ليبتسم تلقائيا على مظهرها الانثوي الناعم
لكنه سرعان ما تمالك
نفسه حتى لا يظهر ضعفه أمامها و هو يتساءل بداخله ماذا يفعل لقلبه حتى يجعله يكرهها
ما حصل بينهما منذ قليل جعله يتراجع عن فكرة الاڼتقام منها فقد كان يخطط لرميها خارجا
بعد الانتهاء منها لشدة غضبه من أفعالها الهوجاء
لكنه لم يكن يمتلك أي دليل ضدها كما انها لو كانت هي من فعل ذلك لرفضت الزواج منه ....
إنجي نحوه و تنغمس في أحضانه مخفية وجهها
داخل صدره...
همس لها و هو يلاعب خصلات شعرها..
إنت كويسة
رفعت وجهها الذي تلون بحمرة الخجل و هي
تومئ له بالإيجاب ثم سألته بتردد..
هشام إنت ندمان..
بدون تفكير أجابها..أبدا.. ليه بتقولي كده
إنجي بعيون قلقة..مش عارفة بس أنا خاېفة أوي...
إنجي..أيوا بس...
قاطعها هشام..مبسش.. مش عاوزك تفكري في أي حاجة غيري أنا هحل كل حاجة...
إنجي..إنت فسخت خطوبتك...
هشام..لسه
إنجي..طب ناوي تعمل إيه
هشام ببساطة..هنرجع للاوضة انا لسه مشبعتش منك...
ظهر الهلع داخل عينيها لتحاول إثناءه..
هشام انا جعانة اوي....
إبتسم پألم و هو يتناول علبة الدواء التي
جهزها مسبقا ليأخذ منها قرص مسكن و يجعلها
تتناوله قائلا..
أحلى عشا لحبيبة قلبي....
إبتسمت له و هي تضم نفسها نحوه لتستمد
منه الأمان بسبب شعور الخۏف الذي تسلل
بداخلها من ذلك الصوت التي لا ينفك يعلو
ليذكرها بأنها قد أخطأت و ستندم....
في المستشفى....
رمت وفاء هاتفها ليتحول إلى شظايا
بعد أن أخبرها ذلك الرجل الذي عينته لمراقبة
هشام بأنه قد تزوج و حسب وصفه للفتاة
تبين لها أنها إنجي...
غرست أصابعها داخل خصلات شعرها
پعنف و هي تتوعده..
أنا هوريك يا هشام ال إنت و ال
اللي تجوزتها هندمك على اللي عملته معايا
قريب جدا..
نزعت معطفها الطبي ثم غادرت المستشفى
على عجل بعد أن أخذت جميع أوراقها المهمة
عازمة على عدم العودة إلى هنا...
دلف سيف برفقة سيلين مكتب هشام الذي
كان شبه مدمر ليجده يلملم بعض الملفات من الأرض
و يرتبها...
سيف بدهشة..إيه اللي حصل هنا.. زلزال .
هشام باستهزاء..حاجة زي كده...
سيف..يا ساتر هما اولاد عزالدين كده لما يقلبوا.
هشام..إنت المعلم الكبير بقى.
سيلين بتدخل..لا سيف حلو...
هشام بضحك..يا سيدي عالحب...
سيف و هو يرمق سيلين بتحذير..
هيبتي هتروح
بسببك فمن الأحسن متتكلميش ثاني....
إلتفت نحو هشام مضيفا
بجدية..
فكرت في موضوع خطيبتك...
هشام..اه و نويت أفسخ الخطوبة...
سيف بسخرية..بس كده دا اللي طلع معاك...
هشام و هو يدلك رأسه بتعب..عاوزني أعملها إيه ثاني...
سيف..تسجنها پتهمة التزوير دي كانت بتشتغل
هشام..مفيش أي دليل يثبت الكلام داه
سيف..إنت عبيط يالا... نقابة الاطباء بذات
نفسها شطبت إسمها و منعتها إنها تزاول مهنة الطب
و كل الأوراق اللي عندها مزورة ....
هشام پصدمة..إنت بتقول إيه
سيف..بقلك الحقيقة اللي إنت رافض تصدقها
انا مش عارف إنت جبتها من أي داهية النصابه
دي... و إزاي اصلا تخطب واحدة لا تعرف أصلها و لا فصلها...بس عارف هي حظها حلو جات في وقت
مناسب جدا عشان محدش فينا كان فاضي يدور وراها... إنت كنت مجروح من إنجي و مصدقت ظهرت قدامك... أنا كنت مشغول مع اللي مجنناني
دي أشار نحو سيلين جدك كان تعبان و اخواتك كانوا مشغولين مع نسوانهم..يعني إنت كنت لوحدك
و هي قدرت تدخل لدماغك بكل
سهولة و تتحكم فيك...
هشام برفض..انا محدش يقدر يتحكم فيا.. غلطة
و صلحتها خلاص...
سيف بدهشة..إنت سبتها....
هشام و هو ينظر لسيف بقلق..انا تجوزت...
فزع سيف من مكانه و عيونه تكاد تخرج من محجريهما لېصرخ فيه بصوت عال..
إنت تجوزتها...
هشام بنفي..لا أنا تجوزت إنجي....
سيف و سيلين بصوت واحد..إيه اتجوزت مين
هشام معيدا كلامه لكن بنبرة منخفضة..إنجي...
جن جنون سيف و امسك هشام من تلابيبه
يريد الفتك به بينما كانت سيلين تمنعه بصعوبة..
هتقتلك يا يا دي بنت عمك عرضك و شرفك إزاي تعمل فيها كده...
هشام و هو يحاول إنقاذ نفسه..
بحبها و مقدرتش استنى اكثر من كده
و إنت شايف ظروفنا بقت إزاي.. كل يوم مصېبة .
تركه سيف و هو يرمقه بشړ..إنت غصبتها صح....
أومأ له هشام بالايجاب لأنه كان يريد تحمل كامل المسؤولية حتى لا تتعرض إنجي لأي لوم ليضيف
سيف..كنت متأكد إنها لا يمكن تعمل كده..
هشام معلقا..ما إنت كمان تجوزت سيلين ڠصب عنها...
أمسك سيف بقلم كان مرمي على الأرض و رماه به قائلا بحدة..
بتقارن نفسك بيا يا أنا بحب سيلين من أول مرة شفتها فيها..
قلب هشام عينيه بملل و هو يجيبه..
و انا بحب إنجي من و هي عيلة بضفاير...
وقف سيف و هو يمسك بسيلين التي كانت حائرة
بينهما و هو ېصرخ..في داهية إنت و هي انا هاخذ
جدو يعيش معايا و مش عاوز اشوف وش حد فيكوا
بعد كده عيلة ولاد
سيلين باحراج..حبيبي كفاية شتيمة...
نظر لها سيف لبرهة قبل أن يدفعها أمامه
برفق..ماشي... بس إبن هو اللي عصبني...
سيلين بيأس..طب خلاص نقعد ساكتين
لحد ما نوصل البيت و بعدها إشتم براحتك....
عاد هشام للقصر ليجده خاليا فالوقت كان
متأخر و الجميع في غرفهم...
دلف غرفته ليستحم و يغير ملابسه البيتية
ثم تسلل نحو غرفة إنجي التي كانت مضاءة
فهي لا تنام بدون نور...أوصد الباب وراءه
ثم نزع قميص بيجامته و تسلل بجانبها
لينعم بدفئها... تململت إنجي عندما شعرت به
بجانبها لتفتح عينيها مبتسمة بفرح..
هشام إنت جيت...
أيوا يا روحي...
إنجي..وحشتني...
هشام..يعني مش زعلانه مني...
إنجي بنعاس..عمري ما هزعل منك..
اغمضت عينيها و هي تتشبث به ليبتسم
هشام و يتمتم بصوت منخفض..
و أنا كمان....
يتبع....
.
الفصل السادس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
بعد أسبوع كامل في غرفة صالح بالمستشفى ....
كان سيف يقف بجانب سرير صالح
يتأمله بأسف بالغ منتظرا تلك الدقائق القصيرة
التي يستيقظ فيها بعد أن ينتهي مفعول المهدئ
ليضطر الأطباء لحقنه مرة أخرى حتى يسيطروا
عليه بعد أن حاول أكثر من مرة إيذاء نفسه...
الجميع يجهل مالذي حدث له بالتفصيل و مالذي
أخبرته به هانيا قبل ۏفاتها بساعات قليلة
حتى تغير حاله هكذا..فصالح لم يكن ينبس
بأي كلمة كلما إستيقظ فقط يستمر في الصړاخ بأعلى صوته و كأنه مچنون أو يضرب رأسه على
حائط الغرفة حتى ټنفجر دماءه و في آخر مرة
إستيقظ فيها حطم جميع الأجهزة الموجودة في
غرفته....
طرق الطبيب المسؤول عنه باب الغرفة ليأذن
ليه سيف بالدخول...حياه ثم توجه نحو
المحلول المعلق يتفقده بدقة قبل أن يتفحص
ساعته منذرا بقلق واضح ..
حضرتك صالح بيه هيفوق دلوقتي...أنا هجددله
جرعة المهدئ عشان يرجع.....
قاطعه سيف و هو يرفع يده موقفا إياه..
متعملش أي حاجة و إطلع برا .
نظر نحوه الطبيب بتردد قبل أن يهتف
مذكرا إياه..بس حضرتك إنت عارف
صالح بيه لما بيفوق بيبقى عامل إزاي و ممكن
يأذي نفسه او يأذيك إنت كمان.
لوى سيف شفتيه بانزعاج قبل أن يشير
نحو الباب معيدا كلامه بصيغة جديدة..
بردو إطلع برا و أنا لو إحتجت مساعدة
هبقى أندهلك إتفضل.
إنسحب الطبيب بعد أن فشل في إقناعه
ليظل سيف في مكانه ينتظر بفارغ الصبر
إبن عمه حتى يفتح عينيه.....
مرت عدة دقائق أخرى ليبدأ صالح في
تحريك جفونه معلنا عن إستيقاظه..إبتسم
سيف له حالما وقعت عيون الاخر عليه
مبادرا بالكلام..
حمد الله عالسلامة يا بطل.
ضغط صالح بيديه على مفرش السرير
تاركا العنان لدموعه التي فاضت و كأنها شلال
حالما رأى سيف أمامه فقد كان ينتظر قدومه
كل يوم حتى يبوح له بذلك السر الذي أنهك
قلبه....
تمتم من بين شهقاته التي لم يستطع السيطرة
عليها يلومه بحزن..
إتأخرت عليا ليه أنا استنيتك كثير .
لمعت حدقتي سيف بدموع مكتومة و كاد أن
يفقد قوته هو الاخر لكنه إستطاع بصعوبة
الصمود في آخر لحظة و رغم ذلك خرج
صوته مرتعشا و هو
يجيبه بابتسامة مزيفة ..
جتلك كذا مرة بس دايما بلاقيك نايم...ها قلي
أخبارك إيه دلوقتي أحسن .
دون أي تفكير أو تردد صارحه الاخر بما يعتريه
و هو ينفجر باكيا بينما كانت إحدى يديه تتسلل
حتى توقفت موضع قلبه..
موجوع أوي يا سيف...و في ڼار هنا بتحرقني
مخڼوق و مش عارف أتنفس.......
نظراته المتوسلة و دموعه التي أغرقت
وجهه جعلت قلب سيف يتزعزع لينتفض من
مكانه حتى ينادي أحد الأطباء فرؤيته بهذا الحال
مؤلمة للغاية...
أنا هندهلك الدكتور حالا.....
و من جديد أوقفه صوته الذي نطق بما لم
يكن يتوقعه حين قال..
لا خدني الجامع أنا عاوز أصلي...هو اللي هيروح
الۏجع مني هو بس اللي حاسس بيا... هو بس يقصد ربنا .
أسرع نحوه ليسنده بعد أن رآه يحاول تحريك
جسده الضعيف نحو حافة الفراش...ثم أحضر
له ملابسه حتى يغير ثياب المستشفى رؤيته
بهذا الحال مؤلمة و تمزق نياط القلب جعلت
كل الحصون التي بناها ټنهار و دموعه تخذله
لتنزل مالحة مغرقة وجهه مثبتا المتبقي
من تركيزه حتى لا يتخيل نفسه مكانه
مجرد التفكير في الامو فقط يجعله يجن
...مرر راحة يده بسرعة على وجهه
حتى يزيل تلك العبرات الخائڼة ثم أسنده حتى
دلف به الحمام ليشير له صالح بالخروج
حتى يتوضأ و هو يتوسله..
أرجوك يا سيف متسبنيش...متخليهمش
ينيموني ثاني أنا عاوز أصلي .
أغلق الباب وراءه بعد أن طمئنه بوعده
أن لا يترك أحدا يقترب منه...يبدو أنها لعڼة
الحب تنتقل بين أبناء عزالدين حتى تجعلهم
يذوقون طعم الذل و الهوان.. و بعد فريد اللي
كاد يفقد عقله بعد مۏت زوجته الأولى هاهو
صالح يعيد نفس السيناريو من جديد لكن
بتفاصيل مختلفة.....
رأى الباب يتحرك ليطل من وراءه صالح
بشعره المبلل يمد نحوه يده ليتلقفه كطفل
صغير قبل أن يقع جسده كان باردا يرتعش بشدة
و كأنه كان تحت كومة من الثلج يتمسك به
شهقاته التي لم يستطع كتمانها تصل
إلى مسامعه مع كل خطوة يخطوها...
قابلهم الطبيب و معه طاقم من الممرضين
يقفون أمام باب الغرفة منتظرين الدخول
في اللحظة المناسبة و حالما رآهم صالح
تراجع للوراء محتميا