حكايه سيف وسيلينا
الذي تذمر من طرده له
ماشي يا عم بس هتعوضنا.
قاطعه زياد..أكيد و إحنا اللي هنختار المكان...
هشام بلا مبالاة..تمام بس غورو دلوقتي مش
عاوز أشوف حد فيكوا.. و إقفل الباب وراك...
زياد و هو يجذب محمود..
يلا خلينا نمشي قبل ما نتهزق....
محمود..ما إحنا تهزأنا خلاص..
زياد بهمس..يا عم إنت متعرفش هشام
شكله الكيوت داه صايع....
هشام من بعيد..بتقول حاجة يا زيزو....
زياد ببراءة..كنت بسأل لو محتاجين حاجة قبل ما نمشي...
هشام بنفاذ صبر و هو يقف من مكانه و يمسك
بيد إنجي.. لا بس متنساش زي ما اتفقنا....
أغلق زياد الباب وراءه و هو يتمتم
و الناس عاوزة تعرف أخباره...
نظر نحو صديقه بتفكير قبل أن يستدرك
بس داه هشام عزالدين...لا فعلا معاه حق...
محمود ببلاهة..انا مش فاهم حاجة أنا كنت فاكر إنه هيتجوز وفاء خطيبته...
زياد بتقزز..الحيزبونة...اااع لا تعالى أما أرسيك
عالدور...
في الداخل....
الخفيف الذي كان يرتديه ثم رماه على الأرض
و دلف بها غرفة النوم...خفضت رأسها بخجل و توتر
بفزع ما إن تحسست حرارته العالية...
هشام إنت تعبان...
إبتسم لها هشام بخبث ثم اجابها
تعبان اوي و إنت اللي هتريحيني...
في غرفة صالح في المستشفى...
معها.... دلفت الممرضة المسؤولة عنه حتى تتفقده
لتمسح سناء دموعها و تسألها
هشام فين أنا هخرج إبني من هنا مش هقعد
أتفرج عليه و هو بيضيع مني كده
اجابتها الممرضة بعملية
إهدي حضرتك مفيش داعي للانفعال بعد نص ساعة هيجي دكتور فتحي....
مين داه...
الممرضة..داه الدكتور النفسي..
نظرت نحو صالح الذي كان في عالم آخر
و هي تضيف محدثة سناء ..حضرتك في واحدة في قسم الحروق إسمها...نسيت إيه بالضبط بس متهيألي هانيا كانت بتسأل على صالح بيه و عاوزة تقابله
عشان تقوله حاجة مهمة تخص مراته...هي حالتها
تفوق من الغيبوبة بالسرعة دي...أنا قلت أبلغ
حضرتك عشان تشوفيها بدل صالح بيه..
كان صالح غارقا في هواجسه و كأن جدار كبير داخل
عقله يمنعه من الشعور بمن حوله كما أن
كمية المهدئات التي تحقن داخل جسده يوميا
تجعله هادئا رغما عنه...لكن كلام الممرضة جعله
ينتبه خاصة أنها ذكرت كلمة زوجته تلك الكلمة
كانت كفيلة بضخ بعض القوة بداخله... رفع جذعه العلوي بصعوبة متخذا وضعية الجلوس و هو
يحاول تحريك لسانه لينطق بأول كلمة بعد أيام
من الصمت
هي.... فييين.. خ... خوذيني عندها .
أسرعت نحوه سناء حتى توقفه لكنه تشبث فيها
و هو ينظر لها بعيون مغرورقة بالدموع هاتفا
برجاء..ابوس... إيدك يا ماما... مرااتي...
أومات له سناء بحنو قائلة
حاضر يا حبيبي بس إنت تعبان و لازم تستريح.
رمى صالح قدميه على البلاط و هو لايزال
يجاهد حتى يقف على قدميه...كان جسده
ثقيلا و كأن شاحنة قد داست عليه بالإضافة إلى
شعوره المفاجئ بالدوار... رغم ذلك كان مصرا على
الوقوف... أشار للمرضة أن تنتظره خارجا
ثم طلب من والدته ان تحضر له ملابسه
من الدولاب و ساعدته في إرتداءها بدل
ملابس المستشفى.....
كانت سناء تحاول إثناءه عن الخروج من غرفته لكنه كان يتوسل لها أن تدعه يذهب عله
يجد أي خيط يوصله لزوجته...منظره و هو يبكي
و يترجى والدته جعل الممرضة تشعر بالاسف
تجاهه فقط لو رأته و هو بكامل صحته لما
صدقت أبدا أنه هو نفسه هذا الشخص المحطم
أحضرت له الكرسي المتحرك حتى تسهل حركته
ثم أخذته لغرفة هانيا و التي لحسن حظه كانت مستيقظة...
أغلقت الممرضة الباب وراءه بعد أن أخبرته
أن يسرع فحالة هانيا كانت خطړة للغاية و الزيارات ممنوعة...
حرك صالح كرسيه بصعوبة و إقترب من فراش هانيا التي كانت تشبه المومياء و هي مضمدة بالكامل
بشاش ابيض خاص بالحروق لا يرى منها سوى وجهها
فعندما إخترقت في غرفتها وقع
فوقها الباب لكنها إستطاعت حماية وجهها الذي لم تطله سوى
حروق خفيفة و رغم ذلك كانت كانت بقية
إصاباتها خطېرة ليتحدث
بصعوبة
إنت كنت عاوزاني في إيه إنت تعرفي حاجة عن يارا....
ردت عليه هانيا التي عرفته من صوته قبل أن
تدير راسها نحوه ببطئ..ايوا بس أنا عاوزاك توعدني ...
صالح..انا هسفرك برا و أدفع تكاليف علاجك كلها
و هديكي أي مبلغ إنت عاوزاه المهم اعرف مكان
مراتي....
نزلت دموع هانيا پألم و ندم فما أصابها لم يكن هينا ذلك الحريق لم ېحطم حياتها فقط بل ازال أيضا الغشاوة عن عينيها لتدرك الدوامة الكبيرة التي وقعت فيها... أموال العالم لن تمحي من ذاكرتها
ذلك الألم الفظيع الذي شعرت به و هي تشاهد
النيران تحاصرها من كل جانب و هي عاجزة عن إنقاذ نفسها لتقرر إصلاح بعض ما افسدته عل الله يرحمها و يغفر لها بعد أن علمت من خلال حديث الأطباء ان حالتها صعبة للغاية و إن إمكانية
شفاءها ضئيلة...إستجمعت ما تبقى من قوتها
لتبدأ في إخبار صالح الذي كان ينتظر أن
تتحدث بفارغ الصبر
أنا هحكيلك كل حاجة بس إوعدني الأول
لو حصلي أي خلي بالك من أمي و اخواتي و
قلهم إني بحبهم اوي...
قاطعها صالح..متقلقيش أنا هسفرك برا و هتبقي
كويسة....
هانيا بصوت متقطع..أروى هانم قلها تسامحني
أنا ندمانة و مكنتش حاسة بنفسي هي اللي كانت
زي الشيطان بتوسوس في وذاني ليل نهار... هي
اللي عملت كل حاجة هي الشيطانة..
صالح باستغراب و حيرة..أروى...
هانيا بتصحيح..لا فاطمة...
طفقت هانيا تسرد له كل ما حصل بدءا من
شجار فاطمة و
يارا لأول مرة في الحديقة
وصولا إلى ليلة هربها و مع كل كلمة كانت
تحكيها كان صالح يشعر بأن قلبه على وشك أن يتوقف عن النبض في أي لحظة ...
كان يتذكر كل تلك الأحداث و كأنها وقعت بالأمس
بكاءها و توسلاتها في كل مرة يتهمها فيها
بشيئ لم تفعله.. ضربه و إهانته لها.. أشهر من الظلم و العڈاب كانت تعيشها معه بسبب تلك الحقېرة
التي لطالما حذرته منها لكنه لم يكن يستمع لها....
أغمض عينيه لبرهة من الزمن حتى يستعيد تركيزه فالتحسر على الماضي لن يفيده بشيئ الان فليجدها
فقط و بعدها سيصلح كل شيئ عاود فتحهما من جديد حتى يسألها
قوليلي مراتي فين دلوقتي..
إستنشقت هانيا الهواء عدة مرات و هي تشعر
بأن مفعول المسكن قد بدأ ينتهي و بدأت تشعر
بآلام فظيعة ټحرق جسدها لكنها رغم ذلك عزمت على إكمال ما بدأته حتى ټنتقم من آدم و فاطمة فهما السبب فيما تعانيه الان...
جاهدت لتتحدث رغم خۏفها من ردة فعل
صالح لكن هي بالذات لم يعد لديها أي شيئ تخسره
أنا سمعتهم و هما بيتكلموا مع بعض على يارا
هانم...و كنت هقول لحضرتك بس هما حرقوا
اوضتي... هانيا في الحقيقة لم تكن ستخبره
لو ان فاطمة ساعدتها على التخلص من أروى
لكن كذبت حتى تحرض صالح أكثر متستغربش
حضرتك فاطمة دي شيطانة مستعدة تعمل كل حاجة عشان توصلك...هي اللي ساعدت يارا هانم و فتحتلها الشباك و بعدين آدم خرجها من الباب الوراني
للقصر بعد ما مشا القاردز اللي هناك...و برا كانت
في عربية مستنياها.. يارا هانم كانت فاكرة إنهم
هياخذوها لعيلتها و مكانتش عارفة إيه اللي مستنيها
آدم بيه أجر مچرم إسمه سعيد عشان.....ېقتلها .
رجفة شديدة سرت في كامل جسده قبل أن
ثابتا لم يزح عينيه عن هانيا التي كانت تغمض
عينيها من شدة الألم و تواصل حديثها بصعوبة
آدم بيه كلم المچرم اللي اسمه سعيد قله إنه قټلها عشان يديه بقية فلوسه
اجهضت بس آدم... اااا قله إنه مش مهم بعدها
فاطمة قالت لآدم إنهم لازم يخلصو من سعيد
عشان يضمنوا إن محدش يعرفوا سرهم و هما
كمان ھيقتلوني مش هسيبوني عايشة اااااا
بدأت هانيا تصرخ بأعلى صوتها بعد أن عجزت على تحمل المزيد من الآلام لتهرع نحوها الممرضة
التي كانت تقف وراء الباب تنتظر خروج صالح...
إنتهت الممرضة من حقن بعض الأدوية
في المحاليل الخاصة بها ثم إلتفتت لتجد صالح
في شقة سارة....
كانت مليكة و سهى تقفان في الشرفة تستمعان
لأحدى المشاجرات النسائية كالعادة حتى
سمعا لصوت سارة اللي دوى في الشقة
كصفارة إنذار..
إقفلي أم البلكونة و يلا على مذاكرتك إنت
و هي .
فزعت الفتاتان فسارة كانت دائما تنهاهما
عن الاستماع لتلك المشاجرات التي لا تخلو
من بعض الشتائم و الكلام البذيئ...أغلقت
سهى الشرفة ثم دلفت بسرعة هي و شقيقتها
لتوبخهما سارة من جديد
مش أنا منبهة عليكي يا جزمة منك ليها
محدش فيكو يفتح البلكونة عشان ميسمعش
موشحات نسوان الحارة المعفنين دول
..و إلا إنتوا مش بتفهموا الكلام و عاوزين اللي
طبطب على قفاكوا عشان تتعلموا...
نزعت سارة حذاءها لتحتمي الفتاتان
بيارا التي كانت تحمل صينية عليها
كؤوس الشاي الفارغة حتى تأخذها إلى
المطبخ....صړخت عندما رأت سارة ترفع
الحذاء حتى ټضرب به شقيقتيها بينما
لسانها لا يكف عن الشتم و التوبيخ
مية مرة قلتلكوا النسوان اللي برا دول
لساناتهم فالتة و مشافوش ربع ساعة تربية
و انا لو مكنتش لسه عاملة زيارة للقسم كنت
علقتهم في الشارع من لساناتهم اللي عاوزة
حش دي..قلت و إلا ما قلتش .
هدرت سارة بصوت عال مما جعل يارا ترتجف
خوفا هي الأخرى و تجاهد حتى لا توقع الصينية
من يدها و الكؤوس التي كانت تتراقص...
يارا برقة..بالراحة يا سارة مينفعش كده
إنت بتخوفيهم...
سارة بنفاذ صبر
متقلقيش عليهم دول حلاليف و إنت إبعدي من قدامي الرقة و النعومة بتاعتك دي معندناش هنا
مبتأكلش عيش...غوري إنت و هي على اوضتك
و لو شفت واحدة فيكوا هوبت ناحية البلكونة
هقطع رجليها...
وضعت حذاءها على الأرض ثم أخذت الصينية من يارا مضيفة بحنق
لو شفتك ماسكة حاجة في إيدك هقول لأمي
و إنت عارفة بقى...
توسلت لها يارا و هي تلحقها نحو المطبخ
لا بليز بلاش تقولي لطنط...أنا كنت زهقانة و قلت أشغل نفسي بأي حاجة...
وضعت سارة الأطباق في المطبخ حتى تغسلها بينما جلست يارا على طاولة المطبخ...
سارة..فكرتي هتعملي إيه بفلوس الخاتم...
يارا..هأجر شقة و....
سارة بمقاطعة..إنسي عشان ماما مستحيل هتسمحلك تخرجي من هنا...
يارا..عارفة بس أنا هحاول أقنعها كفاية اللي
إنتوا عملتوه عشاني مش عاوزة أثقل عليكوا
أكثر من كده .
سارة..مش هتوافق متتعبيش نفسك أمي و انا عارفاها..
الفصل الخامس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الأول و الثاني
لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
وصف سريع للأحداث الثانوية....
مرت اللحظات عصيبة في المستشفى سناء
كادت أن تفقد عقلها حالما رأت الممرضة و هي
تدفع الكرسي المتحرك الذي كان يجلس عليه
جعلها ټنهار و من حسن الحظ أن سيف قد
أتى مع سيلين حتى يزوره هو و جده....
بعد ساعتين من الانتظار خرج الطبيب الذي كان يفحصه و أخبرهم أنه تعرض لصدمة عصبية حادة
كادت تودي بحياته لكنه الان تجاوز مرحلة الخطړ
و يحتاج إلى الراحة و الإبتعاد عن أي اخبار
سيئة حتى لا تنتكس حالته من جديد...
سناء حجزت غرفة في المستشفى و أمرت السائق
أن يحضر لها بعض الملابس لأن مدة بقاءها
ستطول هنا كما انها طلبت من سيف أن يسامحها
مبدية ندمها التام على سكوتها و تأييدها لمخططات
إلهام و زوجها و اقرت أن الان تعاقب في أبناءها
أمين كذلك كان يذهب للشركة سويعات