بحر العشق المالح
لأن لو إتأكدت إن مصطفى فعلا مش إبنى وإنك كنت عارفه وقتها هتبقى نهاية مشوارنا سوا
إرتبكت ساميه وتلجلجت فى الرد تمثل البكاء والتصعب
ليه مش عاوز تصدقنى وليه بتزود الآسى فى قلبى على إبنى اللى فقدته شاب
نظر لها جمال لديه شعور ېكذب تلك الدموع التى تذرفها ساميه فهو عاشرها لإثنين وثلاثون عام كان يتغاضى عن بعض الصفات السيئه التى لم تكن تعجبه من أجل إستمرار الحياه بسبب ولديهولديه الذى فقد إحدهما بسبب لحظه تمكن الشيطان منه وغواها بالطمع بقطعة أرض حقا ثمنها ملايين لكن هل تلك الملايين نفعته ولم يقفد إبنه وعاد للحياه وأضاع تلك الحيره التى تفتك بقلبهوكذالك هل ستثبت بنوته له وإنهاء ذالك الشك الذى يقترب من اليقين
فى حاجه أنا خاېفه يطلع نتيجة التحليل اللى عملته مع بنت مصطفى سلبى قلبه هينكسرشكله بيحب بنت زهران أوىهو أنا مكتوب عليا أشوف ولادى قلوبهم ببتعذب كده
وليه فادى قلبه هينكسر لو النتيجه طلعت سلبيه
بنفس التمثيل والدموع ردت
وقتها مصطفى يبقى أخو بنت زهران من الأمناسى إنى رضعته من صدرى يعنى يبقى أخو فادى بالرضاعهوبكده يبقى جواز فادى من بنت زهران حرام
ذهل جمال من تلك الحقيقه التى لم يفكر فيها إذا تاكدت نتيجة التحليللكن قال
ترك جمال ساميه التى
أغلقت خلفه الباب قائله
يارب بحق الأذان اللى بيأذن ده إسترها جمال ناقص عقله يطير منهويا خوفى ينفذ تهديده اللى قاله
مازال ذالك الټهديد الذى قاله لها يوم عودته من الاسكندريهيطن بأذنها
مصطفى زمان كان السبب فى عدم طلاقنا ولو إتأكدت فى لحظه إنك كنت عارفه إن مصطفى مش إبننا هيبقى حقيقة مصطفى هى سبب طلاقنا اللى إتأجل إتنين وتلاتين سنه
أنا مش عارفه الغبيه دى عرفت السر ده منينمكنش إتقصف عمرها قبل ما توصل لهنا وتعمل البروباجندا اللى عملتهاودخلت الشك فى قلب جماللا و ولا تحيه الحقيره التانيه اللى بتأكد كمان كلام صابريننفسى أعرف عرفت إزاىغير متأكده فى حاجه بيخفيها جمال هو فادىإزاى عيلة زهران بعد ما كانوا رافضينرجعوا قبلوا تانىفى سر
وشعرت بزهو
يمكن بنتهم هى اللى ضغطت عليهأكيد طبعا بتحب فادى و هو ده السبب
بعد صلاة الظهر بأحد مساجد القريه
جلس الثلاثى
فهمى جمال وفادى مع شيخ الجامع طالبين فتوه بعد أن أدخلت ساميه لعقل جمال الشك ب حرمانيه زواج فادى من غيداء قد يكون محرم بسبب إرضاعها ل مصطفى اصبح أخوه هو غيداء وأخبرهم هو بذالك قبل إقامة الصلاه فإقترح فادى عليهم أخذ فتوه من شيخ الجامع لابد أن لديه فقه بذالك عليهم
بالفعل تحدث جمال بص يا حضرة الشيخ إحنا التلاته فى بينا أمر وأثار الجدل بينا بين حلال وحرام وقولنا الفيصل هو شيخ الجامع أكيد عنده علم بشرع الله
رد شيخ الجامع بتواضع
فوق كل ذى علم عليم وإتفضل قولى الأمر الهام اللى أثار بينكم الجدل
سرد جمال له عن إحتمال أخوة غيداء من مصطفىواثر ذالك فى حالة طلب فادى الزواج منها لكن لم يخبره عن أن الامر يخصهم بل سمعه من أحد اصدقاؤه المقربين
تبسم شيخ الجامع قائلا رغم إن فعلا الأمر مثير للجدل لكن
الموضوع بسيط جدا ببساطه هجاوب عليه
إنت بتقول أنه الشاب التانى أكبر من الشاب اللى هيتجوز من البنت
أمر زواج الشاب من البنت دى حلال جدا
فى حالة عدم رضاعته هو من ثدى أمها
كذالك الفتاه لم ترضع من ثدى أم العريس بالمختصر ليست إبنتها كذالك العريس ليس إبن أمها فى الرضاعهالمحرم فقط هو الأخ الأكبر إذن هم ليسوا أخوه طالما الإثنين لم يجتمعا على ثدى واحد فزواجهم حلالوالله أعلم
شعر فادى براحه كبيره فى قلبه الذى لوقت كان بداخله يرتجف بشده خشية أن يتضاعف وز أخطأوه
بمنزل الشردى وضع وفيق الهاتف فوق تلك الطاوله يزفر نفسه بعصبيه جذب فنجان القهوه الموضوع أمامه وارتشف قطره واحده ثم وضع الفنجان على الطاوله مره أخرى يشعر بإمتعاض ثم نادى على ناهد التى دخلت الى الغرفه سريعا برجفه تشعر أن ساقيها تتخبط فى بعضهما نظرت نحو وجه وفيق الموجوم بوضوح قائله بصوت مهزوز
فى أيه بتنادى عليا وإنت متعصب كده
نظر لها وفيق قائلا
إعمليلى قهوه وخدى دى بردت
هدأت ناهد كثيرا وإزدرت ريقها الجاف قائله
حاضر بس إهدى قولى فى أيه اللى معصبك اوى كده
نظر لها وفيق للحظه يشعر بندموغصات قويه فى قلبهيبدوا أنه يدفع ثمن خسارته ل فاديه
آهالقلب يآن وهو يغمض عينيه للحظه رأى رؤيته
ل فاديه تحمل طفله وجوارها رجل بذالك اليوم بالمشفى الذى ذهب لها صدفه من أجل إستشارة الطبيب عن شئ خاص به لو تأكد منه وقتها سيكون خسر كل شئ بحياته
فتح عينيه على واقع آخر هو ناهد التى إقتربت منه بدلال أنثوى تحاول تهدئته قائله
مالك بس أيه اللى مضايقك أوى كدهإحكى لىأنا مراتك وسرك
نظر لها بإمتعاض قائلا بأمر
قولت روحى إعمليلى قهوه وفين ماما دلوقتي
قبل أن ترد ناهدردت ماجده التى دخلت للغرفه
أنا هنا يا وفيقفى أيه بتزعق كده ليهأنا صحيت من النوم على صوتك العالى
نظر وفيق نحو ناهدكذالك ماجده التى قالت لها
روحى إعمليلى اللى وفيق قالك عليه يلا بسرعه وبلاش وقفتك دى
رمقت ناهد ماجده ببغض لكنمثلت الخضوع أمام وفيق قائله
حاضر يا عمتى
غادرت ناهد الغرفهذهبت خلفها ماجده الى باب الغرفه وتأكدت أنها إبتعدتفأغلقت باب الغرفه قائله
قولى فى أيه مالك أيه اللى معصبك أوى كده
زفر وفيق نفسه بحسره قائلا
معصبنى اللى بيحصل لينا زى ما تكون لعنه وحلت علينا فجأهمش عارف هلاقيها منين ولا منين
شعرت ماجده بالخيبه وقالت بتهوين
أنا كمان مش عارفه أيه اللى حصل فجأه كده وحال أختك اللى بقت زى المېته بالحيا مقضيه وقتها كله نوم مش عارفه إذا كان هى عاوزه كده ولا ده بسبب تأثير العلاج عليها حتى ولادها جم مقعدتش معاهم حاجه ونامت وهما من شويه رجعوا بيت زهران
جلس وفيق على أحد مقاعد الغرفه يزفر نفسه بإنهاك قائلا
مش بس ده السبب فى عصبيتى
جلست ماجده على أحد المقاعد قائله بإستفسار فى أيه حصل تانى هى كده المصاېب لما
بتجى بتجى مره واحده
رد وفيق بسأم
المصنع الجديد اللى إشتريته يعتبر إنتهى بعد الحريق أنا كنت مستنى تقرير لجنة التأمينات وقولت المبلغ اللى هيجى من التأمينات هيعوض شويه الخساير لكن تقرير لجنة التأمينات أكد أن الحريق كان مفتعل وفى الحاله دى شركة التأمينات مش ملزمه بدفع أى تعويض
ذهلت ماجده قائله
قصدك أيه إن الحريق كان مفتعل ومين اللى إتسبب فى الحريق ده مش قولت السبب ماس كهربائى فى المصنع
تنهد وفيق بندم يشعر بقسۏة الخساره قائلا
فعلا ده السبب الظاهرى لكن بعد فحص لجنة
التأمينات أكدت أن كان
فى تعمد فى الحريق بتعلية معدل الڤولت بتاع المصنع
إستغربت ماجده قائله
ومين اللى إتعمد الاذى ده لينامنه للهإحنا عمرنا ما آذينا حد فى حياتنا
نظر وفيق لها ود أن يقول لها أن ما يحدث هو ذنب فاديه التى ظلموها لسنواتلكن بماذا ينفع الندم الآنفاديه كانت وجه الخير عليه بمجرد أن دخلت الى حياته إزداد رزقه وإزدهروكأن حين خرجت من حياته نقص رزقه وتنغصت حياته بزوجه لا يشعر معها براحهكذالك ذالك الحمل الذى أصبح يشك في إستمرارهوسيتأكد من ذالك بأقرب وقت
بمنزل زهران مساء
دخل فاروق الى المنزل
وجد أبناؤه الثلاث يجلسون معا تحت أحد المظلات بالحديقه جالسون بهدوء دون مشاحنات مع بعضهم على عكس طبيعتهم السابقه تعجب وذهب الى مكان جلوسهم
جلس لجوارهم مستغربا صمتهمشعر بنغصه فى قلبهقائلا
مالكم قاعدين ساكتين على غير العاده مش بتتشاقوا
نظر له أطفاله الثلاث بتصعيب صامتين مما جعله يشعر بوخزات قويه فى قلبه ونهض من مكانه وجلس بالمنتصف بينهم وفتح لهم ذراعيه مبتسما مما جعل الأطفال هم الآخرون يبتسمون وهم يقتربون منه وهو يضمهم بحنان قائلا
قولولى بقى مالكم كده ساكتين ومسهمين على غير العاده
تدمعت أعين إحدى البنتين قائله
ماما يا بابا روحنا لها النهارده فى بيت خالو وفيق قعدت معانا حبه صغيرين وسابتنا ونامت وبعدها تيتا ماجده قالت لينا نرجع لهنا هى ماما هتفضل هناك لحد أمتى إحنا مبقناش بنحب نروح بيت خالو وفيق من يوم طنط فاديه ما سابت البيت وكمان أتجوز من طنط ناهد اللى مش بتحبنا خالص ومش بتعاملنا كويس غير قدام تيتا وخالودى كدابهطنط فاديه كانت أحسن وأحلى منها وكانت بتحبنا مش زى دى غشاشه
تنهد فاروق بحسره فى قلبهبينما قال إبنه
عارف يا بابا طنط فاديه كانت حنينه أوىحتى أحن من ماما مكنتش بتزعق لينا وكانت بتفهمنا بالراحهيلا هو خالو وفيق اساسا مش بيسمع غير لكلام تيتا ماجده أوقات كتير كنا بنتمنى إن ماما تعاملنا زى طنط فاديه أو حتى كانت تبقى هى مامتنا
تنهد فاروق بآسى يشعر بالندم الشديد ليته كان حارب من البدايه فحتى أطفاله يتمنوها أم لهملكن ليست كل الأمانى نستطيع تحقيقها بأيدينا
جلس فاروق مع أطفاله لأول مره بحياته بهذا الشكل الودى البسيط القريب منهم يسمع لهم ولاحاديثهم المتفرقه وشعورهم بالوحده واليتم الظاهر عليهم رغم انهم كانوا يعيشون بينه وبين سحرلكن يفتقدون للأحتواءإحتواؤه لهم
هو كان يعيش معهم وبعيد عنهم بنفس الوقتكل منهم يقول له ماذا يتمنى أن يصبح مستقبلاوالأمنيه الوحيده المشتركه بينهم أن يشعروا بالأحتواء المفقودفليس فقط وجود أم وأب مجرد واجههبل الأهم هو الموده والحب بين افراد العائله الصغيرهوهذا كان ومازال مفقود لديهم وإزداد بترك سحر للمنزل وبقائها بمنزل والداتها بحجة العلاجحقا لم تعد تصلح كزوجه تلبى متطلبات زوجها الحثيهلكن ليس هذا الشئ فقط ما يجمع بين الزوجينربما تجمع بينهم موده ورحمه على الأقل من أجل سد إحتياج أطفالهم لهم حسم أمره سيتحدث مع سحر بهذا الشآن ويصل لطريق تفاهم جديد بينهمهو لم تعد النساء تشغل عقله بعد أن تأكد من خسارة فاديه نهائياهو يستحق ذالك هو من بدأ بالتخلى والخذلانوعليه تكيف حياتهوينهى ذالك الإستسلام بحياته للندم على ما أضاعههنالك فرص أخرى تعطيها الحياهوأكبر فرصه له هى أطفاله اللذين يحتاجون ل أب سند وحمايه لهم يحتويهم بحنانه رغم فقدانه لذالك الحنان
مساء
أمام الغرفه الموجود بها صابرين
كان يجلس رائف مع عوادالذى أخبره بتقرير الفحص الجنائىتعجب رائف متسألا
يعنى فرامل العربيه كانت مقطوعه عن قصد بقى طب