ونس بقلم سارة مجدي
وهي تقول_ أنا حاسة بتعب جامد أوي في بطني يا حاتم تفتكر من الفول
احتواها بحنان وقال بمرح_ أكيد يا حبيبتي الفول ده قاهر للمعدة الرقيقة إللي زي معدتك إللي متعودة على الكرواسون والباتونساليه والخضار السوتيه.
كانت تنظر إليه بتكشيرة طفولية ليضحك وهو يقول من جديد_ معلش يا قلبي لو فضلت ټوجعك لحد الصبح نروح للدكتور ماشي
_ وأنت أهل الخير يا حبيبتي
أجابها وأغمض عينيه مستسلم لسلطان النوم رغم عقله المشغول بأديم
فتح عينيه بتثاقل وكأنه ينتزع نفسه من السعادة والراحه بين رائحتها والتي بسببها كانت هي بطلة أحلامه الوردية طوال الليل كان يتنعم بين ذراعيها بالحب والراحه والأمان والأن يفتح عينيه على الواقع المرير المؤلم أخد نفس عميق محمل برائحتها وأعتدل جالسا يفكر فيما سيقوم به اليوم عليه اليوم أن يقوم بواجبه نحو أخته وبعد ذلك سوف يبتعد تماما هو لم يعد له مكان هنا لا يريد تلك الحياة المليئه بالأكاذيب والخداع. لا يريد ما يذكره بمن هو ومن أين أتى أو يعايره أحد مره أخرى بوالدته الذي لا يعرف حتى أسمها. غادر السرير ومباشرة إلى الحمام أخذ حمام ساخن فتح الخزانه ليخرج طقم جديد يرتديه من الملابس التي تركها هنا ولم يأخذها معه إلى قصر الصواف .. صفف خصلات شعره ووضع العطر وظل ينظر إلى نفسه عبر المرآة لعدة ثوان ثم غادر الغرفة. كان قلبه يسابق خطواته حتى يراها ويا ليته لم يفعل وجدها نائمة على الأريكة بوضع غير مريح والدموع مازالت فوق وجنتيها وكأنها كانت تبكي
في نومها لم يعد يحتمل لا البقاء جوارها يريح قلبه ولا الإبتعاد عنها يهدء غضبه أطلق ساقيه للريح وغادر الشقه. غير منتبه إنها كانت تتابع خطواته المسرعه وتتمنى أن تتشبث بقدميه ترجوه ألا يرحل لكن لم يعد من حقها سوا الدموع فقط ولذلك هي أخذت القرار سوف تذهب اليوم إلى حفل الخطبه. وتعترف أمام الجميع بخطأها أغمضت عيونها لعدة ثوان ثم فتحتها والإصرار والثقه مما ستفعل يطل من عينيها بوضح. سوف ترد له أعتبارة أمام الجميع كما ذبحته أمام الجميع.
_ بالعكس أنا مبسوطة أوي وأنا بجهز فرح نرمين. مش قادرة أوصفلك يا أديم أحساسي خصوصا وأني بعمل كل حاجة بنفسي
أخذ من يدها الدعوات وظل ينظر إليها لعدة ثوان ثم أبتسم بسخريه وهو يكتشف أن ليس له أحد يرسل له دعوة لكنه أخذ واحدة فقط وأعاد لها الباقي وكتب على الظرف. _ السيد همام يزيد المصري
عاد بعينيه إلى أخته التي يظهر على وجهها معالم الألم لكنها تحاول أخفاء الأمر فأقترب منها وهو يقول_ سالي مالك إنت تعبانه
رفعت عيونها له وقالت بألم_ بطني ۏجعاني أوي من أمبارح تقريبا معدتي مستحملتش الفول والطعمية
أبتسم لها بحب أخوي وقال_ هتصل بالصيدليه تبعت ليكي دوى حلو أوي هيريحك جدا
أومأت بنعم ليتركها وتحرك في إتجاه السلم لكنه وقف حين سمع همسها بالشكر لينظر إليها بحب وغمز لها بشقاوة ثم قال بأستفهام_ نرمين فين
_ في مركز التجميل. عروسة بقى
أومأ بنعم وصعد إلى غرفته. تتابعه بعيونها وبداخلها تود أن تركض إليه تضمه بحنان وتربت على قلبه وتعتذر منه على كل هذا الۏجع الذي أصبح يسكن عينيه وأثقل روحه. لكنها عادت تكمل عملها وهي تتذكر كلمات حاتم لها قبل خروجه _ بلاش تفتحي مع أديم أي كلام عن إللي حصل أمبارح نخلص ليلة نرمين وبعدين نقعد ونتكلم معاه
وها هي نفذت ما قاله وتجاهلت ما حدث بالأمس وكأنه لم يحدث وساعدها في ذلك أعتكاف والدتها داخل غرفتها منذ الأمس وأنهت ما كنت تفعله وسلمت الدفعه الأخيرة من الدعوات