الأربعاء 25 ديسمبر 2024

البعض يعشق والبعض يحب

انت في الصفحة 29 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

منهم.
تنهدت روحية لتمرر رحمة يدها على وجنة الصبي بحنان ثم تقول لروحية
خلى بالك منه يادادة وأنا بإذن الله مش هتأخر.
قالت روحية
فى عيونى ياستى.
إبتسمت رحمة وهي تغادر الحجرة..ولم تلبث أن إختفت إبتسامتها وهي تترك قلقها يظهر على ملامحها توجسا من تلك الزيارة الغريبة من عائلة الشناوي..تدعوا من كل قلبها ان تمر تلك الليلة..... بسلام.
تأمل يحيي ملامح عائلة الشناوي المتجهمة بتوجس ..يزداد شعوره بوجود خطأ ما..يتساءل عن كنهه..وما ان إقتربت رحمة من يحيي ورآها الجميع حتى تحفزوا جميعا ليتقدم منها فارس ..الإبن الأوسط للحاج صالح وهو يقول پغضب
تعالى يافاجرة يابنت الڤاجرة .
وقف يحيي فى مواجهته والڠضب يعلو ملامحه وهو يهدر قائلا پغضب
فارس إنت إتجننت..إزاي تكلم مراتى بالشكل ده..أقف مكانك ومتقربش منها خطوة واحدة ..وإلا قسما برب العزة لأموتك بإيدية دول وما أعمل حساب للقرابة والدم.
تجمد فارس فى مكانه يطالع يحيي بنظرات حانقة بينما يرمقه يحيي بنظرات غاضبة متحدية..ليردع فارس صوت أبيه الذى قال بهدوء
إهدى يافارس وتعالى جنب إخواتك ياإبنى الله يرضى عنك.
تراجع فارس ليقف خلف أبيه
رغما عنه..بينما توارت رحمة خلف يحيي الذى شعر بخۏفها وإحتمائها به منهم ..تمسك قميصه من الخلف كما كانت تفعل بالضبط وهي صغيرة..ليرق قلبه ويشعر بالألم..فمازالت هي كما هي..رحمة الضعيفة والتى تشعر بكره الجميع لها رغم أنه لا ذنب لها فيما فعلته والدتها.. ومازالت تحتمى به لينقذها من براثن كرههم..شعوره بأنه حاميها دفع الډم لعروقه وأكسبه تصميما على ردعهم جميعا اليوم وقد ظهر الغدر فى عيونهم..حتى وإن عام فى بحر من
الډماء فلن يمسوها بأذى..طالما هو حي

يتنفس.
ليطالع الحاج صالح بنظرة قوية أثرت فى الحاج صالح إعجابا به رغما عنه وهو يقول
ممكن أعرف سر الزيارة الغريبة دى واللى الواضح إنها مش ودية أبدا..ممكن أعرف جايين ليه النهاردة ياحاج صالح
قال صالح بهدوء وهو ينقر بعصاه على الأرض مقتربا من يحيي قائلا
جايين نحمى شرفنا يا ولدى..شرف عيلة الشناوي.. جايين نغسل عاړنا بإيدنا.
إتسعت عينا رحمة فى صدمة بينما عقد يحيي حاجبيه قائلا
عار إيه وشرف إيه..تقصد إيه ياحاج
دلف مراد فى تلك اللحظة إلى المنزل..لتظهر بشرى بدورها والتى كانت تتابع ما يحدث من بعيد..ليجتمع الكل ويقترب الحاج صالح من يحيي أكثر قائلا
وصلنى إن بنت بهيرة دايرة عليكوا واحد واحد.. ياولاد عيلة الشناوي..بتوقعكم فى مصيدتها واحد ورا التانى بألاعيبها اللى بتوصلكم لسريرها وبعدين تضطروا تتجوزوها عشان تداروا الڤضيحة ..مظبوط كلامىولا إيه
كادت رحمة الآن ان ټموت حزنا من كلمات الحاج صالح..بينما علا ثغر بشرى إبتسامة وارتها على الفور ولكن ليس قبل أن يلمحها مراد ويدرك انها هي من أخبرتهم بذلك ليتوعد لها بعد إنتهاء تلك المهزلة..أما يحيي فقد قال بصوت قاطع صارم متوعد النبرات 
خد بالك إن اللى بتتكلم عليها دى تبقى مراتى..مرات يحيي الشناوي والعرض اللى بتخوض فيه ده..هو عرضى..والله فى سماه اللى يجيب سيرة مراتى أو يخوض فى عرضى ما أسيبه عايش على وش الأرض ولو كان مين
تحفز أبناء الحاج صالح وتقدموا بإتجاهه ليرمقهم يحيي بصرامة ويقترب مراد من أخيه بسرعة بينما إتسعت عينا بشرى پخوف ..فلم تكن تتوقع ان تتدهور الأمور بهذا الشكل..ليرفع الحاج صالح يده..بإشارة لأبنائه قائلا
خليكوا مكانكوا ياولاد صالح.
ليتوقف الجميع مكانهم ينظرون إلى بعضهم بحيرة وحنق بينما رمق الحاج صالح يحيي بنظرة عميقة غير مفهومة وهو يقول
رد على سؤالى ياإبن صديق..إتجوزتها بسرعة كدة ليه وإنت لسة ډافن مراتك يا إبن الأصول.
نظر يحيي إلى عمق عيني الحاج صالح وهو يقول بحزم
رغم إن دى حياتى الشخصية وأنا حر فيها..ومش مجبر إنى أبرر..بس هقولك ياحاج..جوازى من رحمة كان بوصية من أختها..اللى شافت إنى عمرى ما هرضى أتجوز وأجيب لهاشم مرات أب..وفى نفس الوقت خاڤت إن هاشم يتحرم من حنان الأم وملقتش أحن من أختها كأم بديلة ليه..
ليخرج من جيبة ورقة مطوية وهو يناولها للحاج صالح مستطردا
الوصية أهي ..تقدر تقراها بنفسك.
فتح الحاج صالح تلك الورقة وقرأها بهدوء..ليهز رأسه قبل أن يمنحه إياها قائلا
مظبوط كلامك ياابنى..طب ده بخصوص جوازك لكن جوازها الأول بأخوك وجدك هاشم اللى لقاها فى أوضته وهي...
قاطعه يحيي وهو يهدر قائلا
عمى..الكلام ده محصلش منه حاجة ومراد يشهد بكدة..
ليقول مراد بسرعة 
فعلا محصلش ياحاج..اللى قالك كدة كداب ويستاهل الحړق.
قالها وهو ينظر إلى زوجته التى أشاحت بوجهها بعيدا عنه..بينما قال يحيي بصرامة
ياريت نقفل بقى ع الموضوع ده ..لإنى قلتلك ياحاج صالح.. اللى بتتكلم عنها دى مراتى ومش هسمح لأي حد مهما كان يجيب سيرتها..
ليقول فارس بحدة
بس ده شرفنا كلنا..شرف عيلة الشناوي.
كاد يحيي أن يتقدم بإتجاهه ينوى ضربه ليمسكه الحاج صالح من ذراعه بقبضة حديدية رغم سنه الذى تعدى السبعون لينفض يحيي يده پغضب وكاد أن يشتبك الجميع ..لتصرخ رحمة قائلة
كفاية بقى..كفاية.
إلتفت إليها الجميع لتطالعهم جميعا بعيون غشيتها الدموع ولكنها قوية تحمل إصرارا وهي تقول
مش عشان أمى طلعت ست خاېنة ووحشة ..أبقى أنا كمان زيها وأفضل طول عمرى
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 68 صفحات