الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية حور بقلم الكسندرا عزيز

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


يا مرام
استدارت حتى تذهب
مرام
التفتت له تتحدث بكل رسمية
نعم يا دكتور
ليه كده
ليه ايه
من اسبوع وانتي بتتاعملي كده برسمية زايدة وطلبتي نقلك لدكتور تاني
ردت عليه بقوة وبجرءة طالما ناسبتها
طلبت نقلي علشان الطب مهنة سامية مهنة كلامها جارح وبشدة
بالرغم من ۏلع مرام بسيف الا انها تعرف ما عانياه وعاشته معهما مثلها مثل اصدقائهم لم تكره حور ولو لدقيقة فهي تحبها تتحدث معها تنصحها توجهها لطالما تقول لو كان تغير القدر وانجبت حور لكانت اعظم ام في الوجود

لم تكرهها لم يكن بيدها كحبها لسيف لم يكن بيدها أيضا لكنها من هذه اللحظة ستزيل حبه من قلبها لن تسمح لحبه بالتغلغل في حناياها اكثر من ذلك
اقتربت جوي من حاتم الجالس خارج غرفة حور التي لم تطأ قدماه المنزل منذ اسبوع
چثت امامه تبكي
علشان خاطري تعالى معايا تدخل تريح شوية بس شوية
جوي مش هينفع
وحياة جوي لا وحياة حور ارتاح ساعة بقالك اسبوع كده انا تعبت علشان خاطري صعب اشوفك كده صعب
وانهمرت دموعها بكثرة
ازال دموعها بلطف يحاول ان يتمالك اعصابه
همس لها جاهدا
حاضر حاضر يا جوي
ابتسمت وامسكت يده تشده ليسير معها ليرتاح بضع ساعات قليلة
جاهدت حتى تخرج صوتها
سي سيف 
يا قلب سيف يا روح  سيف يا عمر سيف 
جاهدت لتجلس
ساعدها على الجلوس 
رفعت يدها وضعتها على وجنته تزيل دموعه
وحشني صوتك اويي
همس بتحشرج 
ردت عليه بنفس همسه 
نزلت دموعه عليها
كفاية يا قلب سيف خليكي في حضڼي وبس 
خرجت من حضنه ودموعها تلطخ وجنتيها
ازالت دموعه بأصابعها
همست
اوعى ټعيط تاني اوعى عيشني الليلة دي في الجنة يا سيف 
مش هتقدري يا قلبي
همس مستندا بجبينه على جبينها واختلطت دموعه بدموعها
عاشان خاطري يا سيف لو دا اخر يوم ليا عايزة ابقى
معاك
حرام عليكي كلامك 
دموعهم لم تتوقف للحظة ارادا ان يختفيا عن هذا العالم اراد تخبئتها داخله ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم 
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة لا حور بكرة هتخرجي لي وسليمة لان دا لو ماحصلش 
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي كالطفل الذي فقد امه
صدقيني هحصلك نفسي والله ماهستنى حاجة
في المشفى الصباح الكل متجمع في حجرة حور لم يجدوها عندما دخلوا العملية بعد ساعتين وهي مختفية
حاتم ويحيى ويوسف يكلمون الحرس يتصلون بسيف لكن لا يوجد رد
لا كده كتير هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم طالما سيف 
لم يكمل يحيى حديثه فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة حاملا حور في حضنه وهي تتشبث فيه بشدة
لكن هو يستند على الحائط فقط وينظر اليها
حانت اللحظة الحاسمة
حملها حتى باب العمليات ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات بينما هو سقط أرضا يستند بظهره على
الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات مرت عليه كخمس سنوات 
لم يرفع عينيه الا عندما فتح الباب وخرج رامي وخلفه مرام
الفصل 44
فتح باب غرفة العمليات هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف 
عينيه تسأل وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله قدرنا نشيله وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم فرح الجميع احتضنوا بعضهم حتى منى لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها لقد طلبت سلبه روح ه 
وياليت الجميع يعرف ان بهكذا طلب تسلبون روح  الانثى وتدمروها وتحولون انوثتها لاشلاء من الصعب ان تشفى 
اغمض سيف عينيه وهدأت ملامحه المتشنجة لم يستطع احد الاقتراب منه 
مازالت مرام تقف مكانها تنظر له ولرد فعله لقد كان كالتائه الذي رد لامه
لم يرها احد الى الان ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لهافقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف وهي ممددة على السرير ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
يلا يلا كله هيمشي ويرتاح علشان لما تفوق بكرة تلاقينا كلنا جنبها 
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه التي سالت كثيرا هذا الاسبوع 
سيف انا ربيت صح يا سيف انت قوي مش سيف الي يكلم امه كده 
وجد تشنج عضلاته اسفل يده
ايوة يا سيف غارف انها غلطت بس دي امك وماتقدش تبعد عننا ولا تبعد حور حور بنتنا زي ماهي بنت عادل  وألفت امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها والكل بعد كله مشغول هنا هي ماخرجتش الا انهاردا على ميعاد العملية حور ماحدش مايقدرش يحبها فوق يا حبيبي خدت وقتك وحزنك واديناك مساحتك احترمناها بس دلوقتي خلاص حور هتبقى كويسة ورب ضارة نافعة ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها علشان تشوف مقدار حبك ليها علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة علشان هي تخرج من حزنها وتعرف ان
الولاد مش كل حاجة يا ابني كانت في ثانية ممكن دموعه
شكرا يا بابا
ابتسم لابنه
خليك بقى فضيت لك الجو انا
ابتسم على كلام والده 
ذهب يأتي له بكوب من القهوة
عندما عاد وجد مرام تجلس بجانبها 
يراها من خلف الزجاج
دلفت مرام جلست بجانبها تمسك يدها
عارفة يا حور اول مرة ډخلتي عندنا كان ابيه يحيى شايلك فيها وحطوكي علي الكنبه وقتها قربت منك شفت ملامحك الي كانت رغم تعبك كانت حلوة اوييي ومريحة اتمنيت ابقى شبهك
ولما فتحتي عيونك شفت لونهم وناديتي كلمة واحدة بس سيف وما قولتيش غيرها
اتمنيت اشوف الراجل الي ملاك زيك حبه
وعرفت حكايتك بس اول ماشفته ابتسمت للذكرى
كان مدشدش
وقتها ماحسيتش بحاجة ناحيته
بس مع الوقت لقيت نفسي بحبه من حبه وعشقه ليكي عارفة اني عمره ماهطوله بس قلبي مش بإيدي بس خلاص هبعد حبه عني ويبقى ابيه وبس سالت دموعها 
ازالتها ليست هي من تبكي 
عارفة انه صعب بس انا قررت انا بحبك اوي يا حور 
وتركتها وخرجت
وجدت سيف يجلس علي المقاعد ليس واقفا امام الزجاج
جلست جانبه
عم الصمت
نهاه سيف 
قولتلها
نظرت له باستغراب
قولتلها ايه
على الي دايما بشوفه في عيونك علشان كده عمري ما قربت منك
ابتلعت ريقها بتلعثم اذا فهو يعرف
بس عمري ما اتمنيت حاجة وحشة
عارف
بس قررت انهيه
تبقي فقتي ودا كويس حور هي روح ي انتي لسه صغيرة والعمر طويل اكيد هتقابلي الي تحبيه بجد ويستاهل حبك يحبك اكتر 
انا قررت ابعد هسافر اكمل تعليمي بره
اعملي الي يريحك يا مرام بس انتي بالنسبة لي اختي الصغيرة الي دايما هتلاقيني في ضهرك على طول 
هو ممكن اطلب منك طلب
قولي
نظرت له
ممكن تحضني
دا ملك حور ما اقدرش اديكي حاجة مش ملكي
ابتسمت
طول عمرك احترامي ليك بيكبر مش هقبل احب حد اقل منك تاني
ثم تركته ذاهبة للاسفل لتتنفس بحريه وقلبها المټألم يرتاح
خرج الي جنينة المشفى رآها جالسة شاردة على احد المقاعد
اقترب وجلس جانبها
شعرت به وارادت المغادرة
خليكي يا مرام
جلست مرة اخرى
وجدته يتحدث بنبرة الم 
لما اتجوزت فرح كانت قصة حبي ليها من واحنا اطفال كنت بعشق ضحكتها همسها ريحتها حتي طفولتها الي فضلت لبعد ماكبرنا
اتجوزنا عشت احلى ايام عمري وهي في حضڼي ولما عرفت انها حامل 
كان نفسي المس السما من ساعدتي بس مافيش حاجة كاملة الحمل كان خطړ على حياتها طلبت منها نجهص الطفل طلبت كتير حتى لو بالاجبار كان ممكن اعمل كده بس ماقدرتش قصاد دموعها وتمسكها بيه قالتلي دا حتة مني ومنك وهتحبه وكل ماتشم ريحته هتفتكرني ولدت بنوتة زي القمر نسخة منها بس هي سابتني سميتها فرح علي اسمها
وبقت هي حياتي ما بيتحملش الهوى عليها يوم حور فرح تاهت والي لقيتها حور وقالت كلام وجعني اني مهمل حسيت انها بتتهمني ماستحملتش الكلام ولما شفت التقرير نسيت كل حاجة وحبيت ارد الۏجع الي حسيته من كلامها ندمت بعدها اه ندمت بس فهمت هي ليه كلمتني بالحړقة دي عرفت انها كانت بتقولي حافظ عليها غيرك مش عارف يجيبها 
وكلامك وجعني اوي 
انا اسفة 
وتركته وغادرت ناوية علي الرحيل
في الصباح تجمع الكل مرة اخرى
جلست منى بعيدا اقترب منها سيف وجثى امامها
انا الي المفروض اتأسف انا الي غلطت يا حبيبي
ماتقوليش كده انتي تغلطي براحتك واحنا نستحمل
قدر الجميع سيف وازداد احترامه وحبه في قلب عادل  وألفت اللذان علما
انه خير حبيب وزوج وابن
مر شهران قضتهم حور في المشفى للتأكد من عدم عودة ذلك المړض اللعېن 
الكل حولها لم يتركها احد سيف يتابع اعماله من الهاتف او اللاب توب لم يبتعد ثانية واحدة
الكل يوم متجمع فهو ميعاد خروجها
ليه ماجبتيش جين يا جوي
جين في تدريب الكارتيه ماه كانت ناقصة حاتم خلاها ولد قوي يا حور 
صحك الجميع عليها
الله بنتي وانا حر وانا مش عايزها فرفورة
يعنى ايه فرفورة دي يا بابي
يعني طرية يا مالك يعني تقعد ټعيط علي طول 
يعني حور فرفورة هي بټعيط علي طول وانا بسكتها
لم ابنك يا يوسف بنتي مش فرفورة بنتي رقيقة
بس بحبها ولما اكبر هتجوزها نروح  سهر عسل جميل
نعم يا روح  ابوك جبت منين شهر العسل ده يوسف هعلقهولك الواد ده
ضحكوا علي فراسة مالك وعلى غيرة يحيى 
نظر سيف لحور لم يجد نظرة الحزن التي كان يراها بل فرح سعادة فقط لقد ايقنت ان حب سيف يكفي
لك لك وسارت بخطوات بطيئة متجهة اليه
هههه علشان تعرف ان بنتك هي عايزاه
تعالي هنا يا بنت ال وحملها ڠصبا عنها
فأخذت تبكي مشيرة للدهاب الى مالك ذالك الطفل الذي يحبها بشدة ويلعب معها
احتضن سيف حور الجالس جانبها على الفراش
بحبك يا سيف انت كفاية اوي
وسيف بيعشقك
بتعمل ايه
ابتعد عنها
فصيل من يومك يا حاتم 
افتخر يا حبيبي وسع شوية ماه هتبقى معاك في البيت
اقترب والداها 
محتاجة حاجة يا قلب بابي
سلامتك يا بابي خليكم معايا تعالوا واقعدوا عندي
قبل حبينها
انا مطمن عليكي مع سيف 
وقت ما نوحشك تعالي علي طول يا قلب مامي
ودعاها وغادرا عائدين لقريتهم الهادئة 
مرام بتسلم عليكي يا حور
الله يسلمها انا مش عارفة هي سافرت
ليه
ولا انا والله يا حور بس هي حابة تكمل بره
ربنا يكرمها يا يوسف
وصل الي القصر حملها وصعد الى غرفتهم وضعها علي الفراش
هنزل اشوف حاجة تحت حابة اساعدك في حاجة
تؤ
قبل جبينها
بحبك اوي
منحته اعذب ابتسامة
وانا كمان بحبك اوي
بعد ساعة ترك لها الحرية لتتصرف كما تريد فقد كانت مريضة لم تدخل المنزل منذ شهرين لم يقترب منها ايضا خوفا من ايذائها حتى تشقى تماما
صعد بعد ان اخذ حمامه بالاسفل وغير ملابسه 
ما ان فتح الباب حتى وقف مصدرما
الفصل 45 الاخير الجزء الاول
ما ان فتح الباب تزامن خروجها من الحمام مع
تنهد بشوق
جوفها هي 
اشتاقت لهم اوي
لم تكن تسمع حديثه من كثرة
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات