جواز اضطراي بقلم هدير محمود
أنها لم تعافر معه بل تركته ينام بهدوووء وأخبرته أنها الآخرى تحتاج للنوم بشدة ظن وقتها أن ليلته قد انتهت وأنه نجح في الهروب من هذا الفخ لكن يبدو أن ل مريم رأي آخر ف بعد أكثر من ساعتين من دخول كلا منهما لغرفته وجد باب غرفته يفتح بهدووء شديد لم يكن نائما كان النوم قد جافى عينيه وصورتها لا تفارق مخيلته تحثه على الاقتراب على أن يجعلها زوجته وعقله يمنعه من ذلك
أدهم ..أدهم
فتح أدهم عينيه متظاهرا بالفزع مريم ! في أيه مالك
مريم ويبدو على وجهها الفزع الشديد وصوتها يرتعش حلمت ..حلمت حلم وحش وخاېفة أوووي
أدهم بحنية طب استني هلبس هدومي وهاجي معاكي الأوضة عشان أقرالك
أدهم پخوف أكبر من الجملة التالية أمال عايزة تنامي فين
مريم بطفولية وبراءة ورقة متناهية أنام جنبك هنا
أدهم باستفسار كأنه يريد أن يسمع كلام آخر جنبي هنا فين
مريم وقد أكدت ظنونه جنبك هنا على السرير ف يا أدهم
أدهم باستسلام حاضر مش هقوم ..طب أغطيكي
أدهم وهو يربت على شعرها برقة طب غمضي عينك ونامي مټخافيش أنا جنبك وهقرالك لحد ما تروحي في النوم
مريم مااشي
ظل أدهم يقرأ لها القرآن وهو يمرر يده بين خصلات شعرها حتى نامت أو حتى ظن هو أنها نامت
نظر لها بكل الحب الذي يشعر به تجاهها تفحصها بعيناه التي لم تقف عند النظر لوجهها فحسب بل انتقلت إليها كلها انها حقا رائعة واذا بها تفتح عيناها فجأة ف يبتعد عنها ويقول
أدهم محاولا طمأنتها خاېفة من أيه ما أنتي نايمة جنبي أهوه
مريم بحزن خاېفة تسيبني وتبعد عني
أدهم بحنية هسيبك وأروح فين بس
مريم پخوف حقيقي تسيبني ل راجل تاني أنا مقدرش أكون ف راجل غيرك يا أدهم مقدرش أكون مرات راجل تاني ويكونله حقوق عليا أنتا وبس اللي أنا عايزاه يا أدهم فاهمني
أنا بحبك بحبك أوي أوووي يا مريم لأ أنا بعشقك أنتي حبيبتي أنتي كل حاجة حلوة في الدنيا أنتي أكبر من كلمة بحبك وكلمة بعشقك أنا مش عارف أوصفلك مشاعري مش لاقي كلام يعبر عن اللي حاسه جوايا عشان اللي جوايا كبيير أوووي أكبر من أي كلمة حب
البارت 27
أنا كمان بحبك بحبك أوووي يا أدهم لدرجة أن نفسي أجيب ولاد ويكونوا كلهم شبهك عشان تعرف قد ايه أنا بحبك أنتا هتفضل أول وآخر واحد دخل قلبي
مريم بدهشة روك ! دلوقتي
أدهم بصوت جاهد ليخرج طبيعي أه دلوقتي نامي أنتي يا حبيبتي ومتستننيش وأنا مش هتأخر ولما أرجع هبقا أنام في أوضتك وخلاص تصبحي على خير
انصرف سريعا دون أن ينتظر حتى ردها صعد للروف وهو يلهث أخذ روك ونزل به إلى الشارع ظل يركض كثيرا وروك يركض خلفه لعله يطفىء النيران التي تشتعل بداخله حتى يهدأ ويستكين ....
أما مريم ف جلست أكثر من نصف ساعة تحاول استيعاب ما حدث لما تركها هكذا كانت على وشك أن تصبح زوجته كانت تشعر بشوقه لها لما تغير فجأة وتركها اعترف لها للمرة الأولى أنه يحبها نظرت من الشرفة وجدته على حالته تلك فاندهشت لما يتحامل على نفسه هكذا لما يحرمها ويحرم نفسه من هذا اللقاء الحلال لما يحرم عليهما ما أحله الله لهما ظلت تفكر وتفكر في ابتعاده المفاجيء عنها هل تضايق لأنها ذكرته بأنه لم يكن أول رجل في حياتها لكنها لم تقصد شيء سوى أنها تخبره أنه الأول والأخير في قلبها ماذا عليها أن تفعل أن تتركه وتنام كما طلب منها أن تنسى ما حدث وتتظاهر بأنه لم يحدث بينهما شيء في الصباح أم تواجهه وقد أختارت الأخير لابد وأن تتحدث معه أن تعلم منه السر الذي يخبئه عنها أو يطلقها الليلة لن تتحمل يوما آخر في هذا العڈاب ...
ظلت في غرفته مستيقظة
بعد ساعة تقريبا عاد أدهم ودخل غرفتها مسرعا وأوصد بابها بالمفتاح وما أن شعرت بعودته حتى هبت واقفة وتوجهت لغرفتها وحينما وجدت بابها مغلق طرقته عدة طرقات حتى أجابها صوته المنهك قائلا
عايزة حاجة يا مريم
مريم أيوه أفتح لو سمحت عايزة أتكلم معاك
أدهم بعصبية حتى تتركه وشأنه مش دلوقتي ممكن نتكلم الصبح
مريم بحدة وعصبية مماثلة لأ دلوقتي
أدهم پغضب مش هينفع روحي نامي دلوقتي أنا مش قادر أتكلم
مريم بحزم أدهم أفتح لو سمحت أن مش هتحرك إلا لو أتكلمنا وحالا وإلا هفضل واقفة هنا للصبح
ادهم وقد استشعر الضيق والڠضب من صوتها وعلم بجدية حديثها فقام من مجلسه وفتح لها الباب قائلا
أرجوكي يا مريم أجلي كلامك للصبح عشان نقدر نتكلم ونكون هاديين أنا بجد تعبان ومش قادر
مريم بعصبية وأنا كمان تعبانة ومش قادرة هما كلمتين يا أدهم ومتخافش مش هتعبك
أدهم وقد شعر بجسدها ينتفض لكنه بالطبع لن يفعل شئ ف أمسك بالروب الخاص بها ومد يده به إليها قائلا بحنية ألبسي الروب الجو برد عليكي أنتي بتترعشي
مريم وقد اخذت الروب منه ولبسته لا لأنها تشعر بالبرد لكن رأفة بحاله ف هي تعلم أن وقوفها الآن أمامه بهيئتها تلك هو آخر ما يتحمله في هذه اللحظة صمتت ل ثواني لتعيد ترتيب الكلمات في رأسها ثم قالت بهدوء مصطنع محاولة به أن تخفي نيران قلبها المشټعلة أدهم أنا لازم أعرف ودلوقتي حالا السر اللي أنتا مخبيه عني ومخليك بعيد كده
ثم صمتت حتى قطع هو هذا الصمت متسائلا
يا أما أيه يا مريم
مريم
تطلقني يا أدهم ودلوقتي بردو
أدهم پصدمة أطلقك دلوقتي
مريم أيوه أو تريحني وتقولي الحقيقة
أدهم بجمود مفيش أسرار ولا حاجة
مريم بعصبية لأ في متكدبش عليا أن سمعتك وأنتا جنبي مرة وكنت فاكرني نايمة كنت بتقول اللي باعدك عني سر أنتا مخبيه عليا قولي وريحني وريح نفسك مهما كان السر ده أكيد أهون من اللي أحنا فيه بحبك وبتحبني ومش قادر تقربلي
صمت ولم يرد عليها ..صمت لأنه لا يعلم بما يجيبها هل تظن أنه لو تحدث وأخبرها سيرتاح وترتاح هي عبثا ذلك ..
قطعت هي هذا الصمت فجأة ثم قالت
أنتا بعدت عني لما فكرتك إني كنت متجوزة وأنك مش أول واحد صح
صمت أدهم ولم يرد فقالت هي
رد عليا سكت ليه ديه الحقيقة وياترى هي ديه الحاجة اللي بعداك عني أنك مكنتش أول واحد وإني كنت متجوزة قبلك بس ده نصيب وأنا مكنتش أعرف إني ممكن اقابلك تاني مكنتش أعرف أن الحب القديم هيرجع يصحى تاني قولي يا أدهم كلامي صح
شعر أدهم انها ألقت له بطوق النجاة قائلا بحزن
أيوووه يا مريم أنا بعييد عنك مش قااااادر يا مريم بجد حااولت كتيير بس صعب صعب أوي بجد غصبن عني أنا بحبك جدااا ويمكن لأني بحبك كده
تلقت مريم حديث أدهم پصدمة ثم قالت طب والحل
أدهم بحيرة مش عارف.. صدقيني كتير كنت بسأل نفسي عن الحل لكن مكنتش بلاقي حل غير أننا نتطلق لأن الوقت مش هيقدر ينسيني حاجة زي كده وكمان مش عايزك تتعذبي معايا
مريم وقد ثارت لكرامتها ف دوما يخبرها بأنه يرغب في الطلاق دوما ينطقها من بين وكأن الأمر هين ف نظرت له بحدة قائلة عندك حق الحل الوحيد هو أننا نتطلق طالما أنتا مقبلتش ظروفي ومش عارف تنسى حاجة مكنتش بإيدي لأني مكنتش بطلع
على الغيب عشان أعرف أن هيجي اليوم والحب القديم يرجع تاني واتجوزك ثم اردفت قائلة بس نطلق الصبح هنروح على أقرب مأذون وهتطلقني
أدهم پخوف من فقدانها الصبح لأ مش هينفع خلينا نستنى شوية لحد ما نسافر
أدهم پغضب عايزة تتجوزي راجل غيري يا مريم
مريم بكل الغيظ الذي يعتمل بداخلها مش عايزة.. أنا هتجوز فعلا مش أنتا مش قادرتنسى خلاص أتجوز بقا اللي يقدر
أدهم بحدة أماال أزااي بتقولي انك بتحبيني هو اللي بيحب سهل كده ينسى حبيبه
مريم لو كان زيك كده أه سهل وسهل أوي كمان
أدهم پغضب زيي تقصدي أيه
مريم زيك جبان وضعيف واحد زي مروان قدر يغلبك قدر يبعدك عن واحدة بتقول أنك بتحبها بس الحقيقة أنك مبتحبنيش لو كنت بتحبني مكنش سهل عليك كل شوية تقولي نتطلق نتطلق مش بس كده لأ وأناني كمان عايزني أفضل مرهونة جنبك كده لأ يا أدهم هتطلقني وقريب أوي هتجوز راجل غيرك ..غيرك ف كل حاجة
أدهم وقد أخرسته كلمات مريم الغاضبة لكنها أيضا أشعلت نيران الڠضب بداخله هو الآخر أشعلت غيرته وذبحت رجولته بنصل كلماتها الچارحة التي لا يستحقها لم يشعر بنفسه إلا وقد أنقض عليها پعنف أبتعدت عنه بوجهها وظلت تدفعه وهي تقول پغضب هادر
ابعد عني وإياك تلمسني
تاني فاهم أنا أستحمل أن مروان يلمسني تاني لكن أنتا لأ
جن جنون أدهم حينما سمع أسم هذا المروان
أما هي ف ظلت تبكي دون أن تشعر بالوقت حتى سمعت آذان الظهر فقامت من مكانها ثم ارتدت ملابس الخروج الخاصة بها وتوجهت حيث غرفته وطرقت بابها بعد لحظات فتح لها بوجه حزين جامد يبدو أنه باكي ومجهد إلى حد كبيروكأنها ترى وجهها الذي رأته قبل قليل في مرآتها لكنها لم تلق إليه بالا وقالت بجمود
يلا لو سمحت ألبس هدومك عشان تنزل معايا لأقرب مأذون وتطلقني
أدهم باستسلام حاضر
دخل غرفته وبدل ملابسه وهو يتحرك بآليه كأنه يسير بالريموت كنترول لا يشعر بشيء يفعله ولا حتى بما هو مقبل عليه هبط الدرج وهي خلفه وركبا سيارته متوجهين لأقرب مأذون وقبل أن يصلا رن هاتفه تعجب أدهم لأن المتصل كانت والدته عفاف وهي لا تتصل به في مثل هذا التوقيت فأجابها وهو يخشى أن يكن قد أصاب أحدهم مكروه وبعد لحظات أغلق الهاتف ثم وجه حديثه لتلك القابعة بجواره دون أن ينظر إليها قائلا
مش هينفع نتطلق النهارده
مريم بعصبية لأ انا هتطلق النهارده ودلوقتي حالا
أدهم مفسرا أمي كانت بتكلمني وتعزمنا على فرح بنت أخويا ومش هينفع منروحش ويمكن نقعد هناك أسبوع وأكيد مش هينفع نروح ونقولهم أحنا اتطلقنا
أنا مش هروح ف حتة روح أنتا وأنا هقعد ف