حكايه سيف وسيلينا
هو يشتم بصوت عال
يابنت الڼصابة... تعالي هنا وقعتك سودا
لو طلعتي بتكذبي عليا إنطقي يا إنجي ماله هشام
جلست إنجي على الكرسي ثم أشارت له ليجلس
و بدأت تروى له الحكاية التي أتت من أجلها
أنا كنت هقول لفريد بس خفت اوي...إنت
عارفه لما بيزعل مش بيشوف قدامه .
علقت سيلين على كلامها و هي تجلس على
كلهم كدا ياحبيبتي...
رمقها سيف باستنكار قبل أن يعود بنظراته
نحو إنجي التي تبدلت ملامحها نحو الجدية التامة ليحثها على إكمال حديثها فما كان منها إلا أن
وصولا لطرده لها منذ ساعات قليلة عندما كانت
في المستشفى عند صالح.. و إنتهى بها المطاف
تبكي بين أحضان سيلين التي شعرت بالاسف
سيف ينفجر غيضا بسبب غباء إبنة عنه المدللة
و تصرفاتها الهوجاء و كذلك بسبب غيرته
منها لأنها تنعم باحضان زوجته التي حرمته منها...
حاول سيف التركيز و إيجاد حل لكنه لم يستطع
ليقف من مكانه و يجذب سيلين
بقوة و يجلسها
بجانبه محيطا خصرها بذراعه بتملك مما جعل
أمامها..مش كفاية قطعت علينا و كمان عاوزة
تأخذك مني....
كتمت سيلين فمه بيدها مخافة أن ينطق بالمزيد
من الكوارث ثم إلتفتت نحو إنجي مهمهمة ببلاهة
معلش يا نوجة مش عارفة ماله النهاردة
شكله....
أشارت بيدها بعلامة الجنون لتومئ لها إنجي
بإيجاب قبل أن تحدث بيوت باك
يرجعلي و كمان خاېفة العقربة اللي إسمها وفاء تأذيه .
أبعد سيف يد سيلين عنه ثم غمغم بهدوء
سيبي الحكاية دي عليا و انا هحلها بكرة بالكثير
و لو فعلا الكلام اللي إنت قلتيه صح تبقى
مصېبة بجد.
إنجي مؤكدة..و الله العظيم كل اللي قلته
صح...انا فعلا سمعتها في المكتب و هي بتتكلم مع حد و بتقله لازم أبيع المستشفى بسرعة عشان اسافر أمريكا.
إيه
إنجي و هي تكفكف دموعها
أيوا وفاء.....
سيف..تمام انا هتصرف و كويس إنك
جيتي قلتيلي...عشان إنت كمان حياتك بقت
في خطړ بعد ما هي عرفت إنك عارفة مخططاتها
مش هتسيبك في حالك و هتحاول تبعدك من
طريقها بأي شكل عشان تقدر توصل للي هي عاوزاه
للجامعة و هشوف حكايتها إيه لغاية ما تأكد
من حقيقة نواياها و إنت حاولي ماتروحيش
المستشفى الفترة دي... عشام لسه زعلان منك
ومش هيسمعك مهما حاولتي فمتتعبيش نفسك .
أومأت له إنجي بالموافقة ثم إستأذنت
و هي تفكر في كلام سيف فقد غاب عن بالها
فكرة أن وفاء من الممكن أن تأذيها فهي كانت
تفكر في سلامة هشام فقط و نسيت نفسها...
في غرفة آدم...
كانت فاطمة تدور حول نفسها و هي تتآكل
من داخلها من شدة الڠضب و تروي لآدم كيف
أن هانيا إكتشفت ما فعلاه بيارا و أصبحت
تهددها بأن تخبر صالح بكل شيئ بعد أن
فشلت خطتها في قتل جنين أروى و الإيقاع
بينها و بين زوجها..صاحت بغيظ و هي تجذب
خصلات شعرها حتى كادت تقتلعها
اللي هيجنني هي إزاي عرفت...
أنا مقلتش لأي مخلوق على اللي حصل لا و كمان
بتهددني إنها هتقول لصالح بيه على اللي إحنا
عملناه .
توقفت عن التحرك و هي ترمق آدم بنظرات
قلقة قبل أن تعلن..إحنا لازم نتصرف و بسرعة
الغبية دي لو تكلمت هتودينا في داهية و صالح بيه
مش هيصدق يلاقي خيط يوصله لمراته.
ضحك آدم و هو يترشف كأسه بشراهة قائلا
يوصل لمين إذا كانت مراته الله يرحمها...
سألته فاطمة نفس السؤال الذي تلقيه على مسامعه
كلما تحدثا..إنت واثق في اللي إسمه سعيد داه
مش يمكن مقتلهاش و بېكذب علينا.
آدم بتأكيد
متقلقيش سعيد داه شغله نظيف و كمان
مش دي اول مرة اتعامل معاه.
فاطمة باستغراب..إنت قټلت حد قبل كده
آدم ببساطة و كأنه يتحدث عن أحوال الطقس
عشيقتي القديمة عشان فضلت عليا واحد من أصحابي إداها فلوس أكثر .
حركت فاطمة رأسها بيأس من تفاهته قبل أن تنتفض
هاتفة من جديد بعد أن تذكرت مشكلتها الرئيسية
هنعمل إيه في الزفتة هانيا... بقلك هتودينا في داهية.
ترك آدم كأسه ثم وقف من مكانه متقدما نحو فاطمة
ليطوق خصرها مقربا إياها منه..إبتسم
بخبث و هو
يتفرس ملامحها الجميلة مقررا انه لن يدعها تفلت
منه هذه المرة بعد أن تلاعبت الخمړة بدماغه
قائلا
مټخافيش انا هخلصك منها الليلة...
إبتلعت فاطمة ريقها بصعوبة و هي تحاول الإفلات
منه مقترحة بكذب
قلتلك الحاجات دي مش دلوقتي...
تراجعت فاطمة برأسها للخلف وهي تنازع للافلات
منه بلطف حتى لايغضب منها فهي بحاجة لمساعدته
الان خاصة للتخلص من هانيا التي أصبحت
كالشوكة في حلقها.. خلينا في هانيا
الأول
دفعها آدم بعد أن يئس منها لكنه توعد لها بداخله
أنه لن يتركها المرة القادمة.. أخذ كأسه
ليبدأ في ترشفه من جديد و هو يشير لها أن تغادر
قائلا..قلتلك هتصرف....
في منتصف الليل....
و تحديد في الطابق الاسفل في الجزء المخصص
للخدم تململت هانيا في فراشها و هي تسعل بسبب
شعورها بالاختناق قبل أن تهب فجأة من
الفصل الثالث و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
في اليوم التالي.....
دلك سيف صدغيه من شدة التعب و هو
يغمض عينيه بشدة فمنذ ساعتين متواصلتين
لم يرفع رأسه من فوق هذا الملف الذي كان
يراجعه...رن هاتفه ليأخذه بسرعة فهو كان
ينتظر هذا الاتصال بفارغ الصبر و يجيب على
الفور قائلا
أهلا يادكتور عماد....لا أنا فاضي دلوقتي
ممكن تقلي وصلت لإيه
إشدت عضلات وجهه بتجهم بعد من سمعه من
المدعو عماد و هو أحد الأطباء المشهورين ليردف
بغية التأكد مرة أخرى
حضرتك متأكد من الكلام داه...لا لا خلاص
أنا هتصرف بنفسي متشكر اوي يادكتور
تعبتك معايا.... تمام اكيد.. شكرا مع السلامة .
وضع هاتفه على المكتب تزامنا مع دخول سيلين
و في يدها صينية من الطعام وضعتها أمامه
ثم تسللت بجسدها الصغير لتجلس فوق
قدميه ليتراجع سيف بكرسيه ذو العجلات
إلى الوراء قليلا....
داعبت وجهه بأناملها الناعمة و هي تسأله بعد أن لاحظت وجومه
تعبان
حرك رأسه عدة مرات مؤكدا على كلامها قبل
أن ينطق بهدوء
هي إنجي فين
سيلين..راحت المستشفى عشان تشوف صالح .
نفخ سيف پغضب من عنادها قبل أن يهتف بتبرم
مش انا حذرتها إمبارح و قلتلها بلاش تروح
هناك...أنا عمري ماشفت أعند من البنت دي .
تحدثت سيلين لتهدأه..متقلقش عليها هتبقى
كويسة و كمان هي خذت معاها القاردز .
سيف بضيق..و هما القاردز هيدخلوا معاها المستشفى...أنا هكلمها و اقلها ترجع حالا و لو
على صالح هي تقدر تطمن عليه
بالتلفون .
منعته سيلين و
هي تقرب صينية الطعام منه
طب إتغدى الأول و بعدين كلمها...إنت مكلتش
حاجة من إمبارح و من الصبح مش بتشرب غير
قهوة ...
سيف پاختناق..مليش نفس... مش مرتاح هنا و عاوز أرجع بيتنا بس لازم أبقى هنا عشان
إنجي و صالح...و كمان اللي حصل مع مربية لوجين أنا لسه مش فاهم إيه اللي حصل و إزاي أوضتها تحرقت فجأة ......
سيلين..أنا كمان سألت أروى و هي قالت إن
جوزها لسه بيعمل اوووو تحريمات أو مش فاهمة
كلمة زي دي.
سيف بضحك..إسمها تحريات....
سيلين بعدم إهتمام..أيوا هي الكلمة دي...
سيف..من بكرة هتروحي معايا الشركة
جهزتلك مكتب صغير جوا مكتبي عشان
تبدئي تدريب و أي مشوار هروحه هاخدك
معايا مش هينفع أسيبك لوحدك بعد اللي حصل.
سيلين بدهشة..طب ممكن أعرف ليه إنت خاېف عليا
سيف بغموض ..أيوا... في حاجات بتحصل هنا مش
طبيعية... مثلا مرات صالح لا يمكن تقدر تهرب لوحدها في حد هنا من جوا القصر رتبلها كل حاجة
و كمان الحريقة اللي حصلت إمبارح...غريبة اوي
حاسس إن في حد ورا الحاډثة دي عشان مفيش
غير أوضة معينة هي اللي تحرقت كأن اللي عمل
كده قاصد بس المربية.... أووووف أنا بجد تخنقت
من المصاېب اللي عمالة ترف ورا بعضها دي .
عبست سيلين مدعية الحزن و هي تقول
معلقة على إعترافه..مخڼوق حتى و أنا معاك
تدارك سيف خطأه على الفور ليبرر قائلا
و هو يقربها منه..لا طبعا...لو لا وجودك
جنبي مستحيل كنت قدرت أقعد هنا ثانية
واحدة... إنت مش عارفة المكان داه بقى
بالنسبالي إيه عامل زي السچن الكبير...كل
ذكرياتي الۏحشة مرسومة على حيطانه كلما
أعدي من مكان فيه بفتكر كل حاجة سيئة
حصلت معايا زمان...مۏت أبويا و مرض أمي
و ظلم أعمامي ليا و جدي اللي مقدرش يحميني
منهم.... و أحداث ثانية كثير حاولت كثير أنسى
بس للأسف مقدرتش و دلوقتي مش عارف
إيه اللي هيحصل...مضطر أقعد هنا عشان أحل
مشاكل اولاد أعمامي اللي جوم عليا زمان
واحد غيري كان إنتقم منهم و حړق قلبهم
بس أنا مش قادر أذيهم حتى آدم....البني آدمة
الوحيدة اللي أذيتها و ظلمتها معايا و لسه
بظلمها هي إنت...
كانت تستمع إليه باهتمام مستشعرة نبرة
الألم التي كانت تغلف صوته لتجبر نفسها على
الابتسام حتى تتلاشى رغبتها في البكاء
و هي تتأمل ملامحه التي زادها حزنه وسامة
قبل أن تجيبه بلوم
و أنا مبسوطة أوي بظلمك داه...إحنا يمكن
بدايتنا كانت غلط بس... ادينا بنحاول نصلح...
إنت كنت محتاجني جنبك عشان في حاجات
ناقصاك و لقيتها فيا و انا بردو زيك كنت
محتاجة....
توقفت عن الحديث قليلا وترددت قبل أن
سيف أنا بتكلم بجد...
سيف بتأكيد..و أنا كمان بتكلم بجد...عشان
الفيلا و كل حاجة فيها باسمك يا غبية.. و كمان
نسبة 30 من أسهم الشركة .
شهقت سيلين بانبهار و هي تصفق بيديها
هاتفة بمزاح..بجد... يعني أنا أقدر اطردك
من بيتي.
قطب سيف جبينه باستغراب و هو يلف
خصلة أخرى على إصبعه الأخر متسائلا
داه إنت داخلة على طمع بقى..دلوقتي
بس إكتشفت حقيقتك قدرتي تخدعيني
بعنيكي الحلوين دول .
ضحكت سيلين و هي تحتضنه بقوة قائلة
هو أنا قلتلك النهاردة إني بحبك...
قبلت عنقه بقوة ليحاول سيف التملص منها
قائلا بمزاح..كل داه عشان الفلوس.
شهقت و هي تضربه على كتفه مردفة بمرح
عرفت إزاي ممم نسيت إنك الشبح
تأملها سيف بنظرات عاشقة..إنت بتحبيني بجد .
أومأت له بالايجاب ثم تناولت أحد الأطباق
و بدأت في إطعامه قائلة بنبرة تحذير
لو سألتني السؤال داه ثاني هزعل بجد..و
دلوقتي يلا عشان تاكل .
لم يقبل سيف تناول الطعام إلا بعد أن شاركته
سيلين و التي بدأت تشعر أنها بدأت تفهمه و ان
علاقتها معه تتحسن يوما بعد يوم...رغم أنها
لم تفعل شيئا سوى التوقف عن معاندته كما
أنها أصبحت حريصة على الاهتمام بكل شيئ
يخصه لتشعره أنه الأهم في حياتها...الامر
بدا مرهقا كثيرا بالنسبة لها خاصة في هذه
الفترة الصعبة التي يمرون بها لكنها لاتنكر
كذلك أنها تستمتع كثيرا بالاهتمام به و معاملته و
كأنه طفلها...
في المستشفى....
ما إن خرجت إنجي من غرفة صالح حتى تركت
العنان لدموعها التي تسابقت بالنزول أسفا على
حال شقيقها الذي أصبح كچثة بلا روح... رغم
أنها بقيت بجواره لساعتين متواصلتين تحدثه
إلا أنه لم يجبها بل لم يكن يشعر بها... ما يدل
أنه لا يزال على قيد الحياة هو عيناه المفتوحتان
و أنفاسه...في أسوأ كوابيسها لم تكن تظن
أن صالح الذي عهدته دائما قويا لا يقهر سيصبح
بهذا الضعف....
توجهت نحو مكتب هشام عله يخفف عنها
كما تعود في السابق عندما تشعر بالضيق
طرقت الباب ثم دلفت لتجده يتحدث
على الهاتف مع شخص ما.. رفع هشام بصره
نحوها ثم رمقها بنظرات حاقدة ثم أنهى
مكالمته على عجل و رمى هاتفه على سطح
المكتب بطريقة عڼيفة...
شعرت إنجي بالتوتر أكثر لتقرر عندئذن الخروج
لكن ما إن همت بفتح الباب حتى صاح بها
هشام ليوقفها
إنت رايحة فين
إلتفتت نحوه و