الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكايه سيف وسيلينا

انت في الصفحة 104 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


مش
قادرة أحلم
براحتي أما أنزل أشوف حد ييجي ياخد 
الشنطة دي . 
نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيد لجين 
باحكام حتى لا تفلت الأخرى يدها و تركض
على الدرج حتى وصلت للأسفل لتطلب 
من صفاء الصعود و إنزال الحقيبة و إعطاءها
للسائق.. توجهت بعدها نحو الغرفة التي 
حبس فيها صالح يارا ليلة هروبها حتى 

تذمئن عليه فهو ليلة البارحة قضاها هنا 
بعد أن رفض النوم في جناحه...
طرقت الباب ثم دلفت و هي تدفع لجين
أمامها بلطف لينتفض صالح في جلسته 
معتقدا أن فريد قد احضر له أحد الأطباء 
تنهد بارتياح عندما رأى تلك القزمة الصغيرة 
و هي تندفع نحوه و تقفز فوق الاريكة حتى 
تصل إليه مرددة إسمه بشكل مضحك..
صاصا...وحثني . 
تلقفها صالح محتضنا إياها بقوة بينما 
إرتسمت على شفاهه إبتسامة لا إرادية
فالاطفال دائما ما يجبرون الكبار على الشعور
بالسعادة رغما عنهم بوجودهم... 
رمقته أروى بشفقة سرعان ما تبددت عندما 
رأته يرفع رأسه نحوها لتبتسم له ببلاهة 
و هي تشير وراءها نحو الباب..
من غير مطرود صح ... 
حرك رأسه و هو يبعد لجين التي كانت 
تعبث بخصلات شعره التي نمت و لحيته 
لتندفع أروى جالسه على احد الكراسي مدعية 
التعب..
بنت أخوك غلبتني معاها مش راضية تاكل أي 
حاجة من ساعة ما صحيت و أبوها مش هنا 
و ستها كمان و أنا تعبت و مبقاش ليا حيل
عشان أهتم بيها .... 
لم يجبها صالح بل ظل مشغولا مع الطفلة التي كانت تطالعه بنظرات بريئة لتضيق أروى عينيها بغيظ 
ثم تكمل مقترحة..
أنا هقوم أجيبلها حاجة تاكلها..... 
تسللت بحذر حتى تخرج من الغرفة مقررة 
الهرب و جعل صالح أمام الأمر الواقع عله 
يتفاعل قليلا مع لجين ففريد هاتفها منذ 
قليل و طلب منها أن تنزل و تطمئن عليه... 
توقفت فجأة متنهدة باستياء بعد أن أوقفها
صوته فجأة..
قولي لفاطمة تجيبلي فطار أنا كمان...عاوز فاطمة هي اللي تجيبه. 
كان صوته مبحوحا حزينا و هو يتكلم
جعل أروى تتنهد بأسف و هي تجيبه
حاضر هقلها حالا. 
نظر صالح في إثرها بشرود ثم أدمعت عيناه
رغما عنه مقررا أن وقت الاڼتقام قد حان 
و يجب أن يمهد الطريق لذلك في إنتظار 
أن يستعيد قوته من جديد.... 
دلفت أروى المطبخ و هي تفكر بداخلها لماذا 
أصر صالح على أن تحضر له فاطمة الفطور 
لا غيرها... تمتمت تحدث نفسها مبررة..
يلا مش مهم... المهم إنه رضي ياكل قبل 
ما يختفي خالص داه لو قاصد يعمل ريجيم 
مكانش خس كده.... الله إيه الريحة دي 
ريحة نسكافيه ياختيييي ھموت بقالي 
شهر بحاله مذقتش طعم القهوة...صفاء إنت 
يا صفصف أمال فين الحرباية اللي معاكوا.... 
ضحكت صفاء التي كانت تجلس على طاولة 
المطبخ تحتسي قهوتها ثم أجابتها..
خرجت عشان تشم شوية هواء في
الجنينة 
لسه زعلانه على مۏت هانيا الله يرحمها.. 
مصمصت أروى شفتيها بشك قبل أن 
تدمدم بآلية..
الله يرحمها..طب لو معاكي رقمها كلميها 
خليها تيجي دلوقتي حالا عشان صالح بيه
عاوزها تجيبله الفطار... استعجليها أوام قبل 
ما يغير رأيه . 
أخرجت صفاء هاتفها من جيبها ممتثلة لأوامرها
قائلة..
حاضر بس انا ممكن آخذله الفطار بدالها. 
هزت أروى رأسها برفض..
لا هو قال فاطمة.. يلا كلميها تييجي 
حالا و تبقى تشم هواء بعدين... 
ما إن أنهت صفاء المكالمة حتى تفاجأت 
بحضور فاطمة التي أتت راكضة ما إن علمت
أن صالح طلبها بنفسه...تبادلت صفاء و أروى 
نظرات مستفهمة لتبرر لهم الأخرى قائلة بصوت 
لاهث بسبب ركضها..
أنا أصلا كنت جاية المطبخ...هو صالح
بيه مقلكيش على حاجة معينة عشان احضرهاله... 
إستندت أروى على الطاولة بيدها و تخصرت 
بالأحرى متشدقة بسخرية..
لا...صالح بيه مقالش أي حاجة . 
إبتسمت لها فاطمة من شدة فرحتها و أجابتها..
أنا عارفة هو بيحب إيه خمس دقائق و الفطار 
يكون جاهز. 
عادت أروى نحو لجين تاركة فاطمة تعد 
الفطور و هي بقمة سعادتها....
طرقت الباب بتوجس ثم دلفت بهدوء 
لتجد
لجين تلعب مع عمها الذي رفع عيناه 
حالما فتح الباب حتى يرى هوية الطارق و ما 
إن رأى أروى حتى سألها..
هي فاطمة فين 
إستغربت من سؤاله لكنها لم تعلق بل 
أجابته على الفور..
خلتها بتجهز الفطار و هتيجي على طول . 
أومأ لها ثم حمل لجين و أعطاها لها 
قائلا..
تمام خذي لوجي عشان شكلها عاوزة تنام. 
حملتها أروى ثم خرجت رغم أن لجين 
كانت تبكي رافضة الذهاب معها و تريد 
العودة نحو عمها لكن أروى حاولت تهدأتها 
و وعدتها بأنها ستخرجها للحديقة لتلعب 
فهي لاحظت أن صالح طلب منها الخروج 
عمدا لسبب تجعله و ليس لأن لوجي تريد 
أن تنام بيوزعها يعني... 
وقفت فاطمة أمام الباب و هي تحمل 
صينية الإفطار تشعر بأن قلبها سيخرج
من مكانه من
شدة سعادتها لرؤيته خاصة 
بعد أن أعلمتها صفاء أنه طلب منها هي 
خصيصا أن تعد له الفطور... 
نفخت الهواء عدة مرات حتى تجلي بعضا
من توترها قبل أن ترفع يدها و تطرق الباب... 
حركت مقبض الباب ثم دخلت تبحث عنه
بلهفة كان يجلس على الاريكة منحنيا
بجسده للأمام بينما كانت عيناه مثبتتان 
على الباب.... 
إبتسمت و هي تراه أمامها بعد ثلاثة أسابيع 
من الغياب قائلة..
صباح الخير يا صالح بيه . 
وضعت الصينية على الأريكة بجانبه 
فالغرفة لم تكن تحتوي على طاولة 
و هي تضيف..
أنا عملتلك الفطار بإيدي و لو حضرتك 
عايز حاجة ثانية انا تحت أمرك. 
وقفت أمامه و عيناها ترمقانه بلهفة 
بينما كان هو يراقبها بجمود... 
جميلة هي بشعرها البني الفاتح و بشرتها 
البيضاء الصافية و عيناها البنية اللامعة
و رموشها الطويلة جسدها الممشوق
و ساقيها الناصعتين اللتين تضهران
أسفل تنورتها السوداء من يراها لا يتوقع 
أن خلف هذه الملامح البريئة أفعى سوداء
إستطاعت بكل سهولة ټدمير حياته كيف 
لم يتفطن لها من قبل رغم ان يارا حذرته منها
اكثر من مرة لكنه كان في كل مرة لا يهتم 
متهما إياها بالغيرة...حتى نظراتها العاشقة
التي لم تستطع إخفاءها في حضرته ظن 
أنها نظرات انبهار مثل باقي الفتيات اللواتي 
يقابلهن يوميا....
أبسببه هو قټلتها هي و إبنه .. ترددت تلك الفكرة 
داخل عقله مرارا دون رحمة حتى شعر بدموعه 
ټغرق وجنتيه ليهز رأسه برفض يقنع نفسه
أن ما يعيشه ليس سوى كابوس سيستيقظ 
منه عاجلا أم آجلا.... 
حمحم و هو يزيل دموعه قائلا بصلابة..
أنا آسف...أصلك فكرتيني بحد . 
تصنعت فاطمة الأسف و هي تتنهد
قائلة بصوت رقيق..
حضرتك لازم تاكل عشان تسترجع 
صحتك.... 
حول نظره نحو الصينية و هو يصارع
شيطانه الذي بدأ يظهر من جديد و 
يحثه أن يفصل رأسها عن جسدها لكن 
مهلا ليس الأمر بهذا السهولة فالمۏت 
سيكون سهلا أمام ما سيفعله بها 
فقط قليلا من الصبر... 
نفى أفكاره بصعوبه و هو يهتف من جديد..
شكرا ليكي.. تعبتك معايا . 
إنفرجت شفتاها پصدمة و فرحة لترد 
على الفور..
يا خبر أنا خدامتك يا صالح بيه حضرتك 
تأمر بحاجة ثانية 
أمسك صالح بفنجان القهوة يترشفه 
بصعوبة فهو لم يذق طعم الاكل و الشراب 
منذ أيام طويلة ثم قال..
أيوا.. عايزك تجيبيلي هدوم جديدة 
من اوضتي و عاوز سرير و دولاب صغير
كلمي أي شركة موبيليا و أطلبي منهم 
عاوزهم النهاردة عشان ناوي أنقل هنا.... 
نظرت فاطمة حولها تتفرس الغرفة 
بدهشة من قراره ثم علقت باعتراض..
بس حضرتك الأوضة صغيرة و... 
تنفس الهواء بعمق حتى يزيل تلك 
الغصة التي كتمت صدره قبل أن يغمغم 
مقاطعا إياها..
معلش انا مرتاح كده...
إستأذنت منه لتغادر رغم رغبتها العارمة
في البقاء و تمتيع نظرها برؤيته فحلمها 
الان بات قريبا منها حتى أنها تكاد تلمسه... 
تنهدت بانتصار و هي تستند على الحائط 
منتقلة بأفكارها بعيدا لتتخيل ذلك اليوم 
الذي ستصبح فيه من سيدات هذا القصر.... 
تحسست هاتفها لتجده في جيبها مقررة 
إنها ستخبر آدم بما حصل.... 
في المستشفى.... 
كان كامل يجلس على كرسي حجري 
في حديقة المستشفى ينتظر على أحر 
من الجمر إستيقاظ هشام لكي يعيد 
الطبيب فحصه فرغم ان حالته قد تجاوزت 
مرحلة الخطړ إلا أنه لايزال يشك 
في حدوث بعض الأعراض الجانبية خاصة
أنه تعرض لإصابة في عموده الفقري.... 
تأفف بضيق و هو يحاول للمرة العاشرة 
مهاتفة ميرفت حتى يطمئن عليها 
رغم أنها حذرته منذ أيام من معاودة 
الاتصال بها مخبرة إياه أنها قد قطعت 
علاقتها به للأبد..و أنها ندمت على التقرب 
منه و لم تعد تريده لا هو و لا غيره 
فحاليا لا يشغل بالها سوى غياب
إبنتها الفجئي... 
أعاد هاتفه لجيبه ثم إتجه نحو سيارته 
حتى يغادر إلى القصر مقررا انه سيعود 
مرة أخرى مساء.. فلا داعي الانتظار
إذن..... 
دلف جناحه مكرها و هو يفكر في ميرفت 
اللتي أصبحت تشغل جل تفكيره طوال 
الايام الماضية... فلولا الظروف السيئة
التي تمر بها لكانا الان معا.... 
فقد قرر بعد تفكير طويل ان يطلق إلهام 
و يتزوج ميرفت و ياخذها و يسافر إلى 
أي مكان بعيد عن هنا بعد أن يبيع الشركات 
و الأملاك التي يديرها مستغلا مرض والده 
و إنشغال أمين بصالح.... 
لكن إختفاء يارا و حاډث هشام دمرا كل 
مشاريع... أفاق من مخططاته على صوت 
إلهام التي خرجت للتو من غرفة الملابس
بكامل أناقتها..
هشام عامل إيه 
طالعها باشمئزاز قبل أن يجيبها..
على أساس هامك اوي إبنك عشان تسألي عليه
داه منظر واحدة إبنها عامل حاډثة إمبارح 
رددت إلهام بانفعال و هي تتجه نحو تسريحتها
يوووه إنت مبتزهقش من الخناق و إلا عشان 
ست الحسن طنشتك بعد ما بنتها هربت 
من جوزها بقيت بتتلكك على العموم ...أنا هروح 
أطمن عليه بنفسي... عيشة بقت تقرف . 
رشت القليل من عطرها ثم وضعت الزجاجة 
على سطح التسريحة پعنف و خرجت تاركة 
كامل يغلي من الڠضب فهو لم يعد يطيق 
رؤيتها أبدا و كأنه الآن أفاق على حقيقتها 
البشعة.... 
أرخى ربطة عنقه بانزعاج من حديث زوجته 
ذات اللسان السليط 
ثم جذبها بقوة و رماها 
على الأرض متجها نحو غرفة الملابس حتى
يغير ثيابه...
قادته قدماه نحو الجهة المخصصة 
لاغراض إلهام و تحديدا إلى الخزانة البلورية
التي تضم أفخم احذيتها و حقائبها التي 
تقدر بملايين الجنيهات و هو يفكر في 
سرقتهم منها حتى ېحرق قلبها...لكن
ما إن فتح الخزانة حتى صدم بخلوها... 
تصنم في مكانه ينظر للأرفف الفارغة 
بذهول كبير يفكر كيف لم يتفطن لها و أين 
كان هو عندما كانت تخرجهم من الغرفة
لا بد انها إستغلت الفوضى التي حصلت في 
القصر الأسابيع الماضية و كذلك إنشغاله
بميرفت فهو تقريبا كان يقضي معظم 
وقته في الخارج...
إنتبه فجأة لأمر آخر ليتوجه ركضا نحو 
الخزنة التي تضع فيها 
كل مجوهراتها ليفتحها.... تنهد بارتياح عندما 
وجد العلب في مكانها لكنه ما إن فتحها حتى
ذعر من جديد عندما وجدها خالية 
فيبدو أنها تعمدت ترك العلب حتى 
لا يشك فيها.... 
أغلق الخزانة بقوة و هو يشتم بكل الألفاظ 
التي يعرفها...لقد خدعته بكل سهولة و تلاعبت
به بعد أن اوهمته في الماضي انها لا تستطيع 
التصرف بدونه رغم أنها هي من كانت تخطط
حيث ساعدته بدهائها طوال السنوات 
الماضية على الاستيلاء 
على الشركة و الفوز بإدارتها و جعل شقيقه 
أمين مجرد موظف تابع له...
بقي يجوب الغرفة ذهابا و إيابا و هو يكاد 
ينفجر من شدة غضبه و يتوعد لها بين 
الحين
و الاخر فهو إكتشف الان أنها بصدد
بيع مجوهراتها و أغراضها الثمينة حتى 
تهرب خفية...
تظن انه الأمر بهذه السهولة.. لن يكون كامل 
عزالدين إن لم يجعلها ټندم.... 
في حديقة القصر.... 
فتحت إلهام باب سيارتها ليقاطعها
صوت إبنها آدم الذي كان يناديها..
ماما.... رايحة فين 
إرتدت نظارتها و هي تلتفت نحوه 
لتجد يبتسم.. 
رايحة المستشفى اطمن على اخوك . 
آدم..أنا كنت عنده من شوية..بقى كويس 
متقلقيش عليه... 
إلتفتت حوله بتوجس ثم إقترب منها 
هامسا..
عندي ليكي أخبار جديدة إنما إيه.. هتعجبك 
اوي. 
نظرت نحو ساعتها لتتفقد الوقت قبل أن 
ترفع رأسها من جديد هاتفة باختصار..
بسرعة عشان مستعجلة. 
همهم آدم بأعتراض قائلا..
ما أنا قلتلك إنه كويس مفيش داعي 
تروحي... المهم البت الخدامة كلمتني من 
شوية و قالتلي إن صالح طلب منها
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 121 صفحات