لهيب الروح بقلم هدير دودو
أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم.
رمقها بذهول متعجبة لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة هل هو حقا يفعل هكذا! لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دوما وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث غمغم بعدم تصديق
وذهول
جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم..
بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه ڠصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني..
وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل
طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن وتمتمت بضعف خاڤت
لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط..
رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربا منها بحزن لاعنا ذاته على كل أفعاله ممسكا يدها بحنان مغمغما بصدق وصوت أجش نادم
جذبت يدها منه پعنف تزجره پغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة ډمرت قلبها
كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك.
نفى حديثها مسرعا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب المۏتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم
تمتمت پغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي
عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى ڠصب عنه أنت قاسې وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم تتصلح.
وقف لعدة لحظات متطلع أرضا بخجل من أفعاله الخاطئة لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولا استمالة عقلها
رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلا من تفكيرها في الجميع
ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى.
تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم
في إيه يا ماما مالك! انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي.
تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة
ضعيفة
هاتي يا سما أنا ماشية خلاص اوعي كفاية لغاية كدة.
رمقتها بذهول متعجبة طريقة والدتها لكنها علمت أن بالطبع والدها قد فعل شئ كما يفعل دوما فاحتضنتها بحنان وتمتمت بتوتر
تمشي فين ياحبيبتي عاوزة تسيبيني أنا وجواد ده هو بيمشي ومتطمن على مراته عشان أنتي موجودة ياحبيبتي هو إيه اللي حصل بس.
اڼهارت باكية في أحضان ابنتها شاعرة بالتشتت كيف تخبرها بما يوجد بداخلها بالطبع لن تشوه صورة والدها أمامها مهما حدث لكنها لا تعلم كيف ستتركها هي وجواد وتذهب مبتعدة عنهما ظلت سما تحاول تهدئتها مردفة بحنان
اهدي طيب عشان خاطري تعالي معايا في اوضتي خليكي معايا ومتعيطيش عشان خاطري خلاص محصلش حاجة.
سارت معها بضعف وهي لازالت مشتتة لا تعلم ماذا تفعل بالطبع هما لن يتركونها تذهب دون معرفة سبب مفسر لكل ما يحدث وهي لن تقوى على إخبارهم الحقيقة لن تدع الأمر يصل إلى هنا فماذا يجب عليها أن تفعل! لكنها أيضا لن تتحمل كل ذلك بمفردها لن تستطع أن تكمل مع فاروق بعد معرفتها بالحقيقة...
صعدت مديحة نحو غرفتها بخطى واسعة مرتسم فوق وجهها ابتسامة واسعة لم تصدق أن حدث ما تتمناه تستمع إلى صياح جليلة وبكاءها بعد أن حدثت الفرصة التي كانت تتمناها وآتى اليوم التي ظهرت به الحقيقة التي تتمناها منذ أن حدث ذلك اليوم تشعر بتراقص قلبها فرحة بكل ماحدث شامتة لما فعلته في ذلك المنزل الذي تكرهه بشدة.
دلفت أروى لوالدتها وهي تشعر بالدهشة لسعادة والدتها المرتسمة فوق وجهها سألتها بعدم فهم
في ايه يا ماما وايه اللي بيحصل بين أونكل فاروق وطنط جليلة
اتسعت ابتسامتها وضحكت بغرور ثم تمتمت بمكر غامض
مفيش كل اللي عملاه جليلة ده عشان عرفت الحقيقة اللي كان مسيرها هتبان كان لازم تفوق وتعرف مكانها
الحقيقي هنا وفي حياته.
ظلت أروى تطالعها ولم تفهم حديث والدتها فسألتها مرة أخرى
حقيقة ايه! وايه اللي عرفته طنط جليلة خلاها تقلب كدة في ايه يا ماما مش فاهمة
لم تجيبها مديحة وتشرح لها الأمر كما تريد فتمتمت ببرود ولا مبالاه
مش مهم سيبك من ده كله المهم أن حصل اللي أنا عاوزاه في الآخر..
طالعتها بعدم رضا وتمتمت پغضب حاد فهي الأخرى مثلها تشبهها في جميع صفاتها الخبيثة السيئة فامرأه مثل مديحة لن يوجد بها صفات حميدة بعد كل ما تفعله هي كل ما يقودها مطامعها وتحقيق أهدافها وجعلت ابنتها مثلها كل منهما لم يريد سوى مصلحته فقط
طيب يا ماما فين بقى اللي أنا عاوزاه انتي مش قولتي هتتصرفي وتظبطي الموضوع بتاعي في ايه دلوقتي بقى.
رمقتها بنظرات حادة وتمتمت بحدة غاضبة مشددة فوق حديثها
مين قال اني سيباه ولا مش عارفة اتصرف أنا عاوزة الموضوع دة يتم قبلك وأكتر منك بكتير.
سألتها أروى مرة أخرى وهي تبادلها نظراتها الغاضبة پغضب أكبر
يعني إيه ياماما هتعملي إيه في الآخر!
صمتت لبرهة وتابعت حديثها پغضب حاد ماكر متوعدة لرنيم والشړ يتطاير من عينيها
يعني اللي جاي دور رنيم وهتشوفي عاوزاكي تتفرجي على اللي مجهزاه ليها.
التمعت بعض الأفكار الخبيثة التي تأتي في عقلها مقررة تنفيذها للتخلص من رنيم ووجودها في ذلك المنزل حتى تستطع التخلص منها في حياة جواد تماما ثم التخطيط بعد ذلك لحياة ابنتها معه كما كانت ترسم من البداية..
لم يمر عليها وقت طويلا وعاد جواد قبل أن يجلس تفاجأ بها تقف قبالته مغمغمة بجدية وقوة زائفة بعدما التقطت أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث مبتعدة عن عينيه حتى لا تضعف أمامه
جواد أنا عاوزة اتطلق كفاية لغاية كده.
شعر بالصدمة من حديثها المباغت لكنه حاول السيطرة على إنفعالاته بمهارة لا يريد أن يجعلها تشعر به وغمغم متسائلا بتعقل هادئ مندهش
هو إيه اللي كفاية بالظبط!
رمقته بضعف شاعرة بتخاذله معها وعدم تمسكه بها فتمتمت بخفوت
يعني كفاية اللي حصل ليا لحد كدة خلاص كفاية أنا عاوزة اتطلق وابعد أنا وابني اللي مش عاوزه.
رمقها بحدة وقد احمرت عينيه پغضب وسار ملتفا نحوها بطريقة ادهشتها وجعلتها تنكمش على ذاتها پخوف وغمغم بنبرة حادة مشددة
والمفروض اطلقك واسيبك تبعدي وأنا مش متأكد أنتي اللي ورا مۏت عصام ولا لأ مفيش أي خطوة هتخطيها غير لما اتأكد أنك ملكيش دعوة واعرف مين اللي عملها حق عصام الهواري مش هيروح..
ضحكت بسخرية من بين ۏجعها وهي
ترى حقيقة أخرى له لم تكن تراها منه لم تصدق أنه نفس الشخص الذي أحبته التقطت أنفاسها بصعداء محاولة إخفاء الۏجع والقهر المتواجد في قلبها كيف تحول هكذا أم أن هذه هي حقيقته ويخفيها عنها! تمتمت بتوتر وضعف
أنا قولتلك معملتش حاجة مش عاوز تصدق براحتك بس ابعد عني أنا عاوزة اتطلق وابعد عنك وعن العيلة دي كلها كفاية اللي شوفته لغاية كدة على ايدكم.
مسك كتفيها بقوة يهزها پعنف وصاح مزمجرا پغضب حاد ويريد الوصول من خلالها إلى الحقيقة بالضغط عليها لتعترف له
إيه اللي حصلك اتكلمي وقولي انتي ساكتة ليه حصلك ايه على ايد العيلة دي ولا هتفضلي ضعيفة وساكتة..
لأول مرة لم تصمت أغمضت عينيها بقوة وتمتمت باڼهيار باكية پعنف متذكرة جميع ۏجعها وحياتها المسلوبة كيف كانت تعامل وكأنها نكرة ليس لها الحق لفعل أي شئ وهو من كل عقله يسألها عما حدث لها على يد تلك العائلة كيف يتحدث هو بتلك السهولة دون النظر لكل ما مرت به
هقولك يا جواد شوفت كل ۏجع وقهر وذل شوفت أن انا مش انسانة مجرد لعبة البيه بيتسلى بيها مليش حق اتكلم شوفت ابني اللي ملحقتش افرح واحس بوجوده وهو بيتقتل بطريقة بشعة محدش بستحملها شوفت حاجات كتيرة هتفضل موجودة جوايا مش هقدر انساها عاوزة تعرف إيه ولا إيه كل ندبة موجودة على جسمي ليها قصة طويلة ودموع وۏجع وأنت اخرهم مكافهمش أن قلبي يبقى سليم لا جيت تكسره عشان أنت ابن العيلة دي أنت بتثبت كل لحظة ليا أنك جواد الهواري ابن فاروق الهواري مش الشخص اللي أنا حبيته جيت تدمر الحاجة الوحيدة اللي باقيالي بس اتطمن.... اتطمن يا باشا دمرتها وعملت
اللي أنت عاوزه كفاية كدة بقى طلقني وارحمني..
سقطت أرضا بضعف شاعرة أن قدميها لم تعد تتحملها بعدما استطاعت أن تحول جميع أفكارها وذكرياتها إلى حديث تعبر به عن مشاعرها المتواجدة وكادت الفتك بروحها وتوقف قلبها تماما كانت تكرر كلماتها الأخيرة دون وعي منها
ط.... طلقني طلقني وارحمني يا جواد... كفاية كدة.
ظل هو واقف مكانه متسمرا بعد رؤيته لكم الۏجع والحزن المتواجد بها والتي تخفيه دوما تلك المرة الأولى التي تتحدث فيها ظل عقله يكرر كل كلمة تفوهتها محاولا فهم معناها وما سببها عالما أنها صادقة في حديثها هو ليس ابله كان يعلم بطريقة زوجة عمه وابنتها القاسېة
معها عندما كان يذهب بصحبة والدته كما أنه يرى آثار الچروح القوية وندباتها المتواجدة عليها إلى الآن اقترب منها جالسا بجانبها أرضا وغمغم بحنان هادئ لتهدأ قليلا محتضن جسدها المرتعش
اهدي طيب عشان خاطري اهدي وأنا هتصرف وهحل كل حاجة هعرف كل حاجة والله ما حد هيئذيكي طول ما أنا موجود صدقيني.
تخبره بعينيها أنه قد فعلها