لهيب الروح بقلم هدير دودو
عاوزاها لابنك.
أجابته بجدية مأومأة برأسها أماما متمنية فقط راحة ابنها وقلبه الذي عانى كثيرا بنيران الإبتعاد القاسېة عليه والحزن الذي ملأ قلبه
اه يا فاروق موافقة طول ماهو موافق أنا مليش اني ارفض حياته لازم هو يختار كفاية تتعبه أكتر من كدة عشان خاطري يافاروق كفاية اللي عملته لغاية كدة كفاية تعب ليه وزعل.
صمت فاروق ولم يبدي أي رد فعل يفكر فقط بصمت عالما معنى نظراتها المصوبة له المليئة بالحزن والعتاب من قس وته على جواد لكنه فضل الصمت.
أردف فاروق بجدية تامة حازمة بعدما فكر فيما سيفعله طوال ليلته لم ينم من فرط التفكير المسيطر على عقله لمستقبل ابنه
جليلة روحي الحقي جواد قبل ماينزل خليه يجيلي المكتب عاوز اتكلم معاه.
طالعته بقلق ملأ قلبها خوفا مما سيفعله ومما سيحدث بينهما تمتمت بخفوت وتوتر
ف... فاروق انت عاوزه ليه ما تستنى شوية تكون فكرت وهديت عشان خاطري.
هو في ايه! سمعتي اللي قولته روحي خليه يدخلي المكتب جوة.
تركها وسار بشموخ بخطى واسعة وجسد متشنج خشيت هي مما
سيحدث خوفا من حدوث مشاجرة بينهما.
دلفت غرفة جواد الذي كان يعد ذاته للذهاب إلى عمله ابتسم بهدوء ما أن رآها مغمغما بجدية
إيه ياماما ياحييبتي في حاجة
أبوك عاوزك تحت ياحبيبي مستنيك في اوضة المكتب.
تنهد بتعب عالما جيدا ما يريده والده وحديثه القاسې معه الذي لا يريد استماعه لكنه اومأ برأسه أماما بضيق متمتما باستسلام عنوة عنه
ماشي يا أمي....ماشي هنزله.
ج... جواد حبيبي عشان خاطري براحة كلمه بهدوء وحاول تقنعه وبإذن الله مش هيحصل حاجة أنا كلمته امبارح.
ابتسم أمامها بهدوء ليجعلها تهدأ وتطمئن قليلا مدركا ما تشعر به من خوف وقلق وغمغم يجيبها بثقة واتزان مربتا فوق كتفها بحنان
مټخافيش مش هيحصل حاجة المهم أنت متقلقيش نفسك.
قطب جواد جبينه متعجبا لصمته وجلس أمامه بضيق مغمغما بنفاذ صبر وجدية
هو في حاجة هنفضل قاعدين كدة أنا ورايا شغل ومش فاضي انهاردة
أجابه بتهكم ساخرا مشددا فوق حديثه بحدة
بس فاضي تتجوز بس صح ليا أنا مش فاضي لكن لجواز البت دي فاضي.
تنهد پغضب عارم غير راض لحديثه لكنه حاول التحكم في ذاته مسيطرا على إنفعالاته أمامه ورد بجدية
مش كدة اكيد فاضي ليك بس يعني قاعدين ساكتين مش بنتكلم حتى فعاوز أعرف في ايه
رد عليه بحدة وحزم وقد انتفخت أوداجه ڠضبا من أفعال ولده الغير مرضية له ولتفكيره
وأنت مش عارف في إيه! عاوز أعرف ايه اللي حصل امبارح وازاي تقول كدة من نفسك.
رد عليه بتهكم وجدية محاولا إخفاء غضبه
هو أنا عملت حاجة غلط عاوز اتجوز زي كل الناس ما بتتجوز.
ضيق عينيه وأضاف بجدية وتعقل محاولا هو الآخر التحدث بهدوء حتى يستطع النقاش معه
وأنت عارف أن أنا نفسي تتجوز أكتر من أي حد وفاتحتك كتير أوي في الموضوع دة أنت اللي دايما مش راضي.
اومأ جواد بجدية مؤكدا حديثه وغمغم يرد عليه بهدوء شديد
أه يابابا وأنا اهو وافقت وبعملك اللي أنت عاوزه وهتجوز.
سأله بمكر محاولا الوصول لما يريد بطريقة أخرى بدلا من الشجار المتواصل بينهما الذي ينتهى دوما بلا جدوى
وطالما أنت بتعملي اللي عاوزه كدة ليه متتجوزش أروى بنت عمك حلوة وجميلة ومن مستواك كمان وهتفهمك بسهولة.
أردف يجيبه بجدية محاولا إنهاء الحديث الثقيل على قلبه والذي مل منه
أروى زي أختي أنا مش شايفها غير كدة وأنا عاوز رنيم مش هتجوز غيرها.
رمقه بنظرات حادة تعكس مدى غضبه
من حديثه وإصراره برنيم وهدر به پعنف متسائلا
واشمعنى هي! إيه هي خلاص مفيش غيرها
أجابه هو الآخر بحدة مرسلا إليه بعض للنظرات الحادة الذي فهم معناها فاروق جيدا
أنت عارف بالذات اشمعنى هي ولو كانت فترة أو واحدة عادية كانت راحت من زمان ولا إيه رأيك.
تنهد باستسلام حاد وغمغم بهدوء في طريقة منه لتنفيذ مايريده بمكر
بس ليه تتجوز واحدة فقيرة مش مستواك أنت جواد الهواري مش أي حد ركز شوية في دي هي تلاقيها طمعانة فيك.
ضحك ببرود وباغته برده الصاډم الواثق مما يتفوه به
هي مين دي اللي مش مستوانا يافاروق بيه أنت ناسي أنها ليها في نصيب عصام ولا هي عشان ساكتة نسيت حقها واكبر دليل انها مش طماعة هو أنها حتى متكلمتش ولا طلبت حاجة.
نهض فاروق بحدة ضاربا فوق سطح المكتب بقوة ضارية وبدا الڠضب فوق قسمات وجهه متمتما من بين أسنانه بحدة
اخرس خالص والموضوع دة ميتفتحش سامعني.
أجابه معترضا بعدم رضا لحديثه
لأ طبعا دة حقها كدة كدة وهي تقدر تاخده في أي وقت بس دة مش موضوعنا احنا بنتكلم دلوقتي عشان جوازي منها.
رمقه فاروق پغضب عارم ونظرات مشټعلة ثم أردف متسائلا مرة أخرى بمكر يشبه نواياه نحوها
يعني أنت آخر كلام عاوز تتجوزها
اومأ برأسه أماما بحدة ونفاذ صبر من تكرار حديثه الذي بلا جدوى
اه عاوز اتجوزها ومش عاوز غيرها.
لازال غير موافق على تلك الفكرة لكنه قرر ألا يبوح برفضه بل غمغم بلهجة ماكرة خبيثة حادة بعض الشئ
وأنت ليه تتجوز واحدة زي دي مش أول واحد في حياتها واحدة عليها علامات غيرك مش هتحسسك برجولتك لا دي رجولة غيرك عليها.
زمجر جواد پعنف غاضبا ووقف قبالته يبادله نظراته الحادة مغمغما بحدة وجدية
أنا متقبلها كدة ملوش لازمة كلامك دة دلوقتي لانه مش هيفرق معايا وبعدين دة مكانش راجل غريب دة جوزها هي مغلطتش في حاجة وبعد ما العدة تخلص هتجوزها ولو خلصت كلامك كدة همشي عشان ورايا شغل.
أشاح بصره مبتعدا عنه دون أن يرد عليه فسار جواد من أمامه نحو الخارج بخطوات غاضبة من حديث والده وطريقته الحادة معه التي كما هي لم تتغير لا
يعلم لما يقسو عليه هكذا! هو ابنه ويجب أن يسعى لسعادته لكنه دوما يفعل عكس ذلك لم يتذكر مرة واحدة تحدث بها معه بحنان وهدوء مثل الجميع هو دوما يتحدث معه بنبرة آمرة حادة يود الأمر وهو ينفذ من دون تفكير كيف يفعل ذلك! هو ليس صغير ليستمع إلى حديثه دون نقاش!..
تفاجأ بوالدته أمامه تنتظرة بقلق ابتسم بهدوء ليجعلها تهدأ سألته مسرعة بلهفة
ايه ياجواد عملت إيه ياحبيبي
ربت فوق كتفها بحنان وضمھا نحوه مجيبا إياها بهدوء لينهي قلقها وخۏفها
مټخافيش ياست الكل اجهزي بقى عشان كلها شهرين ودعوتك تتحقق ابنك هيتجوز زي مانتي عاوزة لأ وكمان هيتجوز اللي نفسه فيها من زمان وبيدعي ليل نهار بيها.
ابتسمت بسعادة لسعادته البادية في نبرة صوته لأول مرة تراه هكذا حقا دوما تشعر بالحزن المتواجد داخله ودعت ربها مرة أخرى متمنية منه الدوام لسعادة ابنها.
بعد مرور يومين..
كانت رنيم تقف في الحديقة تتطلع حولها بصمت عقلها شارد فيما حدث لحياتها فجأة تبدل حالها تماما بعد أن ظنت أنها ستظل سجينة مقيدة حبيسة لأفعال عصام وبعد مۏته كانت تنتظر مۏتها بعد إتهامها في قټله لكن جاء جواد وساعدها...ساعدها على الخروج من تلك الظلمات والنيران الحاړقة لها ولروحها المنتهية حاول إعادتها مرة أخرى للحياة بروح جديدة.
تفكر في أمر زواجهما لا تعلم أتوافق أم تتمسك برفضها هل تخوض تجربة الزواج مرة أخرى! لم تنكر حبها لجواد المتواجد بداخلها منذ زمن ولم يقل بل تزداد عشقا له بمرور الأيام لكنها تخشى فكرة الزواج مذكرة ذاتها بأفعال عصام ونيرانه الملتهمة لروحها.
انتشلها من بين جميع أفكارها متمتما بهدوء عاشق وعينين ملتمعة
بتفكري في ايه كدة
نفضت جميع أفكارها بعيدا وحركت رأسها نافية وتمتمت تجيبه بنبرة هادئة
ل... لأ ولا حاجة مفيش مش بفكر في حاجة.
ابتسم بسعادة رامقا ملامحها الخلابة بفرح عينيها البنية التي أصبحت تلتمع عما كانت في السابق ابتسامتها الهادئة المرتسمة فوق وجهها ظل يرمقها بنظرات عاشقة حاول السيطرة عليها بصعوبة وغمغم يتحدث معها بجدية حانية
عاوزين صح نبقى ننزل عشان تختاري الشبكة بتاعتك ابقي حددي يوم يناسبك.
لم تنكر إعجابها بحديثه الذي يعكس مدى إهتمامه الشديد بها التي لم يحدث لها من قبل لكنها تمتمت بدهشة معقدة حاجبيها بذهول
ه... هو أنا قولتلك اني موافقة لما اتكلمنا
ضحك بصخب على هيئتها المتعجبة وهي مشيرة نحو ذاتها باستغراب وأجابها بمرح ليخفف من بعض توترها
أنتي مش سكتي ما السكوت بيدل على الموافقة.
ابتسمت بهدوء ثم سألته بعدم تصديق محاولة أن تجعله يتطع للأمر كما تراه هي حتى لا يشعر بالندم فيما بعد
جواد باشا أنت واعي للي قولته ي.. يعني أنا كمت متجوزة قبل كدة وكمان مش بخ..
قطع حديثها بهدوء مبتسما يخبرها أنه يريدها كما هي متقبلا جميع چروحها وندباتها المتواجدة داخل قلبها مقررا أن يعوضها عن جميع حزنها أجابها بحنان ضاري يغمرها به
كفاية كلام في الموضوع دة أنا عاوزك وعاوز كل دة ابقي حددي معاد عشان ننزل أنا وانتي تختاري اللي عاوزاه..
تمتمت متسائلة بخجل وقد اكتسى اللون الأحمر وجنتيها من نبرته وطريقته الحانية معها
لوحدنا!! هننزل أنا وأنت بس!
أومأ برأسه أماما وأجابها ضاحكا على هيئتها التي تبدلت تماما
اه لوحدنا... خاېفة اخطفك ولا إيه
نفت حديثه مسرعة متلعثمة ببراءة ولازال الخجل مسيطرا عليها وعلى عينيها والأهم روحها المجهدة بشدة في الفترة الماضية
ل... لأ طبعا مش كدة أنا بس بقول يعني نبقى ناخد طنط جليلة معانا أو أي حد كدة.
لم يعترض على حديثها متفهما جيدا ما تمر به
ومحاولا القضاء على أي شئ بداخلها يزعجها
ماشي يارنيم ناخد ماما وسما كمان... كدة حلو
ردت عليه بخجل ونبرة خاڤتة
اه كدة كويس شوف انت فاضي امتى أنا مش ورايا حاجة.
قبل أن يذهب من أمامها استوقفته مرة أخرى متمتمة بأسمه بهدوء
جواد معلش استنى.
الټفت نحوها مرة أخرى معقدا حاجبيه بدهشة متسائلا
ايه يا رنيم في حاجة
اومأت مؤكدة حديثه وتمتمت بقلق وخوف وداخلها العديد من المشاعر المضطربة لا تعلم كيف التخلص منهم
أجابته متسائلة هي بقلق وتوتر يظهر عليها
أ... أنت متأكد من كلمة السعادة من حياتها لكنه هل