لهيب الروح بقلم هدير دودو
جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث ل عائلتها
فاروق خلاص يا فاروق اهدي... اهدي عشان خاطري.
سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط ڠضبا
باندفاع لما يحدث معه..
جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها..
ماما أنت كويسة في إيه مالك حاسة بإيه بابا الحقها بسرعة.
طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفا من أن يحدث لها شئ سئ وبادر بالاتصال بالطبيب طالبا منه المجئ مسرعا حاملا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما.
في نفس الوقت..
وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت بړعب طغى على قلبها
طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن فغمغم بتهكم ساخرا
عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن
لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش هق تله مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها.
جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تماما التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها.
أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما
آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة
تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر
ب... بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة.
أسرع مغمغما بلهفة وحماس والطمع يملأه
اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا.
لا يا محسن مش مكلماك عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني.
ضحك مقهقها بصخب ورد عليها بتهكم ساخرا
شعرت بالإنزعاج من طريقته الوقحة معها وانكمشت ملامح وجهها بضيق معلنة ڠضبها لكنها حاولت التحلي بالهدوء فتمتمت بصبر وهدوء
محسن احترم نفسك لو سمحت أنا بقولك الغي الاتفاق خلاص وروح خد فلوسك من عصام زي ما أنت كنت هتعمل بس الغي الاتفاق وطلعني منه أنا استحالة اعمل حاجة زي كدة خلاص كانت ساعة شيطان وفوقت منها خلاص.
رد عليها الآخر بتبجح والتصميم والطمع يلتمع داخل عينيه
لأ الكلام دة ميخصنيش أنا هق تله وانتي هتديني حقي اللي اتفقنا عليه وخلصت على كدة يا رنيم خلي ساعة الشيطان ترجعلك تاني.
لم ينتظر ردها عليه بل أسرع يغلق الهاتف پغضب ليستكمل خططه القادمة بعد حصوله على الأموال مقابل ق تله لعصام الهواري المختل..
تطلعت رنيم نحو الهاتف پصدمة شاعرة بالخۏف يملأ قلبها من أن ينفذ محسن حديثه ويصر على تنفيذ فكرتها المتهورة وضعت يدها فوق صدعيها بتعب
مينفعش لأ انا مش مچرمة مش هتسبب في مۏته رغم اللي عمله فيا مينفعش خالص ياريتني ما شوفت اللي اسمه محسن دة.
سالت دموعها بحزن وقلق شاعرة بالتوهان لا تعلم ماذا تفعل في ذلك المأزق التي وضعت فيه!
قطعت تفكيرها مسرعة ومسحت دموعها بطريقة عشوائية عندما استمعت الى صوت عصام الحاد الصائح باسمها
رنيم يا رنيم..
أسرعت ترد عليه بتوتر وخوف متطلعة أرضا
ا.. ايوة يا عصام في إيه..
تعالي عاوزك.
فركت في يديها بتوتر واقتربت منه بخضوع واستسلام تام مأومأة برأسها أماما
ح.. حاضر يا عصام.
اقتربت منه من دون مقاومة تلك المرة بأعين باكية حزينة دموعها تسيل بصمت
كان جواد يشرب سيجارته بعصبية
يفكر في إنهاء ما بدأه والده من دون اتخاذ رأيه الأساسي في الموضوع وإنهاء أمر زيجته هو وأروي تماما..
وجد شقيقته تتصل عليه أسرع يرد عليها بجدية
الو يا سما خير في حاجة
وصل إلى مسامعه صوت شهقاتها الباكية فغمغم متسائلا بقلق ولهفة
إيه يا سما في إيه! ايه اللي حصل عشان ټعيطي كدة! اهدي براحة كدة وفهميني.
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع محاولة منها لتهدئة ذاتها وتمتمت بصوت باك يملؤه القلق
ت... تعالى يا جواد بسرعة م... ماما ماما تعبت أوي بعد اللي حصل تعالى بسرعة الحقها.
هب واقفا بلهفة وقلق خاشيا أن يصيب والدته شي سئ فهي كل شئ له في تلك الحياة مغمغما بتوتر
جاي اهو يا سما حالا دقايق وهبقى عندك.
أغلق معها ململما لأشياءه بقلق وأسرع متوجه نحو سيارته يقودها بسرعة چنونية يدعي ربه أن يحفظها له غير مستعد لخسارتها..
وصل المنزل مسرعا وتوجه نحو شقيقته التي كانت
ظل يربت فوق ظهرها بحنان وحب أخوي محاولا تهدئتها
اهدي يا سما اهدي يا حبيبتي ماما هتبقى كويسة وزي الفل كمان اهم حاجة اهدي انت بس.
صمتت واستكانت داخل أحضانه الآمنة بالنسبة لها وتمتمت بقلق وخوف
ج... جواد أنا خاېفة على ماما كانت تعبانة اوي مكانتش قادرة تاخد نفسها.
شعر بقلقه يزداد قلبه يعتصر بداخله هو بالفعل ليس لديه أحد في حياته سواها والدته هي كل شئ من دونها هو وحيد بضراوة أردف متسائلا بخشية
هي فين دلوقتي
أشارت بيدها صوب غرفة والديها بيد مرتعشة وتحدثت باضطراب
ه... هما جوة معاها بابا والدكتور ادخلهم يا جواد وتعالى طمني.
ربت فوق كتفها مأومأ برأسه أماما بتعقل وهدوء وأسرع يتوجه نحو غرفة والدته هب فاروق واقفا پغضب بدا على ملامح وجهه ما ان رآه وصاح به بلهجة مشددة حازمة
اطلع برة امشي برة أنت السبب في كل اللي حصلها أنت وعنادك فينا السبب اطلع برة.
وقف ثابتا كما هو عينيه مثبتة فوق والدته التي لم تستعد وعيها حتى الآن وهتف بعصبية ونفاذ صبر
بقولك ايه ابعد عني وملكش دعوة بيا لو حد السبب فهو أنت مش أنا أنت اللي عاوز كله يمشي على مزاجك
بس مش موضوعنا انا جاي عشان اتطمن على أمي مش عاوز اتكلم في اي حاجة تاني.
امتعضت ملامح وجهه پغضب شاعرا بالډماء تغلي داخل عروقه بعصبية وأردف صائحا بحدة حازمة دافعا إياه إلى الخلف ليجبره على ترك الغرفة
اطلع برة... برة يا جواد مش هتقعد في الاوضة دي لحظة اطلع برة.
استسلم جواد لدفعه وخرج تاركا الغرفة بخطى واسعة غاضبة متجاهلا هتاف شقيقته غالقا باب غرفته خلفه پغضب عارم.
جلس بمفرده في غرفته شاعرا بالحزن يعتصر قلبه كالقبضة القوية أغلال قوية تؤلمه مود الصړاخ بأعلى صوته.
ېخاف أن يصيب والدته شئ سئ ويرى الجميع أنه المتسبب كما يقول والده قطع تفكيره صوت رنين هاتفه المزعج بالنسبة له ليخرجه من ضجيج أفكاره السابح بها.
تنهد پغضب عارم عندما رأى ان اروى هي من تتصل عليه هتف بسباب غاضب بحدة وأغلق عليها بضيق لكنه رآها لن تصمت بل تكرر أتصالاتها عليه بلا ملل.
تنهد بحرارة واضطر مجبرا أن يرد عليها وقبل ان يتحدث جاءه صوتها المتسائل بنعومة ودلال مفرط مصطنع
الو يا جواد إيه يا حبيبي مش بترد عليا ليه
قبض فوق هاتفه پغضب وقوة ضارية تعكس مدى غضبه من سماعه لصوتها ورد عليها متمتما بحدة
ايوة يعني عاوزة ايه مقولتيش متصلة ليه!
تأفأفت پغضب ونفاذ صبر لكنها التقطت انفاسها بصعداء محاولة تهدئة ذاتها وردت عليه بهدوء زائف
هعوز ايه يا جواد هو أنا مش خطيبتك يا حبيبي مش بتكلمني ليه تطمن عليا زي أي اتنين مخطوبين.
لم يستطع أن يصمت كثيرا على المسرحية التي حدثت في حياته بقرار والده الخاطئ فصاح بها غاضبا
لأ يا أروى انت لا خطيبتي ولا بتاع أنتي أروى بنت عمي اللي زي سما اختي اقولهالك تاني انتي زي سما اختي اقفلي بقى عشان مش ناقصك ولا فايق لهبل اهلك دة.
صدمت من حديثه البجح المهين لها ولكرامتها التي تنازلت عنها من البداية وتحدثت پصدمة وتوتر
ج... جواد انت بتقول ايه!!
لم يرد عليها بل وصلها إجابته المتبجحة عندما وجدته يغلق الهاتف من دون الرد على حديثها الذي ليس له فائدة أو قيمة بالنسبة له..
بحث في هاتفه حتى وصل إلى صورتها المحتفظ بها في هاتفه حاول منع ذاته من التطلع في صورتها لكنه فشل هو في حاجتها معه وبجانبه يتذكر ذكرياته معها القليلة وقصتهما التي منعها والده من قبل بدايتها.
هو الآن يريدها بجانبه يعلم كم هي ذات قلب طيب يملؤه الحنان الذي يحتاجه.
اغلق الصورة مسرعا لاعنا فعلته المتسرعة محاولا تهدئة ذاته والتقاط أنفاسه بانتظام متمتما
لذاته بتعقل
اهدى يا جواد بلاش جنان هي دلوقتي متنفعش.
سيطر على ذاته ومشاعره بصعوبة شديدة وخرج من غرفته ليطمئن على والدته..
اقترب من شقيقته وغمغم متسائلا بقلق
هي دلوقتي بقت كويسة صح يا سما
اومأت له شقيقته بابتسامة هادئة وردت تؤكد حديثه بهدوء
اه يا جواد بقت كويسة انا سمعت الدكتور وهو بيطمن بابا.
طالعته بحزن وتردد بغرور رافعة رأسها بتكبر
بقى كدة يا جواد بتقفل في وشي ماشي هتندم وهتندم اوي كمان.
أسرعت متوجهة صوب والدتها بضيق وغيظ متمتمة بحدة ونبرة مرتفعة غاضبة
بقى كدة عاجبك كدة ادي اخرة جواد واللي عمله فيا بيقفل في وشي أنا وبيزعقلي.
طالعتها والدتها بعدم تصديق وتمتمت متسائلة بذهول
أنت بتقولي ايه يا اروى جواد قدر يعمل كدة
اومأت برأسها أماما پغضب
ايوة عمل كدة لأ وعمل الأنيل كمان وبيقولي بصراحة أن أنا زي سما اخته أنا بقيت زي أخته فالآخر.
تابعت مديحة بوعيد غاضب وبدت العصبية عليها
والله ليندم على اللي عمله هجيبهولك يعتذرلك كمان وهو كان فين كلامه
وزعيقه دة لما ابوه قال أنه هيخطبكم هو هيتعمل عليكي أنتي.
صاحت أروى غاضبة
اتصرفي بقى عشان انا مش ناقصة الجنان دة كلمي عمي خليه يربيه.
اومأت مديحة برأسها أماما متناولة هاتفها بعصبية وقامت بالاتصال على فاروق الذي كان بجانب