الخميس 26 ديسمبر 2024

بحر العشق المالح

انت في الصفحة 124 من 125 صفحات

موقع أيام نيوز

واحد بدليل دراستك اللى كملتيها فى وقتها رغم حملك مرتين وراء بعض فى فتره قصيره كنت بتقدري توفقي بين الولاد و اوقات المذاكره بس أنا خاېف عليك من التعامل مع الآلمان فى الشغل ليهم نظام صعب وقاسې جدا ومواعيد مظبوطه بالثانيه وإنت عندك طفلين ووارد إنك تتأخري او يحصل ظرف طارئ وقتها مديرة الحضانه دى مش هتديك عذر زى ما أنا متأكد إنها وهمتك بكلمتين ناعمين منها وبعدين إحنا مش محتاجين أنا باخد

مرتب كبير من مصنع السيارات غير كمان مدير المصنع مرشحني لمنصب أكبر فى المصنع وأكيد وقتها المرتب هيزيد كمان فى صديق ليا انا وهو بنفكر إننا نفتح ورشه سيارات جنب شغلنا فى المصنع 
إبتسمت غيداء قائله 
ربنا يوفقك أكتر بس انا مش عاوزه أشتغل عشان المرتب أنا حاسه إن الشغل فى الحضانه هيخلينى أخد فكره عن نظام الحضانات لآنى بصراحه كنت دايما بقول ل ماما لما أخلص دراسه هفتح حضانه للأطفال ودى فرصه كمان تعتبر تطبيق لدراستي بدل ما بعد فتره بسبب الركنه أنسى إنى إتعلمت غير إن فترة الحضانه قصيرهوكمان فرصه أشوفهم بيعلموا ولادنا أيه وإزاى لانهم هيبقوا تحت نظري مباشرة يعنى مش هيبقى فى أى تقصير غير عندي إقتراح 
تسأل فادى 
وأيه هو الاقتراح ده
ردت غيداء بتفسير 
شهر أنا أجرب الشغل فى الحضانه لمدة شهر عجبنى الشغل وقدرت أتفاهم معاهم أكمل بعد الشهر معجبنيش وقتها يبقى زى ما قولت أبطل شغل 
تنهد فادى بتفكير قائلا 
تمام يا غيداء مفيش مانع جربي الشهر ده بس طبعا بعد ما نرجع من الاجازه السنويه اللى بنقضيها فى مصر 
إنفرجت شفاه غيداء بفرحه قائله 
طبعا إحنا خلاص هنسافر بعد بكره نقضى الاجازه السنويه هبلغ مديرة الحضانه إنى مسافره لفتره ولما أرجع لو كان لسه العرض قائم أنا موافقه أشتغل كتجربه 
إبتسم فادى وإقترب من وجنة غيداء وقبلها قائلا 
شوفتى أهو الجدال بينا وصلنا لحل وسط 
حملها فادي من على الأرض وهو يتفحصها جيدا تنهد هو وغيداء حين وجداها بخير لكن هى بكت بسبب الخضه التى حدثت لهت بعد أن إستسلمت لفضولها أن تأخذ تلك الزهرات التى آتى بها فادى
ل غيداءالتى كانت موضوعه على طاوله جوار الفراش شبت على قدميها وإستندت على جانبي الطاوله لكن لسوء حظها حين ظنت أنها ظفرت بالزهرات سحبت يدها قطعة ديكور كان موضوع الزهرات فوقها 
ضحك فادى وهو يمسد بحنان على ظهر زهره قائلا 
فضولك كان هيجيب لك الآذي 
دفست زهره رأسها بصدر فادى الذى نظر الى غيداء قائلا 
تعرفى إنى متأكد إن مديرة الحضانه قبل شهر هتطاب منك تتوقفى عن العمل عندها بسبب شقاوة وفضول زهره معرفش البنت دى شقيه وفضوليه جدا 
ضحكت غيداء قائله 
لما بحكي ل عمي جمال عن شقاوتها قالي هتجيبها من بره فادى كان كده وهو فى سنها مكنش بيخلى لا فازه ولا أى شئ سليم فى مكانه 
ضحك فادى قائلا 
بابا كده دايما من أول ما بعت له صور زهره قالى هى بتشبه غيداء فى ملامح الوش بس فى شئ من ملامحها فيه شقاوه منك 
إبتسمت غيداء فى نفس اللحظه سمعت صوت جرس الشقهفقالت
ده جمال رجع من الحضانهروح إنت إفتح له وأنا هنضف الممان وبعدها هجهز الأكل بس خد زهره معاك مش
ناقصه حوادث
تاني 
بعد قليل على طاولة السفره الصغيرهجلست غيداء وفادى الذى يحمل تلك الفضوليه التى تريد أن تعبث بأطباق الطعام وتتذوق كل ما هو موجود على السفرهكان فادى يضع بفمها البعض منهوهى تتلذذ بهبينما جمال كان يأكل ببطئ نظرت له غيداء مبتسمه تسأله عن يومه بالحضانهوهو يروى لها كل ما مر به اليومينظر لها تاره تاره ل فادى الذى يتشارك معهميشعرون بدفء عائلى بأسرتهم الصغيره 
الاسكندريه 
منزل رائف
دخل الى المنزل متشابك الأيدي مع طفله يصفر والصغير يحاول تقليده ويفشل نظر رائف بإعجاب لزى طفله قائلا 
كده مفيش حد أحسن من حد فتوش وبنتها راحوا أشتروا فساتين شبه بعض وإحنا كمان إشترينا تيشرات وبنطلونات زى بعض 
ترك صادق يد رائف وهرول سريعا يقول بطفوله 
هروح أفرج ماما على التيشيرت والبنطلون عشان تقولى حلوين أوي 
إبتسم رائف وهو يسير خلف طفله الى أن دخل الى غرفة النوم ورأى فاديه تقبل صادق بمدح قائله 
حلوين أوى عليك يا حبيبي 
لكن إختفت بسمتها للحظه حين رأت دخول رائف ونظرت الى مايرتديه 
وضعت كف يدها على فمها تخفى تلك البسمه وهى تنظر ل رائف وطفلها ذو الثلاث أعوام بإمتعاض مصطنع ثم قالت لطفلها 
روح إلعب مع ميلا مع جدو صادق فى الجنينه 
ذهب الطفل بفرحه بينما إقتربت فاديه من مكان وقوف رائف وهى تنحى يدها عن فمهاثم رفعتها على جبين رائف قائله بإستهجان 
يا حبيبى إنت قربت خلاص ع الأربعين سنه يعنى المفروض تعقل 
نظر لها رائف بمفاجأه قائلا 
قولتى أيه
عاودت فاديه قولها 
بقول أمتى هتعقل يا رائف 
لأ مش دى أنا قصدى أول كلمه قولتيها قولتى حبيبي عيديها تانى 
تنهدت فاديه بصبر قائله 
رائف أمتى هتعقل مش معقول كل حاجه واخدها هزار لأ وكمان رايح تشترى هدوم زى العيال الصغيره أيه التيشرت اللى عليك ده 
جايب تيشرت على رسومات كارتون ونظاره بتلمع غير بنطلون مقطع 
نظر رائف للتيشيرت بإعجاب قائلا 
ده طقم كامل زى بتاع

صادق الصغيرحتى هو اللى أختاره 
نظرت فاديه لذالك التيشيرت بإشمئزاز قائله 
طب هو طفل وعينه زاغت على رسوم الكارتون إنت فين عقلك مش لازم تشترى اللى يوائم سنك ومركزك 
نظر رائف للتيشيرت قائلا 
إشمعنا إنت وبنتك دايما تروحوا تشترتوا هدوم وفساتين زى بعض أنا وأبنى عملنا زيكم 
تنهدت فاديه بإستهزاء قائله 
رائف إعقل إنت بقيت أب لطفلين ولازم تكون قدوه لهم بالذات الولد صادق بيقلد كل أفعالك بدون تمييز 
حاولت فاديه التهرب من الرد لكن إلحاح رائف جعلها تقول له 
أنا حامل يا رائف 
إبتسم رائف قائلا ببرود 
آه يعنى النرفزه دى بقى هرمونات حمل وأنا اللى قولت فاديه وصلت لسن اليأس 
نظرت فاديه ل رائف بغيظ قائله 
أنا فعلا وصلت ليأس منك يا رائف بتهزر
ضحك رائف قائلا 
طبعا بهزر لأنى شايفك متنرفزه بدون سبب وفيها أيه لما تكونى حامل بس إعملي حسابك تجيبي ولد كمان المره دى عشان ينضم ليا أنا وصادق الصغير بحزب المطهضدين 
ضحكت فاديه رغما عنها قائله
ومين بقى اللى مطهضدكم
ضحك رائفبابا طبعابيحب البنات أكتر وأنا صادق زى العبيد 
ضحكت فاديه قائله
على فكره عمى صادق مفيش أحن منه ومش بيفرق فى المعامله بين ميلا وصادقبالعكس ده بياخدهم جنبه وهو بيرسم وصادق بيلعب فى أدوات الرسم وهو بيحاول يعلمه بس صادق شكله مش هاوي رسم زى ميلاهو غاوي لعب زى باباهوعشان تتأكد 
إبتعدت فاديه عن حصار يدي رائف وتوجهت نحو الدولاب وفتحت إحدى الضلف وأخرجت كيس بلاستيكي كبير وآخر مشابه له صغيرقائله
عمو صادق إشترى ليك ول صادق بدل شبه بعض عشان تحضروا بيها عيد ميلاد رينا بعد كام يوم 
إبتسم رائف يشعر بمحبة صادق له ولطفله الذى يحاول دائما مجاملة فاديه وميلا على حسابهم 
أعادت فاديه الملابس بالدولاب مره أخرىبينما إقترب رائف من فاديه قائلا بمزح
تصدقى التيشرت اللى عليا ده هو انسب لبس لحضور عيد ميلاد ميلا بيلمع كده فى الضلمه 
هزت فاديه رأسها ضاحكه برفض بينما وضع رائف يديه حولها يقربها له قائلا 
أيوا كده إضحك خلى الشمس تطلع بقالها كم يوم مغيمه 
زفرت فاديه نفسها قائله هتقوا زى صابرين اللى بتقولى إن كل ما أكلمك تتنرفزى عليا بدون سبب فيها أيه لما تحملي مره تانيه عقبالي 
أنا لما عرفت إنى حامل إنصدمت أنا حمدت ربنا عندى بنت وولد نعمه 
رد رائف
وأما يبقوا تلاته برضوا يبقوا زيادة نعمه من ربناأنا فاهم عصبيتكإنت كنت فاقده الأمل فى شئ وربنا عطاه ليك من وسع دخل قلبك خوف من نظرة العيون ليكبس ده عوض من ربنا يا فاديه 
أمائت فاديه برأسها متفهمه ل رائف الذى إبتسم وتركها وذهب نحو باب الغرفه وأغلقه بالمفتاح 
تعجبت فاديه قائله
بتقفل باب الاوضه بالمفتاح ليه 
إبتسم رائف وهو يخلع ذالك التيشيرت قائلا
مش التيشيرت مكنش عاجبك أهو قلعته يا فتوش 
مين غير صابرين يعرف إنك حامل 
إبتسمت فاديه وهى تحاول الفكاك من حصار أيدي رائف قائله
ماما وبابا وعمى صادق 
تفاجئ رائف قائلا
يعني الكل عرف والزوج آخر من يعلم 
أمائت فاديه برأسها 
تخابث رائف قائلا
طالما أنا آخر من يعلميبقى لازمنا إحتفال خاص يا فتوش 
قبل ان
تستعلم فاديه كانت تشعر بنشوه خاصه من لمسات رائف الرقيقه التى تشعرها أنها حوريه تلهو بصفاء مع وليفها بين الأمواج الدافئه 
بعد وقت 
وضعت فاديه رأسها على صدر رائف وتحدثت 
لما شوفت ميلا أول مره ورمت نفسها عليا حسيت بشعور غريب مش فهماه وقتها فسرته إنه مجرد إحتياج متبادل بينا وقتها كنت لسه فى دوامة تجربه فاشله ومش عارفه هتخلص إزاي كنت بدأت أدور على بداية طريق جديد فى حياتى رجعت للتدريس تاني وكيفت حياتى على كده خلاص بس بعد فتره بدأت أتعلق ب ميلا وأتمنى أشوفها كنت اوقات بطلب من صابرين إننا نروح نزور عمى صادق عشان أشوفها وألعب معها ولما كنت بسيبها كنت بحس بفراغ كبير لحد ما أخدتها منك فى المستشفى حسيت إن وجودها معايا هو الترياق اللى كنت محتاجه ليه حتى لما رفضت عرض الجواز فى المطعم لما رجعت تاني خۏفت لتقولة بنت لازم تفضل معايا كنت قررت وقتها لو قولت لى كده هقولك موافقه أتجوزك بس متحرمنيش منها أرجوك بس إنت سيبتها ليا تاني 
قبل رائف رأس فاديه قائلا 
أول مره شوفتك كان يوم فرح عواد وصابرين وقتها شوفت فى عيونك حزن ۏجع قلبى معرفتش السبب وقتهاكان نفسي وقتها أخدك فى وأقولك إن عيونك دى إتخلقت عشان تبتسمبس مكنش ده حقيبعدها سافرت لندنمكنتش عارف حياتى هتمشى إزايمش معقول أعيش فى مصر وأسيب بنت فى لندن مع جدتها اللى المړض هزمها فى وقت قصير جداأو إنى أرتب حياتى عالعيشه فى لندنبابا مبقاش صغير ومحتاجني جانبهأنا كمان بقيت ميسور مادياالمطعم بقى له أكتر من فرع فى إسكندريهوشغالين كويس

والغربه أصبح ملهاش لازمه عنديبس مش معقول أحرم قلب جدة ميلا من الذكرى
اللى باقيه ليها من بنتهاحسم القدر الأمر پوفاة جدة ميلاقولت خلاص كفايه غربه ورجعت إسكندريه وقابلتك تانىوميلا زى ما يكون كان عندها ردار فى قلبهابسرعه أتعلقت بيك عرفت حكايتكبصراحه لومت على الإتنين سواء فاروق أو 
وفيققولت أنا لو كنت قابلتك من زمان مكنتش إستغنيت عنكبل كنت أستغنيت بيك عن كل شئقلبى كان بيسحبنى ليك زى موج البحرومنكرش إنى خدت نقطة تعلق ميلا بيك فرصه وبدأت اتقرب منكولما رفصتى عرض الجواز قلبي وجعنيبس لما رجعتى عشان تاخدي ميلاقولت لسه فى فرصه تانيه أستغلتها وأهو فى الإخر فوزت بفتوش اللى معاها حسيت بعيله بتكبر مع الوقت 
إبتسمت فاديه قائله 
إنا معاك
123  124  125 

انت في الصفحة 124 من 125 صفحات