بحر العشق المالح
صادق الحديث مره أخرى
بصى يا فاديه أنا راجل مر عليا ناس كتير بقى عندي نظره فى البشر من أول مره بحس إذا كان اللى قدامي ده شخص كويس أو لأ مش هقولك دايما ببصدق إحساسى أوقات بيخيب بس الحياه تجارب بنكتسب منها خبره هحكيلك حكايه صغيره كان فى راجل عدى عمره الخمسين سنه وبنته الوحيده إتجوزت فجأه مراته اللى كانت قطعت الخلف لسنين طويله حست بشوية أعراض وراحت للدكتور أكد حملها فى جنين عمره حوالى سبعين يوم يعنى تقريبا الروح لسه منزلتش فيه وهى مريضه والحمل مش سهل حتى لل أم اللى بصحتها غير السن هي كمان عدت الخمسه واربعين سنه الحمل زيادة تعب عليهايعنى إستمرار الحمل معناه إنتحار بالبطئ حتى الدكتور رجح إجهاض الجنين لأن مع الوقت هيكبر حجمه فى بطنها ويأثر علي صحتها بس هى إتمسكت بيه وقالت ده اللى هينفعك لما تكبر وتعجز يا صادق هيكون ونس ليك كمل الحمل الحمد لله وجه للدنيا طفل جميله مراتى اللى أختارت له الأسم ده رائف لما سألتها إشمعنا رائف قالتلى عشان ربنا رأف بيها لحد ما ولدته وجه للدنيا وكمان هيكون رائف بيك فى شيبتك لما تكبر مرت سنين وتوفت جميله ورائف عنده خمس سنينيمكن مياخدش باله من ملامحها اللى ورثتها ميلاكمان رينا كبر الطفل ده فجأه بعد فراق جميله حسيت بفراغ كبير فى حياتيحتى كنت شبه إتجاهلت رائفبس فى يوم صحيت من النوم على ريحة شياط أو بالأصح حريق ودخان جاي من المطبخجريت عالمطبخ بسرعه لقيت
إبتلع صادق ريقه ثم أكمل وقتها خرجته بسرعه من المطبخ لحد ما قدرت أسيطر عالنارطلعت من المطبخ لقيته واقف على حيطه جنب باب المطبخ ودموعه بتنزلجريت عليه وقلبى ملهوف وسألته إنت بټعيط ليه الڼار لسعتكهز راسه وقالى لأ بس هو جعان وتقريبا بقاله يومين مكلش وده طفل صغير قلبى إتقطع عليه ندمت إنى دخلت نفسي فى عزله ونسيت مسؤلية وأمانه جميله اللى سابتهم ليابعدها إتصاحبت أنا ورائف مبقناش أب وإبنبقينا أصدقاء أكتر كان الونس ليا اللى خرجنى من وحده وعزله كانت ممكن تقضي عليا بمرور الوقتكبر رائف كان بيشتغل معايا فى محل البقاله حتى كان بيذاكر فى المحل لحد ما خلص الثانويه العامه ودخل الجامعه دور على شغل فى أماكن كتير عشان يقدر يصرف على نفسه وهو فى الجامعهكلية الهندسه فيها عملى ونسبة حضور كان لازم يقدر يوفق بين الإتنينولقى شغل جرسون فى مطعم كبير كان بيشتغل فى وردية الليل بيدخل البيت الفجرينام تلات أربع ساعات قبل ما يروح لمحاضراته كمان كان بيشتغل ورديات إضافيه فى الاجازاتوخلص جامعته وقتها كان عواد بيعمل فحص طبى سنوي فى لندن وبالصدفه جه قدامه فرصه واحد عنده شركة إلكترونيات عاوز يستفيد من طاقات وإبدعات الشباب الخريجينهقولك الصراحه رائف معندوش أى إبداع لا فى الاليكترونيات ولا فى غيرها بس أهو بيكافح الهندسه كانت بالنسبه له مجرد دراسه مش أكتر هو لما آشتغل فى المطعم هاوي شغلها أكتربس دى فرصه كويسه حتى لو
فرحت له لما إتحققت أمنيته وأشترى هو وعواد المطعم وغيروا إسمهبس برضوا لسه كانت الغربه وحلاوة فلوسها سرقاه لقيته فى يوم بيتصل عليا وبيقولى إنه إتعرف على بنت فى لندن وحاسس بإنجذاب ناحيتهاوالبنت تبقى بنت ممرضه كانت فى المستشفى اللى عواد كان بيتعالج فيها وهى على معرفه شخصيه بعواد حتى بنت خالة مامتها دكتورة علاج طبيعى وهى المشرفه على حالة عواد تقريبا إسمها أوليڤيا
الأول كنت خاېف مع الوقت يقول حياتى هناك مراتى وشغلى يبقى أنزل إسكندريه لمينخۏفت من الوحده بدل ما تبقى لوقت مؤقت تبقى دايمهوالسبب التانى تكون زهوه عند رائف ولما يخفت بريقها وينتهى ويفوق منها يكون ليها عواقبوده اللى كان صحيح حسيت بعد مده من جواز رائف إنه كان بيدور عالونس فى الغربه مش أكتر من كدهبس كمان عرفت إن مراته عندها مرض فى القلب والدكاتره منعوها تخلف بس هى كانت بتحب رائف جدا وكان عندها هاجس إنها ھتموت وفعلا حملت منه ولما طلب منها تجهض الجنين عشان صحتها قالت له نفسها تسيب منها ذكرى لهوفعلا كانت ميلا الذكري دي كانت بتراعها أم مراته بس هى كمان إتوفت بعدها بفتره صغيرهلقيت رائف بيقولى إنها إتقهرت على فراق بنتها وحصلتها بسرعهضحكت بسخريه وقتهالو كل اللى بيتقهروا على فراق أحبابهم ماتوا كنت أنا موتت من زمان أوي
بعيد الشړ عليك يا عمو ربنا يديك الصحه طولة العمر وتفرح ب ميلا وأولادها
إبتسم صادق قائلا
قولى أفرح ب رائف الاول
شعرت فاديه برجفه وأخفضت وجهها
إبتسم صادق قائلا
أنا حكيتلك حكاية رائف عشان تعرفى إن مش عشان بيهزر ويضحك أنه شخص تافهبالعكس هو شال مسؤلية كبيره من صغرهشيلى الغشاوه اللى على عقلك يا فاديه وأقبلى ب رائف يمكن يكون ربنا شايل لكم إنتم الإتنين العوض ببعض كل واحد فيكم يكمل فيكم يكمل لل التانى الجزء الناقص
إبتسم صادق ووضع يده على كتفها قائلا بمزح
طب طالما الواد رائف مش عاجبك أيه رأيك فيا أنا
إبتسمت فاديه وامائت رأسها قائله
وأنا وموافقه عليك يا عمو صادق
ضحك صادق قائلا
إزاى موافقه عليا وبتقوليلى يا عمو صادقوليه توئدى شبابك مع راجل عجوز وقدامك شاب تقدري تعيشي معاه بسعاده وتكونوا مستقبل سوابلاش تخلى تجربه فاشله تهزمكلسه قدامك معارك كتير فى الحياه ولازم تعافريفشل
تجربه مش هو التقييم على كل تجربه هندخلها بعد كدهلازم نجرب وبعدها نحكم
نظرت له فاديه للحظه كادت تقول له أنها لن تقدر على تحمل فشل آخر وهناك إحتمال وقتها أن تفارق ميلاميلا التى عوضتها عن جزء مفقود بحياتها
لكن سبقها صادق قائلا
رائف كان يقدر يضغط عليك بحبك ل ميلا وأقل شئ كان خدها منك وقال بنتيرائف عارف إنك أكتر واحده إحتوت بنته ويمكن عوضتها حنان فى وقت كانت لسه هتبدأ تتكتشف الكون من حواليهاوبصراحه كده أنا نفسي أدبس الواد رائف وأجوزه واحده تبقى صاحبتى وحبيبتى عشان نعمل عليه فريق سوا
إبتسمت فاديه بإقتناع بينما نهض صادق قائلا
كده يبقى خلاص الفريق أنا وإنت وميلا
وفريق الاعداء الواد رائف لوحدهخلينا نطلع نشوف الغبي والأصطف بتاعه خلصوا التجهيزات ولا لسه عاوزه كده تتكبرى وتتشرطي آه بنت مش قليله وتستاهل تتاقل بالدهب وسبينى أنا بقى أربى الواد رائف شويه
إبتسمت فاديه برحابه وهى
تخرج خلفه من غرفة المكتب
بينما ببهو المطعم كان يقف رائف مع بعض العمال لكن ېختلس النظر ناحية باب غرفة المكتب بترقب يتمنى أن يقنع والده فاديه فهو الفرصه الأخيره له معهابالفعل رأى خروج صادق يحمل ميلا مبتسمالكن حين وقع بصره على نظر رائف له للحظات عبس وجههشعر رائف بخيبه وغصه فى قلبه للحظات قبل أن يرفع صادق إصبع إبهام ميلا الصغير عالياكانت إشاره واضحه رقص قلب رائف من الفرح لو ترك لجام عقله لذهب وأختطف فاديه فى الحال وتزوجها فورا قبل أن ترجع للرفض مره أخرى
فى حوالى السابعه بدأ المدعوين الحضور الى داخل المطعم كان فى إستقبالهم هيثم وفاديه كذالك رائفبعد قليل دخل سالم ومعه شهيره بمجرد أن دخل من باب المطعم تفاجئ بتلك الوريقات الامعه بجميع الالوان كذالك بعد أوراق الزهور ينثرها عليه فاديه وهيثم وتشاركهم ميلا التى يحملها رائف
إبتسم سالم ورفع يديه وضم فاديه وهيثم معا لكن شعر أن فرحته منقوصه بعدم وجود صابرين لكن تمنى لها السعاده بقلبهيكفيه عن حضورها اليوم أن يعلم أنها وجدت السعاده بمرافقة عوادكذالك روحها موجوده فهى بالتأكيد شاركت معهم بذالك الحفل حتى لو بفكره صغيره
دخل سالم وهو يضم هيثم وفادى ليفاجئ بشاشه كبيره تطل منها صابرين تتحدث إليه بمرح
بابا فكرت إنى مش هكون حاضره الحفله لأ النت والسوشيال ميديا خلاص قربوا البعيدكل سنه وإنت طيب
يا بابا عديت الستين خلاص بقى مش هقول كبرت وأشمت ماما فيكلأ بابا شباب دائم
إبتسمت شهيره كذالك سالم الذى أرسل لها قبله فى الهواء
شعرت صابرين بسعاده وفعلت مثله أرسلت قبله بالهواء قائله
كل سنه وأنت طيب يا بابا وإن شاء الله السنه الجايه تكون بقيت جد ل حفيد لأ لحفيدين بص يا بابا قبل ما تطفى الشمع غمض عنييك وأتمنى إن ربنا يرزقك بأحفاد كتير فى أسرع وقت عشان يهزأو الواد هيثم زى ميلا ما بتعمل معاه
إبتسم سالم وأخذ ميلا من رائف ميلا التى تشعر بإنبساط وهى تتنقل عبر الأيادى تستمتع بدلال الجميع لها
كذالك هنالك فتاه صغيره أيضا تشعر بإنبساط ونفس الدلال وعينيها تلمع على تلك البالونات المعلقه بكل مكان إنها إبنة مصطفى التى تحملها تحيه بموده ومحبه
لكن وقع بصر تحيه على منال التى تجلس معها على نفس الطاوله لكن عينيها تحاول أن تحيد النظر عن ماجد الذى سلط نظره عليها مشاعر مختلفه يشعر بها سابقا حين وقع بالحب كان يهتم بالمظهر الخارجى فقط لذالك أخطأ خطأ دفع ثمنه فادح منال ربما لا تمتلك لا جمال ولا لباقة فوزيه ولا علو نسب لكن لديها هاله خاصه بها شخصيه هادئه ومحبه ربما بالماضى أخطأت هى الأخرى بزيجه كانت للمصلحه فقط لكن خانتها مشاعرها حين حاولت فرض نفسها على مصطفى من البدايه لكن هنالك دوما فرصه أخرى ربما تجبر ما كسر فى القلوب بسمه متأمله مقابل بسمه خجوله يشعران كأنها لاول مره يقعان بالحب هو فعلا كذالك ربما ما سبق كانت وهم الحب الأولجذب الإثنين الحديث معا كانت تتابع حديثهم تحيه