بقلم نونا المصري
وسبتك تتعذبي لوحدك
تدحرجت دمعة حارة من عينها اليسرى وهي تنظر اليه ثم رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ببطء قائلة بصوت مبحوح لما انت بتحبني زي ما بتقول وكنت عارف الحكاية من الاول يبقى ليه اتعمدت تجرحني مرة تانية لما طلقتني في نيويورك ليه چرحتني بكلامك يا ادهم
في تلك اللحظة احنى ادهم رأسه ولأول مرة في حياته كلها وقف صامتا لا يعلم ماذا يقول عجز لسانه عن الكلام
قال ذلك ثم رفع رأسه ونظر اليها بعيون حمراء اغرقتها الدموع وسرعان ما انسابت على وجهه فذهلت مريم عندما رأت ان ذلك الرجل القوي البارد الجبار قد بكى من اجلها هي لقد كانت تظن انه اقوى شخص قابلته في حياتها ومن المستحيل ان يذرف الدموع في يوم من الايام امام اي احد ولكنه بشړ ايضا بالاضافة لكونه رجل
رجل مثله لاجل امرأه فهذا يعني انه يحبها ولا يعيش الا لاجلها اذا بكى لاجل الحب فهذا هو الحب الصادق النبيل الذي يسمو فوق الكرامة وفوق كل الكلمات التي نصوغها عندما نقرر الفرار من الحب نعم يبكي ليس ضعفا ولا خذلان وانما لانه بشړ فليس البكاء كما يقال دوما هو للنساء فقط بل يبكي الرجل لان له قلبا وروحا واحاسيس يبكي لان البكاء يريح القلب وقلبه هو ارهقته مآسي الحب حبه لها اصبح هوس بل اكثر وقد تعدى الجنون حيث انه احبها اكثر من نفسه واكثر من اي شيء في الوجود والشخص الوحيد الذي من الممكن ان ينافسها على حبه لها هو ثمرة حبهما الصغيرة ابنهم الذي زرع برعم الفرح والسرور في حياتهما الكئيبة
احكمت مريم عناقه وكأنها نسيت كل شيء حدث او فقدت ذاكرتها وقالت ششش متعيطش معقول انت ټعيط يا ادهم ليه مفيش حاجة في الدنيا دي كلها تستاهل انك ټعيط علشانها
فنزلت دمعة اخرى من عيون مريم وقد شعرت بسعادة غامرة حيث ارتسمت علامات الفرح على محياها وانقشع عنها الشعور بالهزيمة وأصبحت تشعر بالنخوة والانتصار وكاد قلبها يقفز من بين ضلعوعها فرحا وسرورا فملأ كيانها فرح فريد لم تعرفه من قبل وفيض من السعادة لا يوصف لان حبيبها الازلي الذي ظنت انه تزوجها من اجل ابنه قد اعترف بحبه لها واتضح أنه كان مغرما بها منذ زمن بعيد فابتسمت ابتسامة غمرتها السعادة وتهللت أساريرها وبرقت عيناها وقد فاضتا دموعا فازدادت جمالا وقالت متلعثمة بكلماتها للدرجة دي بتحبني يا ادهم
يدها مقبلا اياها وكأنها ترياق خلصه من تأثير سم الاشتياق لها واردف قائلا حب ايه دا انا عديت المرحلة دي من زمان اوي وبقيت بعشق كل تفاصيلك مش بس بحبك ضحكتك شعرك عينيكي الحلوه صوتك حتى ريحة الپارفان بتاعك لسه فاكرها وبتقوليلي حب !
اتسعت ابتسامة ادهم واقترب منها اكثر قائلا قولتي ايه مسمعتش انتي قولتي حاجة
ازدادت مريم خجلا ولكن ذلك لم يمنعها من تكرر ما قالته فاردفت قائلة بينما تحني رأسها وانا كمان بحبك
في تلك اللحظة صدرت ضحكة رنانه عن ادهم عندما اخذها في حضنه وقال بنبرة تملؤها السعادة واخيرا دا اسعد يوم في حياتي كلها
قال ذلك وهو يعتصرها بين ذراعيه بينما كانت هي سعيدة ايضا ولكن ليس لوقت طويل فلا بد للقدر من ان يلعب لعبته المعتادة حيث رن هاتف ادهم فتجاهله تماما لكنها قالت له موبايلك بيرن يا ادهم
اجابها وهو يحكم عناقها انسيه وخلينا في اللي احنا فيه دلوقتي
فابتسمت وابتعدت عنه قليلا ثم اردفت لازم ترد جايز مكالمة مهمة
تأفأف ادهم وقال بتذمر طيب هرد بس هنرجع نكمل كلامنا تاني ماشي
قال ذلك وغمزها فاحمرت خجلا وابتسمت اما هو فتوجه نحو هاتفه وعندما قرأ الاسم اجاب قائلا ايوا