الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 77 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز


طوال ما يقارب الخمس سنوات اما بالنسبة له
فكان جالسا في غرفة المعيشة يراجع بعض الاعمال المهمة على حاسوبه المحمول ولم يشعر بالوقت يمضي الا حين خرجت مريم من الحمام وهي تحمل ابنهما الذي كانت تلفه بمنشفة كبيرة ولم تلتفت اليه بل ذهبت الى الغرفة والبسته ملابس النوم النظيفة ثم وضعته في السرير فقال انا عايز بابا ينام جنبي يا ماما 

فتنهدت مريم وقالت نام يا حبيبي بابا عنده شغل دلوقتي ومش هينفع ينام جنبك 
في تلك اللحظة سمعت صوت ادهم يقول الشغل
يقدر يستنى لان ابني اهم من كل حاجة 
فالتفتت اليه ورأته يتقدم نحو السرير بخطوت رزينة بينما ابتسم الصغير وهتف بمرح وسرعان ما جلس ادهم بجانبه على السرير من الجهة الأخرى وامام نظر مريم التي ارتبكت ونهضت بسرعة ثم ادارت ظهرها واعادت علبة كريم الاطفال الى مكانها فابتسم وقال تحب اقرالك حدوته يا حبيبي 
أومأ الطفل برأسه وامسك يد ابيه قائلا عايز حدوتة سوبر مان يا بابا 
في تلك اللحظة صدرت ضحكة صغيرة عن مريم التي تخيلت منظر ادهم عزام السيوفي وهو يقرأ قصص الاطفال فنظر هو اليها وعرف انها ضحكت عليه ولكنه لم يبالي بل نظر إلى ابنه وابتسم قائلا لا ياحبيبي انا عايز اقرالك حدوتة الجميلة والۏحش لاني معرفش الحدوته التانية 
اما مريم فالتفتت اليهما وقالت وهي تكتم ضحكتها هروح اغسل الاطباق 
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة وتركت ابنها مع والده الذي بدأ يقص عليه قصة الحسناء والۏحش بطريقة كوميدية وهو يقلد صوت الۏحش فكان الطفل يضحك بسعادة غامرة وخصوصا عندما كان والده يدغدغه وبقيا على تلك الحال حتى غط ادهم الصغير بنوم عميق فقام والده بتغطيته وقبل جبينه ثم نهض من جانبه وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة حتى لا
يستيقظ الصغير وبعدها ذهب إلى غرفة المعيشة فالټفت ناحية المطبخ ولم يجد مريم بل وجدها نائمة على الاريكة بينما كان التلفاز مشغلا فابتسم ابتسامة دافئة واقترب منها رويدا رويدا حتى لا تستيقظ ثم انحنى بجسده وجلس القرفصاء امامها بعدها وضع يده على خدها بلطف وقال بصوت حنون وحشتيني يا روحي انا مش مصدق انك رجعتيلي بجد 
فتحركت مريم قليلا مما جعله يرتبك خوفا من
ان تستيقظ ولكنها لم تفعل بل اتكأت برأسها على ذراع الأريكة وتابعت نومها فابتسم ثم وضع يديها حول عنقه وحملها بلطف واخذها الى الغرفة فوضعها على السرير بجانب ابنهما وقام بتغطيتها ايضا ومن ثم جلس بجانبها واخذ يتأملها بعيون عاشقة ولكن سرعان ما اعتلت محياه ملامح الحزن عندما تذكر انه قام بصفعها في الماضي فاخذ يمسح على شعرها براحة يده وقال بصوت خاڤت انا اسف يا قلبي مكنش قصدي اضربك بس كنت اعمى وقتها ومعرفش ازاي تجرأت وعملتها 
قال ذلك ثم قبل خدها الذي صفعه سابقا وابتعد عنها وبعدها اطفأ الضوء وخرج من الغرفة فتوجه نحو الأريكة التي في غرفة المعيشة واستلقى عليها واضعا ذراعه اليمنى خلف عنقه وما هي الا دقائق معدودة حتى استسلم للنوم ايضا 
تسارع في الاحداث 
انطوى الليل بعتمة ظلامه منسدلا خلف أستار الكون الفسيح ودبت الأرض ضياء حين أرسلت الشمس شعاعها الذهبي بعد أن غاصت في أغوار المحيط معلنة عن صباح يوم جديد فتسللت خيوطها الذهبية من نافذة غرفتة مريم وانعكست على وجهها واعطته لونا ذهبيا زادها جمالا شعرت بدفء لطيف يغزو بشرتها الصافية وجعلها تفحت عيونها ببطء ولكن سرعان ما اغمضتهما ورفعت يدها لتحجب ذلك الوهج الذهبي عن عيناها ثم التفتت الى جانبها ووجدت ابنها مايزال نائما بجانبها وهو كالحمل الوديع ابتسمت باشراقة وقبلت وجنته بكل حنان ولكن سرعان ما ادركت انها في غرفتها فهبت جالسة على السرير وقالت انا جيت هنا ازاي 
ثم اخذت تبحث عن ادهم بنظرها في ارجاء الغرفة ولكنها لم تجده فنهضت عن السرير ثم توجهت نحو الباب وفتحته لتخرج الى غرفة المعيشة وجدته ما يزال نائما بعمق على تلك الاريكة وسرعان ما أرتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها فتحركت نحوه بخطوات بطيئة حتى اصبحت واقفة بالقرب منه انحنت قليلا واخذت تتأمل قسمات وجهه الذي لطالما أحبته فلم تشعر بنفسها عندما انحنت بجسدها وجلست القرفصاء وضعت يدها على خدها الأيسر بينما كانت تنظر اليه بتمعن وكأنها تحاول ان تشبع من رؤيته فقالت بصوت اشبه للهمس وزنك نقص عن اخر مرة شفتك فيها وكمان بقى عندك شنب بس كدا اجمل 
قالت ذلك وسمحت ليدها اليمنى ان تتسلل الى شعره الاسود ونزلت بها الى حاجبيه فابتسمت عندما عقدهما تعبيرا عن انزعاجه من يدها التي عكرت صفو نومه فسحبتها بسرعة وهبت واقفة ثم استدارت وحاولت الابتعاد عنه وهي تتسلل على رؤوس اصابع قدميها حتى لا يستيقظ ولكنها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوت رجولي
تعرفه جيدا يقول لها كنتي كملي اللي بتعملي انا مش همنعك 
في تلك اللحظة تجمد الډم في عروقها واتسعت
 

76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 104 صفحات