بقلم نونا المصري
ادهم السيوفي دا
الهام طب وانا عايزه تسيبيني لوحدي يا مريم
مريم انتي مش لوحدك يا الهام انتي عندك عيلتك بينما انا انا مفضليش حد
فصمتت الهام قليلا وكأنها كانت تفكر في امرا ما وفجأة قالت لاقيتها
فنظرت مريم اليها وسألتها ايه هي
الهام ايه رايك نسافر عند عمي عمر اللي ساكن في اميركا انتي تعرفيه دا كان صاحب بباكي الله يرحمه ومش هيعترض لو رحنا عنده
الهام طبعا لأنك صاحبيتي الوحيدة وانا مقدرش ابعد عنك ابدا
مريم طيب وعيلتك وشغلك في الشركة انتي عايزة تسيبي كل حاجة بعد ما تعبتي اوي علشان تلاقي الشغل دا
فأمسكت الهام بيد صديقتها وقالت انتي عندي اهم من كل حاجة يا مريم اما بالنسبة للشغل اساسا انا مش هقدر اكمل فيه بعد ما انتي مشيتي واكيد هنلاقي شغل تاني لما نروح اميركا وانا متأكدة ان حياتنا هتبقى احسن هناك
الهام هما مش هيعترضوا اساسا كان نفسهم اني اسافر عند عمي علشان يجوزوني لابنه سعيد اللي كان في فصلنا انتي فكراه
فابتسمت مريم بالرغم من حزنها عندما تذكرت سعيد ذلك الفتى الخجول الذي يكون ابن عم الهام والذي كان معجبا بها ولكنه سافر مع والده منذ سنوات طويلة
الهام يبقى مفيش مشكلة انا هقول لبابا وماما اني عايزه اسافر معاكي وهنروح عند عمي عمر واكيد هما هيتبسطوا اوي
مريم يبقى اتفقنا انا هروح اسحب كل الفلوس اللي في حسابي علشان اشتري التذكرة و التأشيرة وهنسافر على طول بس لازم ارجع للراجل اللي اسمه ادهم دا فلوسه الاول
تسارع في الاحداث
فوضعت الهام حقيبة النقود السوداء على الطاولة امام سلمى وقالت من فضلك تقدري تدي ادهم بيه الشنطة دي
فنظرت سلمى الى الحقيبة وسألتها ايه الشنطة دي
الهام هو هيعرف ايه اللي جواها بعد ما تقوليله انها من مريم وانها مش محتجاها بعد النهاردة
فرفعت سلمى حاجبها وقالت قولتي مريم
سلمى طيب انا هقول له الكلام دا
الهام متشكرة عن اذنك دلوقتي
قالت ذلك ثم غادرت اما سلمى فإنتابها الفضول لمعرفة ماذا يوجد داخل الحقيبة لذا قررت ان تفتحها وبالفعل فعلت ذلك فشهقت عندما رأت النقود وقالت فلوس بس ليه ادهم بيه ساب فلوسه مع مريم !
وفي اليوم التالي توجهت مريم برفقة صديقتها الهام وابويها الى المطار وبعد حفلة التوديع التي حدثت بين الهام وامها صعدن في الطائرة وما هي الا نصف ساعة حتى اقلعت من مطار القاهرة الدولي فكانت الهام متحمسة جدا جدا لانها كانت ستسافر لأول مرة في حياتها بينما كانت مريم جالسه بجانب النافذة
على بعد خمسة مقاعد من مقعد صديقتها وكانت تحدق بالفراغ بصمت وبوجه حزين
اما في شركة رويال
فذهب ادهم الى هناك وكان منزعج كالعادة حيث انه اصبح سريع الڠضب بعد ما حدث بينه وبين مريم صعد الى مكتبه في الطابق الاخير بعد ان تغيب عن العمل في اليوم السابق اي عندما اعادت الهام الحقيبة لأنه كان متعب وقرر البقاء في الفيلة الخاصة به بعيدا عن ازعاج الجميع وعندما وصل نهضت سلمى وقالت اهلا يا فندم
فقال لها ببرود مش عايز اي ازعاج يا سلمى وماتحوليش اي اتصال والغي كل مواعيدي
سلمى حاضر يا فندم بس في
فقاطعها بقوله مش عايز اسمع اي حاجه دلوقتي
قال ذلك ثم دلف الى مكتبه اما سلمى فتنهدت وجلست في مكانها مجددا وعندما اصبح في مكتبه وقع نظره فورا على الحقيبة السوداء التي كانت على طاولة المكتب فتوجه نحوها بسرعة وعقد حاجباه عندما رأها قائلا ايه اللي جاب الشنطة دي هنا !
قال ذلك ثم فتحها بسرعة وما ان فتحها حتى اتسعت عيناه عندما رأى نقوده بداخلها ولا ينقص منها اي شيء
حيث ان مريم اعادت ال 200 جنيه التي اخذتهم لكي تدفع لسائق سيارة الاجرة عندما ذهبت الى المشفى في يوم ۏفاة اختها فترك الحقيبة وخرج من مكتبه بسرعة وسأل مين اللي رجع شنطة الفلوس اللي في مكتبي يا سلمى
فنهضت سلمى وقالت جابتها الهام امين صاحبة مريم يا فندم هي قالت ان مريم حتسافر ومش محتاجة الشنطة دي وطلبت منها
ترجعها لك
في تلك اللحظة تحولت تعابير وجه ادهم