الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 27 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز


عليها وكأنه يحملها ذنب هذا الحب الذي اهلك روحه فهي كانت قريبة منه جدا ولكن بالرغم من قربها الا انها كانت بعيده ايضا وكم تمنى ان يمسك يدها ان يقبلها ان يضع رأسها على صدره ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن 
اما هي فكانت تتعذب ايضا لقد وقعت في حبه خلال الثلاثة اشهر التي عملت فيها كسكرتيرته الخاصة ولكنها خبأت ذلك الحب في اعماق قلبها ولم تخبر اي احد بشأن مشاعرها تجاهه لانها كانت تعتقد انه من سابع المستحيلات ان يلتفت ذلك الجبل الجليدي اليها في يوم من الايام خصوصا بعد أن شهدت في كثير من الاحيان على نوبات غضبه الچنونية حيث انه كان يتحول من شخص هادئ وبارد كالثلج الى بركان ثائر وهائج لأتفه الأسباب لم تكن تعرف انها السبب الرئيسي في عڈابه وغضبه وانزعاجه وان عدم قدرته على الاقتراب منها والبوح لها هي

ما كانت ټحرق روحه وليس العمل كما كانت تعتقد 
وذات مرة 
كانت مريم جالسة في مكتبها الذي بجانب باب مكتب ادهم وكانت تكتب تقريرا عن عمل الشركة في الاسبوع الاخير وبينما كانت تعمل تفاجأت بظهور احد موظفين قسم المحاسبة المالية واقفا اماها وكان يدعى هاني ويبلغ من العمر 27 عاما حيث كان شابا وسيما ولطيفا ويبدو من مظهره انه حسن الاخلاق ومحترم فأبتسم قائلا ازيك يا انسه مريم 
بادلته مريم الابتسامة وقالت الحمد لله انت ازيك يا استاذ هاني 
هاني تمام والحمد لله بس بقيت كويس بعد ما شفتك 
فابتسمت مريم بعفوية وقالت متشكرة 
هاني ادهم بيه في مكتبه 
مريم ايوا 
هاني تمام يبقى يا ريت تقوليله اني عايز اقابله 
مريم في حاجة 
هاني محتاج توقيعه على الملف دا 
مريم اه اوك من فضلك استنى هنا 
قالت ذلك ثم نهضت من مكانها ورتبت هندامها ثم اخذت نفسا عميقا قبل ان تطرق باب مكتب ادهم وكأنها ذاهبة لساحة المعركة وبعدها طرقت الباب بخفة ودخلت فوجدته جالسا خلف طاولة مكتبه خالعا سترته ورافعا اكمام قميصه الاسود ويعمل على حاسوبه المحمول بتركيز كبير وما ان دخلت حتى شعر بوجودها فورا وبدون ان ينظر اليها سألها ببرود عايزه ايه 
فاقتربت بخطواتها من طاولة مكتبه حتى اصبحت واقفة امامه مباشرة ثم قالت الاستاذ هاني من قسم المحاسبة عايز يقابل حضرتك يا فندم 
قال دون ان ينظر اليها ليه 
مريم عايز توقيع حضرتك على ملف 
فقال وهو على نفس الوضعية دخليه 
مريم حاضر 
قالت ذلك ثم ارادت ان
تغادر المكتب فإوقفها بقوله الحاد استني 
فتجمدت مكانها ثم التفتت اليه ووجدته يحدق بتنورتها بنزعاج واضح وهو يعقد ما بين حاجبيه وسرعان ما نهض من مكانه واقترب منها قائلا ايه اللي انتي لبساه دا يا انسه 
فنظرت مريم الى نفسها حيث انها كانت ترتدي تنورة سوداء لم تكن قصيرة جدا كانت تصل الى ما فوق الركبة بقليل ومعها قميص لونه اسود بأكمام تصل الى نصف الذراع وعليه اكسسوار لونه ذهبي فسألته بتوتر مال لبسي يا فندم
فضغط ادهم على قبضة يده بقوة شديدة ثم زجرها بعصبية اللبس الملط دا ما يتلبسش في شركتي تاني انتي سامعة 
استغربت مريم من الذي سمعته فهي لم تكن الفتاة الوحيدة التي ترتدي التنانير في الشركة لذا قالت باستغراب افندم !
ادهم مش عايز اكرر كلامي انتي هتروحي البيت دلوقتي وهتغيري المهزلة اللي انتي لبساها دي وبعد كدا هترجعي هنا فورا ومش عايز اشوفك لابسه قصير مرة تانيه كلامي مفهوم 
في تلك اللحظة قطبت مريم حاجباها حيث انها شعرت بالإهانة ثم قالت تدافع عن موقفها عفوا يا فندم بس اظن ان دي حرية شخصية ولا مؤخذة يعني انت مش من حقك تتكلم معايا بالشكل دا لاني حرة البس اللي انا عايزاه وبعدين الجيبة بتاعتي مش قصيرة ابدا ومناسبه للشغل 
فاقترب ادهم منها بحركة سريعة ثم امسك ذراعها بقوة اجفلتها
وضغط عليها قائلا بنبرة حادة انا قلت تروحي تغيريها فورا يعني مش عايز مناقشة في الموضوع دا 
لا تعلم مريم لما شعرت بالخۏف منه ولكن خۏفها هذه المرة كان ممزوجا ببعض التساؤلات فهو لم يسبق له وان تدخل بأمورها الشخصية او ان امسك ذراعها بهذا الشكل ولكنه انزعج فورا عندما رأها ترتدي تنوره لاول مرة منذ ان بدأت العمل في الشركة حيث انها كانت دائما ترتدي البناطيل ولبسها كان دائما محترما لذا احنت رأسها وقالت بشيء من التوتر حاضر يا فندم هروح البيت حالا وهغير هدومي 
فترك يدها وعاد لبرودة اعصابه المعتادة بعد ان سمعها تستسلم لطلبه ثم قال كويس ودلوقتي تقدري تمشي 
لقد هدأ ظاهريا ولكن الحقيقة انه لم يحتمل فكرة ان تبقى محبوته بتلك التنورة ويراها الرجال في الشركة فهو كان يغار عليها من نسمة الهواء ولو كان بمقدوره ان يفتح صدره ويحتويها في داخله لكي يخفيها عن كل الناس لما تردد بفعل ذلك ابدا اما هي فقالت عن اذن حضرتك 
وبعدها
خرجت من المكتب وقالت لهاني اتفضل البيه
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 104 صفحات