بقلم ايمان حجازي
قولي يا عم طارق ! انت كام مره
رفع طارق رأسه للسماء قليلا يفكر
بص هو انا تقريبا المفروض يسموني أبو خازوق مفيش واحده قررت ارتبط بيها إلا وتتخطب زي ما يكون كده انا اللي بفك لهم النحس إيه ده انتي مش لاقيه عريس تعالي يا حبيبتي تعالي ارتبط بيكي وإنتي هتتجوزي علي طول
عاد امير ومعتز للضحك مره اخري فردد أمير
فقر ليه يا عم أمير ده انا وشي حلو عليهم اهوه بخليهم يتخطبوا !
ظل الحوار قائم بينهم لبعض الوقت حتي شعروا بالنعاس وقرروا أن يرتاحوا قليلا فذهبوا خالدين للنوم
دلفت زينه وخلفها بسنت الي مكتب عمار معا كان جالسا علي مكتبه بإنتظارهم وضعت بسنت يدها علي فمها في تثاوب مردده بنعاس
خير يا عمار ! مش المفروض قلتلنا ننام عشان هنصحي بدري !
لقب عمار دون ألقاب حتي نظر لزينه مسرعا بقلق ليري رده فعلها فوجدها تنظر بعيدا وهي تضحك بتهكم وجه عمار حديثه لبسنت
كنت حابب اقولكم أن موبايلاتكم هتتسحب منكم المفروض بكره الصبح قبل ما نبدأ التدريب ! لو إنتوا حابين تكلموا حد أو تعملوا اي حاجه دلوقت أعملوها عشان بعد كده ولحد ما نرجع أن شاء الله مفيش موبايلات تاني !
بابا كان لمحلي بالموضوع ده وعامله حسابي اتفضل الموبايل أهوه
وضعت الموبايل أمامه فنظر لها بنفي سريع
لأ مش انا اللي هاخده هتسلميه ف الأمانات وبرضه تستلمي الموبايل الجديد
أخذته مره أخري مردده بنعاس وثقل
حاضر حاجه تاني
لا مفيش أتفضلي نامي البشمهندسه انا لسه عايزها في موضوع مهم
ياريت يا دكتوره تحتفظي بالالقاب شويه ! يعني باباكي وأنا والناس اللي هنا !
لم تفهم السبب الرئيسي خلف كلامه فنظرت حولها وهي تهز كتفيها بتعجب
انا أوريدي محتفظه بالالقاب لكن مفيش حد هنا أو في حاجه تستدعي إن انا أحتفظ باللقب ! انت مش غريب عليا وأعرفك من زمان ! وزينه خلاص بقت صاحبتي وعارفه أن انا عارفاك أضافت بإبتسامه ولكن مع ذلك حاضر يا قائد
أمرها عمار بالأنصراف وعاد ينظر لزينه التي باتت تنظر بعيدا عنها ومازالت تلك الابتسامه مرتسمه علي شفتيها نهض عمار وأغلق الباب ثم عاد لزينه وقف أمامها ولكنها لم تنظر إليه
مينفعش علي فكره تمسك إيدي ولا حتي تقفل الباب علينا ! أفرض حد دخل هيفهمونا إزاي دلوقت ! هيشكوا في أخلاقك أوي وهتنزل من نظرهم يا قائد علي فكره فبلاش انت مش عايز حد يعرف أننا متجوزين
زينه ! أنا مش عايز حد يعرف عشانك أنتي ! خوف عليكي انتي مش سبب تاني لو عليا اصړخ بعلو صوتي واقول للدنيا كلها أنك مراتي وحبيبتي والوحيده اللي حبيتها !
كادت زينه أن تصرخ بوجهه وتسأله عن علاقته ببسنت ولما هي يحق لها أن تخبر الجميع بأنها تعرفك من قبل ولها معك قصه ! وما هي تلك القصه ما سبب تلك النظره والتنهيده التي خرجت منها وهي تتحدث عنك ولما أخبرها محمد بأنها علي علاقه معك والأرتباط بينكم مؤجل !
لوت زينه شفتيها بتهكم ونظرت له باحثه عن أجابه بعينيه
متأكد إنها الوحيده !
إنتي عندك شك
نظرت إليه بترقب ورددت
عمار !
إبتسم لها عمار بحب
يا عيونه !
أنت أتجوزتني ليه ! يعني ليه كتبنا الكتاب ما كان ممكن تبقي شبكه بس ونتخطب طالما بتحبني وكده كده مش هنتجوز دلوقت ! وقتها أنا فكرت أنك فعلا عايزني مراتك لكن بصراحه أتصدمت برفضك ليا ! كان هيجري إيه أول أمبارح لو قضينا مع بعض ليله ! كنت عايزاك وانت عايزني وقلوبنا كانت ملهوفه علي اللحظه دي بس صوت عقلك وقتها أشتغل وقالك لأ ! ليه ليله مكنش حد هيعرف بيها ولا حتي والدك وانا مراتك قدام الدنيا كلها حتي لو عرفوا
وقف عمار صامتا بعض الشئ لم يتوقع أبدا أن تخرج تلك الكلمات منها حيث لا يريد أجابته أبتعد عنها وجلس علي سطح مكتبه شاردا بحزن
إنتي بجد عايزاني أجاوبك ! بلاش يا زينه ردي هيزعلك
عايزه برضه أسمعه !
عشان يمكن كنت اناني شويه في حبك ! كنت عارف إني لما ده حرام لكن ببقي محتاج واحسك جوايا محتاجك متبعديش عني انا مش مثالي لكن علي الأقل عارف حدودي كان نفسي تكوني علي اسمي قبل ما تهربي أو تبعدي عني تاني ومينفعش اعمل كده وإحنا علي الأقل مش كاتبين الكتاب عشان لو باباكي كان عايش كان هيرفض أن بنته تعمل كده مع واحد لمجرد أنه بس بيحبها وهي بتحبه فخليتك مراتي قدام نفسي قبل أي حد لأني حطيت نفسي مكان أبوكي واعتبرتك بنتي عشان كده كتبت الكتاب !
خفت لو جرالي حاجه قبل الفرح تبقي انتي لسه فكرت يمكن تحبي بعدي وتبقي الحياه لسه قدامك محبتش أكون مېت وواحد معايا فرحتك وعمرك اللي جاي كمان ويكفيني أوي شرف أن واحده حبتني كل الحب اللي جواكي ده ليا يا زينه مش عايز اكتر من كده !
أعاد ببصره إليها فوجد الدموع تترقرق داخل عينيها في صمت وقلبها يرتجف هبط من علي المكتب وأسرع إليها
وأكتر حاجه خلتني هو إني لسه مستني حاجات كتير قبل اليوم ده ! لسه مستني فرح كبير أوي وطرحه بيضه وفستان ابيض مستني انا وكل حاجه في اليوم ده تكون بكر مش عايز اضيع فرحه الأحساس ده فاهماني
هزت زينه رأسها برفق
مردده
فاهمه ! المهم دلوقت أنت عايز مني حاجه انا كمان ولا أمشي !
كان عمار حزينا لتلك اللكنه الجافه والحزن التي تتحدث معه به لا يريدها هكذا لا يريد سوي ان يري معشوقته العنيده التي أحبها والأصعب من ذلك أنه لأول مره يصعب عليه فهمها تذكر بسنت وما أردفت به قبل قليل وما يمكن أن تكون قالته لزينه وهي معها بالغرفه ردد عمار
أنتي مش عايزه تسألي علي حاجه تاني !
علي الرغم من أن بداخلها الكثير من الأسئله
ولكن فضلت أنه هو من يخبرها بذلك رددت بإقتضاب وجمود
لأ
متأكده
أيوه وحاسه اني عايزه انام !
لا يدري بما يفعل معها نفخ بضيق ثم عاد ينظر إليها بحنان
أدي الحزن حقه جواكي عشان بعد كده متلاقيش نفسك پتنهاري في موقف عادي حقه حقه بس مش أكتر من حقه ! وأعرفي أن كل حاجه غامضه وراها سبب ومليون افتراض ممكن الواحد يفكر فيهم لكن ده مش معناه أن الافتراضات دي كلها صحيحه ! أوقات التفكير الكتير بيطلع علي الفاضي ومبتاخديش منه نتيجه غير أنه بيتعبك مش اكتر
روحي نامي يا زينه ومتفكريش تمام !!
هزت رأسها بالأيماء وانسحبت من تلك الغرفه ولم تفسر حديثه سوي ان هناك سببا آخر زواجهم ولحبهم وللقائهم ولكل شئ حدث معهم شعرت بغصه داخل قلبها ولكنها قررت أن لا تفكر بالفعل كما أخبرها
أما عمار فأستدعاه اللواء نزيه وأخبره بما توصلوا له من حول مكان تهامي وتلك المنظمه ! وأخذ يدرس معه أليات الخطه مره أخري وكيفيه التصدي لهم
ما أن انتهوا حتي ذهب كل منهم للنوم قليلا قبل بدأ اليوم التالي
مع تسلل أول شعاع للشمس كان يقف عمار أمام الفريق بأكمله الذي حضر منذ أن قرع بابه أتخذوا مكانا خاصا بعيدا الي حد ما عن تلك الأصوات الضخمه لتدريبات الكتائب
تحدث عمار في ثبات شديد بصوت جهوري
نفذت وجابت لنا المعلومات اللي أحنا محتاجينها عن المهمه والمفروض دوري دلوقت أبلغكم بيها ونبدأ التدريب علي أساسها لكن القائد قالي حاجه أبلغهالكم قبل ما أبدأ مع إني كنت معترض لكن هو أصر !
قالي دي يمكن تكون عمليه إنتحاريه أكتر ما هي هجوميه وملهاش غير نتيجتين بس يا أما نروح ونيجي ماسكين علم بلدنا ورافعين رأسها ومستنيين علينا بصدر رحب واحنا معانا خطه الدفاع
يا نتكشف ومنرجعش من هناك وياعالم ممكن يعملوا فينا ايه لو أتمسكنا !
القائد قالي أخيركم الأول إذا كنتوا موافقين قبل ما تطلعوا المهمه دي ولا حد فيكم هيتراجع وقتها أنا مفكرتش وقلتله أننا وان كل واحد دخل الجيش أو الشرطه أو المخابرات أو أي قوه أمنيه فهو داخل بإرادته وعارف أنه ممكن ييجي يوم وميخرجش منها عايش قلتله إحنا لا بنختار حربنا ولا بنختار مكانها قلتله إحنا لو هنختار كنا أختارنا من الأول قبل ما ندخل المجال ده مش نختار هنطلع مهمه ولا لأ ومع ذلك برضه قالي خيرهم !
انا أول واحد برفع إيدي وبقول إني طالع مين فيكم عايز يتراجع !
نظر كل من معتز وعمرو وطارق وأمير لبعضهم البعض وهم يومئون برأسهم إيجابيا في ثقه مطلقه وإصرار وارتفع صوتهم الجهوري
إحنا في دهرك ومعاك يا فندم !
بينما نظر لمحمد الذي بات متوترا بعض الشئ ولكن شعر بأنه لا يحق له الرفض فالوضع اكبر من أن يرفض خرج صوته شبه واثقا
معاك طبعا
مضي خطوطين حتي توقف أمام زينه وبسنت وتحدث
أنتو أكتر اتنين هتكونوا في امان لأنكم مش هتدخلوا معانا يعني لو أحنا مرجعناش انتو اللي هترجعوا ! ومع ذلك بخيركم للمره الأخيره !
تحدثت بسنت بحماس شديد
انا أصلا زعلانه اني مش هشارك معاكم جوه المعمعه اللي انتوا رايحينها دي ومع ذلك مش هتدخل في طبيعه المهمه ! واكيد عارف اني مش هتراجع
أكد علي بسنت مره أخري ولكنها قاطعته بأصرار شديد وأخبرته بأنها معه دائما وكانت تنتظر ذلك الأمر من زمن
كانت زينه تنظر إليهم والي إصراره وتأكيده عليها وهي تسأل نفسها ! لما هو خائڤ عليها لتلك الدرجه ولم يكترث حتي لزوجته التي من المفترض أنه يحبها أكثر من تلك الدخيله
كان عمار متعمدا في الأبتعاد عن زينه كي لا تفضحهم نظراتهم لبعضهم البعض خوفا عليها من بطش محمد الذي يعلم أنه يراقب كل فرد معه وتحديدا هو حتي أنه فكر في الاسترسال مع بسنت في الحديث أكثر منها وتمني لو أن زينه تفهم ذلك فقط من الاتجاه الصحيح وتتذكر ما أخبره لها ليله الامس وهو أن كل
تصرف أو عمل له وجهه أخري وسبب أخر غير الواضح امام الجميع
ولكن زينه كانت ابعد ما يكون عن فهم وجه نظر عمار
إبتعد عمار عنهم ووقف امامهم جميعا مرددا
طبيعه المهمه هي الأغاره علي اكبر
منظمه إرهابيه داخل أسرائيل
أكمل عمار حواره بسلاسه وفهم مبسط لكل فرد منهم وكيفيه تنفيذ دوره في تلك المهمه
كل منهم لا