بنت الوادي بقلم سلمي سمير
واحتواءها وحرصه علي اطعامهاوعلاجها
حتي انها اردت الا ينتهي هذا اليوم الذي سيخلد في ذكراتها كاحلي ايام عمرها
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بداور خفيف يصدب راسها فلم تستطيع رفعها فنظرت حولها فرات فريد يرتدى ثيابها علي عجل فقالت له
صباح الخير صحيت امتي وليه مصحتنيش ثواني هاقوم اجهزلك الفطار وافطر معاك لاني جعان
متقوميش انا هجيب ليكي الفطار بنفسي بس مش هلحق افطر معاكيفرحه كلي كويس وخدي علاجك
وارتاحي خالص لحد ما تجي العربية تاخدك لاني مش هقدر اجي اخدك يومي مشحون جدا
واعملي حسابك دي هتتكرر كتير الايام الجاية فحاولي تاكلي كويس وتتغدي علشان تقدري تجاريني مش هحارب لوحدى
توردت وجنتاها من الخجل فطغي الاحمرار علي ملامحها الجميلة فزادها جمال فهتف فريد بمرح
ضحك من خجلها وخرج واتي لها بوجبة فطار دسمه وتركها بجوارها وقال
قومي براحتك ومتعمليش مجهود وفريه بفكر اخد اجازة ليا وليكي نخرج نغير جو ونسافر نقضي يومين نستمتع فيها ايه رايك لما ارجع هنرتب بيها يلا سلام يا قمري اشوفك قدام المركز
لهذا اخذت عهد علي نفسها بان تولي نفسها وصحتها الاهتمام حتي تعود الي سابق عهدها قوية وعافيه
لا تشعر بالتعب والاجهاد من اقل مجهود
لكنها لم تهتم وابدلت فطارها بالفاكهة فهصمها سهل
وتحممت وارتدت ثيابها وانتظرت وصول السيارة التي تقلها الي المركز كم وعدها فريد
في الرابعة والنص حصدت السيارة واوصلتها المركز
ودخلت المحاضرة كالمعتاد لكن فجاة اصابها الدوار ووقعت مڠشيا عليها علي كتف صديقتها جاكلين
ساعدت جاكلين رفقائها علي افاقتها حتي عادت الي وعيها لكنها اخذت تفرغ ما في جوفها حتي لم يعد في جوفها شئ اخر
لما تسكت جاكلين واصدت بان تاخذها الي اقرب عيادة للكشف عليها وقالت لها
انا مش هسيبك الا لما اتاكد شكلك حامل يا فرحه بصي احنا هنعمل تحليل حمل ايه رايك
انا عملت من كام اسبوع تحاليل وكل اللي ظهر اني عندي انيميا حامل منين بقي وانا لسه راجع لحصن فريد من يومين بس اكيد برد او يمكن من العلاج
تاففت جاكلين من رفضها او تصديقها وقالت
يمكن الحمل لسه مكنش ظهر اسمعي انت هتجي معايا نتاكد لومفيش حمل بلغي جوزك يعملك كشف كامل علشان تعرفي سبب الهذلان والدوخة دي
امام اصدار جاكلين لم تستطيع فرحه الرفض وذهبت معها لعلها تعرف ما اصابها
ذهبت معها الي العيادة وجلبت اجراء تحليل حمل
وتم العمل وانتظار النتيجة وطال وقت الانتظار دون ان تشعر بسبب توترها وترقبها لعلها حامل
وبعد خروج التقرير النهائي زف الطبيب لها البشرة
Mrs. Farha you are pregnant
مدام فرحه انت حامل مبروك
نظرت اليه دون تصديق لقد فهمت لكنها لم تستوعب عاتقتها صديقتها وقالت لها بسعادة
مبروك يا فرحه انت حامل الف الف مبروك يا حبيبتي كنت متاكدة انك حامل شوفتي
يلا بقي تعالي اوصلك البيت اكيد جوزك هيفرح
وضعت فرحه يدها علي بطنها وقالت محدثا نفسها
ايوه انت اللي رجعتني لحصن ابوك اه يا فرحة قلبي بيك احمدك يارب اني رجعت ليه بنفسي مش علشان حملي
لان لو كنت ليه علشان حامل عمري ما كنت هتاكد عايزني لنفسي ولا لاء لكن دلوقتي بقيت واثقه ان بيك هتكمل حياتي معاه يا احلي هدية من ربنا
هزتها صديقتها لكي تعود من شرودها
فرحه ايه فوقي يلا بينا زمان جوزك قلقان عليكي تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبا من القاعة فراي الحارس فساله
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد
اسف سير فريد المدام تعبت واصدت صديقتها علي اخذها للكشف اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصپيه
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش
بيا بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك
اؤما لها الحارس بالموافقة استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تطبلها بشوق ولهفه
صمها فريد الي صدره بحنان وسالها
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتوترها لحصورها المفاجئ وقالت
حبيت اعملك مفاجاة والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك
ايه رايك خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المړيضة التي لم تعود الي الان
طبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصدت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تطبله
شعر فريد بالضيق والخنقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بلم من رفضه لها فابتسم بحنان وعاد وصمها الي قدره وقال
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها
اطمئن. قلبه بعض الشئ بانها معافاة وستعود الي الييت مع صديقتها
نظر الي سوسن التي تتشبث بحصنه ولا تترك له مجال للبعد عنها فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصدت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها وتطمن زوجها
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرا و وصعدا سويا
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصدت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له
مش هسرق فرحتك باخباره بحملك بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه زمانه غضپان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب
وقفت مصډومه
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يصدبها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسخط حاد وصاحت فيه
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بقدممه الجمتها
وجعلت الدموع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين خليكي هنا ثواني وهرجعلك اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بعصپيه
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا ټنهار بعدما سمعته يقول لها سوسن اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احصانه من هي بالنسبة اليه الان انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ فقالت ردا عليها پانكسار
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباببس لما سمعت صوت في الاوضة خۏفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء
وقالت
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليفاتك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده پغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال
كفاية يا سوسن انت ازاي تعامليها كده عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستفاته ورفضت تركه لها وقالت
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة
انت اټجننت ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة
قالتلك الصوت خۏفها وهي متعودة اني لوحدى ممكن بقي تصبري وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرا ان تمنع من اللحاق بها لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت!
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها طبل ان تسقط ارضا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخۏف عليها
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون فتلها الحزن وادمي قلبها الحسره
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا
واغشي عليها عندك دخولها المصعد
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر
نظر حوله بتساءل اين ذهبت!
وفجاة امتلاء قلبه بالهرع والخۏف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج