الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمي سمير

انت في الصفحة 17 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


واحتواءها وحرصه علي اطعامهاوعلاجها
حتي انها اردت الا ينتهي هذا اليوم الذي سيخلد في ذكراتها كاحلي ايام عمرها 
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بداور خفيف يصدب راسها فلم تستطيع رفعها فنظرت حولها فرات فريد يرتدى ثيابها علي عجل فقالت له
صباح الخير صحيت امتي وليه مصحتنيش ثواني هاقوم اجهزلك الفطار وافطر معاك لاني جعان

اشار بيده رافضا نهوضها وقال
متقوميش انا هجيب ليكي الفطار بنفسي بس مش هلحق افطر معاكيفرحه كلي كويس وخدي علاجك 
وارتاحي خالص لحد ما تجي العربية تاخدك لاني مش هقدر اجي اخدك يومي مشحون جدا 
واعملي حسابك دي هتتكرر كتير الايام الجاية فحاولي تاكلي كويس وتتغدي علشان تقدري تجاريني مش هحارب لوحدى
توردت وجنتاها من الخجل فطغي الاحمرار علي ملامحها الجميلة فزادها جمال فهتف فريد بمرح
يا الله ايه متجوز حورية من الجنه لاء انا لو ممشتش دلوقتي هرتكب چريمه الافضل امشي لحد قمري ما يتعود 
ضحك من خجلها وخرج واتي لها بوجبة فطار دسمه وتركها بجوارها وقال
قومي براحتك ومتعمليش مجهود وفريه بفكر اخد اجازة ليا وليكي نخرج نغير جو ونسافر نقضي يومين نستمتع فيها ايه رايك لما ارجع هنرتب بيها يلا سلام يا قمري اشوفك قدام المركز 
خرج مودعا اياها نهضت فرحه من علي الفراش وهي تتراقص كالفراشة لا تصدق السعادة التي تحيها بعد ان تاكدت بانها زوجته بحق ومازاد سعادتها معاملة فريد الحنونه له وخوفه الصادق عليها
لهذا اخذت عهد علي نفسها بان تولي نفسها وصحتها الاهتمام حتي تعود الي سابق عهدها قوية وعافيه 
لا تشعر بالتعب والاجهاد من اقل مجهود
فقامت فطرت جيدا واخذت علاجها ولم تمضي دقائق وافرغت كل ما في معدتها بغرابة
لكنها لم تهتم وابدلت فطارها بالفاكهة فهصمها سهل
وتحممت وارتدت ثيابها وانتظرت وصول السيارة التي تقلها الي المركز كم وعدها فريد
في الرابعة والنص حصدت السيارة واوصلتها المركز
ودخلت المحاضرة كالمعتاد لكن فجاة اصابها الدوار ووقعت مڠشيا عليها علي كتف صديقتها جاكلين
فقد تعرفت عليها منذ اول يوم له في الدراسة هي من ام واب نمساوى واتت للتعلم الانجليزية لانها لا تجيب الا المانية
ساعدت جاكلين رفقائها علي افاقتها حتي عادت الي وعيها لكنها اخذت تفرغ ما في جوفها حتي لم يعد في جوفها شئ اخر 
لما تسكت جاكلين واصدت بان تاخذها الي اقرب عيادة للكشف عليها وقالت لها
انا مش هسيبك الا لما اتاكد شكلك حامل يا فرحه بصي احنا هنعمل تحليل حمل ايه رايك
هزت فرحه راسها وقالت لها
انا عملت من كام اسبوع تحاليل وكل اللي ظهر اني عندي انيميا حامل منين بقي وانا لسه راجع لحصن فريد من يومين بس اكيد برد او يمكن من العلاج
تاففت جاكلين من رفضها او تصديقها وقالت
يمكن الحمل لسه مكنش ظهر اسمعي انت هتجي معايا نتاكد لومفيش حمل بلغي جوزك يعملك كشف كامل علشان تعرفي سبب الهذلان والدوخة دي
امام اصدار جاكلين لم تستطيع فرحه الرفض وذهبت معها لعلها تعرف ما اصابها 
ذهبت معها الي العيادة وجلبت اجراء تحليل حمل 
وتم العمل وانتظار النتيجة وطال وقت الانتظار دون ان تشعر بسبب توترها وترقبها لعلها حامل
وبعد خروج التقرير النهائي زف الطبيب لها البشرة
Mrs. Farha you are pregnant
مدام فرحه انت حامل مبروك
نظرت اليه دون تصديق لقد فهمت لكنها لم تستوعب عاتقتها صديقتها وقالت لها بسعادة
مبروك يا فرحه انت حامل الف الف مبروك يا حبيبتي كنت متاكدة انك حامل شوفتي
يلا بقي تعالي اوصلك البيت اكيد جوزك هيفرح
وضعت فرحه يدها علي بطنها وقالت محدثا نفسها
ايوه انت اللي رجعتني لحصن ابوك اه يا فرحة قلبي بيك احمدك يارب اني رجعت ليه بنفسي مش علشان حملي
لان لو كنت ليه علشان حامل عمري ما كنت هتاكد عايزني لنفسي ولا لاء لكن دلوقتي بقيت واثقه ان بيك هتكمل حياتي معاه يا احلي هدية من ربنا
هزتها صديقتها لكي تعود من شرودها
فرحه ايه فوقي يلا بينا زمان جوزك قلقان عليكي تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبا من القاعة فراي الحارس فساله
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد
اسف سير فريد المدام تعبت واصدت صديقتها علي اخذها للكشف اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصپيه 
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش

بيا بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر 
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك
اؤما لها الحارس بالموافقة استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تطبلها بشوق ولهفه
صمها فريد الي صدره بحنان وسالها 
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتوترها لحصورها المفاجئ وقالت
حبيت اعملك مفاجاة والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك 
ايه رايك خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المړيضة التي لم تعود الي الان
طبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصدت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تطبله 
شعر فريد بالضيق والخنقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بلم من رفضه لها فابتسم بحنان وعاد وصمها الي قدره وقال
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها
اطمئن. قلبه بعض الشئ بانها معافاة وستعود الي الييت مع صديقتها 
نظر الي سوسن التي تتشبث بحصنه ولا تترك له مجال للبعد عنها فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها 
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها 
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصدت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها وتطمن زوجها
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرا و وصعدا سويا
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصدت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له
مش هسرق فرحتك باخباره بحملك بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه زمانه غضپان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب
وقفت مصډومه 
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يصدبها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسخط حاد وصاحت فيه
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بقدممه الجمتها 
وجعلت الدموع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال 
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين خليكي هنا ثواني وهرجعلك اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بعصپيه 
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا ټنهار بعدما سمعته يقول لها سوسن اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احصانه من هي بالنسبة اليه الان انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ فقالت ردا عليها پانكسار 
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباببس لما سمعت صوت في الاوضة خۏفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء
وقالت
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليفاتك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده پغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال
كفاية يا سوسن انت ازاي تعامليها كده عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستفاته ورفضت تركه لها وقالت
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة 
انت اټجننت ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة
قالتلك الصوت خۏفها وهي متعودة اني لوحدى ممكن بقي تصبري وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرا ان تمنع من اللحاق بها لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت!
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها طبل ان تسقط ارضا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخۏف عليها
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون فتلها الحزن وادمي قلبها الحسره
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا
واغشي عليها عندك دخولها المصعد
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر
نظر حوله بتساءل اين ذهبت!
وفجاة امتلاء قلبه بالهرع والخۏف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 44 صفحات