الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 257 من 260 صفحات

موقع أيام نيوز


قوي اني هقابلك في يوم من اﻷيام تاني .. حبيت في اليوم اللي اشوفك فيه اجري عليك واترمي في واقولك شوف انا بقيت ايه ووصلت لفين .. شوف ميمتك الصغيره بقت حاجه كبيره ازاي .. شوف زي ما انت دايما كنت بتقولي عايزك تنجحي وتكملي حياتك سواء كنت موجود او مش موجود بس مهما كنت هتفضل دايما فخور بيا .. محبتش لما اشوفك تاني تلاقيني وصلت لمرحله قبل الصفر وكانك مكنتش حاجه في حياتي ومزرعتش جوايا الأمل والنجاح ... حبيت لما ارجع تاني ليك اشوفك وانت فخور بيا وشايف بنوتك بقت حاجه كبيره مشهوره مشرفه في المجتمع 

نظرت اليه مره اخري وهي كالعاده لم تتلقي اي تفسيرا لتلك النظره فتشعر بالخۏف اكثر وتنهمر دموعها مجددا ..
ايوه اتغيرت .. وغلطت في حقك .. بس ڠصب عني مكنتش عارفه انا بعمل ايه .. كل اللي كنت عايزاه انك متبعدش عني تاني عشان مش هقدر استحمل .. عارفه انك صعب واهم حاجه عندك هي التقدير واﻷحترام وقلتهالي كتير وللأسف انا معملتش ده .. انا اسفه يا عبدالله .. أرجوك متبعدش انت مش بتشوف حالتي بتبقي عامله ازاي وانت بعيد عني والله بكون عامله زي المېته بس بعيش علي أمل انك ترجعلي تاني واقضي معاك ولو ليله واحده 
رفعت بصرها اليه مره اخري فلم تجد منه ردا ايضا .. لم تعد تتحمل اكثر من ذلك فأخذت تجفف دموعها وهي تحاول التماسك والثبات وتنهض علي قدميه وتتحدث بعصبيه ولكن دون ان ترفع صوتها عليه

... انت بتعاقبني علي ايه !! .. علي حبي ليك !! .. ايوه عارفه اني غلطت كتير بس انت السبب في كل حاجه .. بحبك يا اخي ومش شايفه غيرك ولا عارفه اعيش من غيرك .. كتير عليا يا عبدالله انك تفضل معايا ! .. سيبني يا عبدالله .. اصلا عارفه انك هتسيبني وانك عمرك ما حبتني زي ما انا بحبك .. عمرك ما اتمسكت بيا واتمنيت اني ايما زي ما انا نفسي ما تبعدش عن حضڼي .. يلا روح مستني ايه ! .. مش ھموت علي فكره لما تبعد عني .. لو كنت ھموت كنت مت لما سبتني سبع سنين .... يلااا روح وسيبني 
وجدته مازال علي حالته تلك وهو يستمع اليها بنظراته المبهمه لتشعر انها ستفقده بالفعل بعد كلماتها تلك ليثور قلبها في انتفاضه غاضبه ليجعلها تجهش بالبكاء وهي تذهب اليه وتجلس أمامه وتشهق في نحيب شديد وترجي وهي تمسك بيديه بيديها المرتعشه الخائفه تتوسله انا كنت بكدب .. وانت عارف .. انت بتفهمني اكتر من نفسي واكيد فاهم اني كدابه .. انا عارفه انك بتحبني وبتحبني اكتر مني كمان .. وعارف برضه اني بم٧وت من غيرك .. عبدالله ارجوك .. مش عارفه ايه هي اغلي حاجه عندك عشان احلفك بيها .. رد عليا .. قولي اي حاجه .. كلمه واحده يا عبدالله متسبنيش كده انا ممكن اټجنن.. رد عليا يا عبدالله أرجوك .. 
كانت تهذي بتلك الكلمات وهي جاثيه امامه وممسكه بيديه اﻷثنين بين يديها الضعيفه المرتعده وهي تبكي وتترجاه كي تفوه ولو بكلمه واحده وما ان وجدته لا يستجيب لها ايضا حتي نكست راسها لتضعها علي قدميه وهي تنحب بشده ...
شعرت بيديه تلامس ذقنها وهي ترفع رأسها من علي قدميه فشعرت بوخزه حقيقه بقلبها وظنت انه لن يتقبلها ايضا ولن يتحمل ان تضع رأسها علي قدمه مره اخري ولن يحق لها بأن تلمسه ثانيه ..
كادت ان ټنفجر بالبكاء مره اخري مما جعلها تشعر

به حتي وجدته يرفع رأسها اليه لتصبح امام وجهه مباشره فاخذ قلبها ينتفض بقوه شديده وكأنه سيخرج من موضعه .. نظرته لم تتغير ولم تستطع ان تفهم ماذا بداخله من تلك النظره .. فظلت مترقبه لرده فعله التي كانت ترتعد خوفا منها وهي تنظر اليه بترجي شديد ألا يكسر فؤادها...
وحشتيني.....
توقفت عن بكائها فجأه وتصلبت ملامحها ولم تقوي علي الحراك من موضعها تلك .. احقا سمعت تلك الكلمه من بين شفتيه ام كان صدي صوته بداخل قلبها هو من اخبرها بها .. خفق قلبها پعنف وهي لا تدري أتلك خفقه فرح أم ذهول ام عدم تصديق أم هذيان !!! ..
وجدته يمسك بوجهها بين كفيه وهو يجفف دموعها بحنو شديد خلصتي كل كلامك يا حبيبتي !! .. ولا لسه عايزه تقولي حاجه تاني !
مازالت مرام بين يديه تنظر بأستغراب شديد وهي لا تستوعب علي اﻷطلاق ما يتفوه به لدرجه انها حق لا تشعر بيديه التي تلامس خدها وتجفف دموعها بينما هو اخذ يربت علي ذراعها ويديه اﻷخري تتحرك علي شعرها وهو ينظر لعينيها التي اتخذ منها البحر مجري ليغرق بها وينهل من عشقها حتي الڠرق ..
كانت كالمشلوله بين يديها
 

256  257  258 

انت في الصفحة 257 من 260 صفحات