الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بقلم مروة المحمدي

انت في الصفحة 30 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


وجد أمامه رجلا يرثى لحاله وبجواره فتاة باكيه جرى ناحيته وقال له بلوعه 
بنتي كويسه ياسمين جرالها ايه 
ربت عمر على كفته قائلا 
متقلقش حضرتك هى كويسه
هى جوه فى الاوضة دى 
ايوة جوه اتفضل
دخل والدها وأغلق الباب
وقف عمر قليلا ثم انصرف
خرج عمر من المستشفى ليجد كرم أمامه توجه ناحيته قائلا 

خير يا عمر طمنى ايه اللي حصل 
لا خير الحمد لله تعالى نعد فى أى مكان ونتكلم
طيب هات عربيتك وتعالى نروح الكافيه بتاعنا
طيب تمام
توجه كل منهما الى سيارته وغادرا المستشفى
كده يا سمسم تخضينا عليكي
معلش يا ريهام مكنش قصدى أنا أول ما فوقت قولت للمرضه تكلمك عشان عارفه انك واقفه مستنيانى فى المترو
ده أنا كنت ھموت لما اتصلت بيا وقالتلى ان عربيه خبطتك
قال لها والدها وهو يجلس بجوارها على الفراش 
الحمد لله يا بنتى جت سليمه قدر ولطف
الحمد لله يا بابا
والجبس محدش قالك هيتفك امتى
اه الدكتور قالى هيتفك كمان اسبوعين ان شاء الله
ان شاء الله 
سكت الأب قليلا ثم قال 
مين الجدع اللي كان خارج من اوضتك ده
ارتبكت ياسمين قليلا ثم قالت 
ده الراجل اللي خبطنى بالعربيه
انفعل الأب قائلا 
وله عين كمان أنا لو أعرف كنت مسكت فى زمارة رقبته
أسرعت ياسمين قائله 
هو ملوش ذنب يا بابا أنا اللي مكنتش مركزه وكنت ماشيه سرحانه
وليه يا بنتى كده مش تركزى يعني كنت هعمل ايه أنا دلوقتى لو كان حصلك حاجة
تدخلت ريهام قائله 
خلاص يا بابا حصل خير
أنا قايم أشوف حساب المستشفى شكلها مستشفى غالية أوى ربنا يستر
شعرت ياسمين بالذنب لما كبدته لوالدها من مصاريف خرج الأب فجلست ريهام بجوارها وأخرجت قلما وبدأت فى الكتابه على ساقها المتجبره ضحكت ياسمين قائله 
بتعملى ايه يا بت انتى
بكتبلك ذكرى على الجبس بتاعك
على أساس انى هفضل متجبسه طول عمرى يعنى
بس ايه الواد المز ده يا ياسمين يا خراشي ده يحل من على حبل المشنقة ده نضيف نضافه بياكل ايه ده 
ضحكت

باسمين قالئه 
يخربيت عقلك هو انتى كنتى فى ايه ولا فى ايه
اه أنا صحيح كنت قلقانه عليكي ومفطوره من العياط بس ده ميمنعش انى أخدت بالى من لهطة القشطة اللى كان عندك
ازدادت ضحكات ياسمين من اسلوب أختها قائله 
اه لو ابوكى سمعك
أبويا مين ده أنا مستعده أخسر أهلى كلهم ده ريحة البرفيوم بتاعه لسه معبأه الأوضة ايه الناس دى
سمعا طرقا على الباب فقالت ياسمين 
طيب اخرسى بأه أبوكى جه
دخل عبد الحميد وقد ارتسمت ابتسامه على محياه لاحظتها ياسمين فقالت له 
خير يا بابا 
والله جدع ابن حلال دفع مصاريف المستشفى واقامتك فيها اسبوعين
قالت ياسمين بدهشة 
اسبوعين ! بس الدكتور قالى انى ممكن أروح كمان يومين
أخذت ياسمين تفكر فى كرم هذا الرجل الغريب
أحضر النادل الطعام ووضعه أمام الصديقان ثم انصرف قال كرم 
هاا وبعدين 
مفيش شكرتها ولما جيت أخرج قابلت باباها على الباب ومعاه بنت بټعيط وكان واضح انهم قلقانين عليها أوى
سكت قليلا ثم قال 
الراجل كان شكله بسيط أوى اللى أنا مستغربله انها رفضت تماما انها تاخد الفلوس رغم ان واضح جدا انهم ناس على أد حالهم
عشان هى قالتلك انها هى اللى غلطانه
حتى لو هى اللي غلطانه فى حد فى الزمن ده يجيله فلوس كده لحد عنده ويرفضها ومش بس كده ده أنا لما أصريت عليها حسيت انها هتقوم تضربني
ضحك كرم قائلا 
ياريتها كانت عملتها
قال عمر بجديه 
بصراحه لما المحامى قالى انها مشتكتش ضدى استغربت لأن أى حد مكانها كان اشتكى عشان يساومنى على تعويض وكمان هى غريبه أوى تصور لقيتها بتطلب منى أخرج من الأوضة عشان الممرضة مش موجوده ومفيش حد فى الاوضة الا أنا وهى
نظر اليه كرم وهو يبتسم 
أكمل عمر قائلا 
ولا لما ببصلها كل ما عيني تيجي فى عينها ألاقى وشها يحمر وتبعد عينيها
شكلها خجوله أوى
ابتسم عمر قائلا 
هو لسه في بنات كده
ألف سلامة عليكي
قال مصطفى هذه العبارة عبر الهاتف فقالت ياسمين 
الله يسلمك
أنا زعلت عشانك أوى وزعلت أكتر ان فرحنا هيتأجل اسبوع كمان يعني بدل ما كان أدامنا اسبوع بأوا اسبوعين
أطرقت ياسمين فى خجل ولم تجب
 قاطعته ياسمين بسرعة قائله 
لو سمحت مينفعش حضرتك تكلمنى كده
احمرت وجنتاها بشده من الخجل ومن الڠضب
أتاها صوته وهو يتحدث ببرود قائلا 
ليه مينفعش خلاص كلها اسبوعين وتكونى مراتى
أما ابقى مراتك
طيب براحتك سلام
مع السلامه
أغلقت ياسمين وهى تشعر پغضب شديد من جرأته فى الكلام معها ومن قلة ذوقه عندما أسرع بإنهاء المكالمة 
أثناء جلوس عبد الحميد على المقهى وهو شارد يفكر
فى حاله وحاله بناته أقبل عليه شاب وقف أمامه ويبدو عليه علامات التردد نظر اليه عبد الحميد مستفهما فلم يتحدث الشاب فقال له عبد الحميد 
خير يا ابنى فى حاجه 
عدل الشاب من وضع عويناته التى يرتديها وقال فى ارتباك 
حضرتك أستاذ عبد الحميد منصور
أيوة يا ابني أنا
أنا يعني حضرتك أنا وائل
انتظره عبد الحميد ليكمل كلامه لكن الشاب صمت فقال له 
أهلا بيك يا ابنى اتفضل اعد
فجلس الشاب وقد ازداد ارتباكه قائلا 
أنا كنت عايز أتكلم
 

 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 188 صفحات