بقلم مروة المحمدي
وانتى عارفه الناس هنا مبتسكتش
نظرت اليه پغضب قائله
طيب عديني
قال ببرود
قوليلي سبب واحد وأنا اعديكي
صمتت قليلا ثم قالت پحده
أنا وانت مننفعش
لبعض لمليون سبب
قال بنفس البرود
اديني سبب واحد من المليون سبب دول
عضت على شفتيها ثم نظرت اليه قائله
انت فى طريق غير اللى أنا ماشية فيه .. فى مليون اختلاف بينى وبينك
ممكن بأه تعديني
صمت قليلا ثم قال
هساعدك انك توصلى للطريق اللى أنا فيه وتمشى معايا فيه
قالت بحزم وكأن كلامه أهانها
أبدا .. متمناش أبدا انى أمشى فى الطريق اللى انت ماشى فيه
تأملها قليلا .. قالت فى نفسها لقد أغضبته الآن .. ولن يعاود التفكير فيها مرة أخرى .. حسنا هذا ما أردته .. وقد حصلت عليه .. أتاها صوت عمر الحانى وابتسامته العذبه لتصدمها قائلا
عانقها بعينيه للحظة قبل أن يبتعد جانبا ليفسح لها الطريق .. مشت ودخلت من البوابه .. وقبل دخولها ألقت عليه نظرة وهو يعاود أدراجه ليحضر سيارته التى تركها
ممممممم نفسها فى الأكل حلو أوى .. لأ كده انا اطمنت عليك
ابتسم عمر قائلا
كويس أول الطريق خطوه .. دلوقتى حبيتى أكلها بكره تحبيها
ابتسمت كريمه قائله
بس انت رهيب يا عمر حد يتعزم عند واحد صحبه وياخد باقى الأكل وهو نازل
ضحك عمر بشدة قائلا
نفس اللى قالهولى أيمن
قالت كريمه فى سرور
ربنا يسعدك يا حبيبى وينولك اللى فى بالك
يارب يا ماما
فى صباح اليوم التالى وقفت كرم على باب مكتب ريهام .. كان قد تحاشى الذهاب الى العمل ورؤيتها منذ أن انفعلت عليه فى مكتبه بسبب كلماته .. وقف أمام المكتب فنظرت اليه ثم عادوت عملها فى صمت .. تنحنح وشعر بالحرج قليلا هو يقول
أنا آسف على الكلام اللي قولتهولك آخر مرة فى مكتبي
أنا مكنش قصدى أهينك أو أجرحك .. وأنا عارف وواثق انك بنت محترمه .. وفعلا كلامى مكنش يصح أقولهولك
أومأت ريهام برأسها ثم عاودت مزاولة عملها
تفرس فيها كرم قائلا
يعني خلاص سمحتيني
نظرت اليه قائله
خلاص محصلش حاجه
ابتسم وقال قبل أن يغادر .. مستنى البريد فى مكتبي
فجأة سمع الجميع أصوات هرج ومرج .. خرجت ياسمين من مكتبها لتستطلع الأمر .. وجدت أعد العمال يجري فى اتجاه .. وعامل آخر قادم مهرول من نفس الطريق فأوقفته ياسمين قائله
لو سمحت .. ايه اللى حصل
قال الرجل وهو يلهث
عامل ايده اتحشرت فى ماكنه طحن الحروب .. جه البشمهندس عمر يساعده قامت الماكنه طايله ايده هو كمان
أصاب ياسمين الفزع وشعرت بقلبها يهوى على الأرض .. أسرعت ياسمين فى اتجاه مخزن الأدوية وأحضرت شنطة الإسعافات الأولية .. ثم ذهبت مسرعه فى الإتجاه الذى ذهب فيه العامل .. رأت عدة عمال متجمعين خارج المبنى وأحد العمال يقف على الباب يمنعهم من الدخول .. أسرعت وصړخت فيه قائله
عديني بسرعة
أفسح الرجل لها الطريق دخلت لتجد رجل نائم على الأرض وحوله رجلين .. بحثت بنظرها عن عمر فلم تجده .. ذهبت اليهم لتجد يد الرجل فى حاله يرثى لها .. فلقد أجهزت الماكينه على كفه .. والرجل فقد وعيه من شدة الألم .. خفق قلبها بقوة ترى ماذا أصاب عمر وأين هو الآن .. هل أصيب مثله .. چثت بجوار الرجل الفاقد الوعى وأخرجت من الحقيبه التى تجملها قماشة طويلة ربطت بها رسغه بقوة لكى تقلل من الډم الذى يفقده .. قال لها أحد الرجلين مش هتربطى كف ايده اللى پتنزف دى .. نظرت اليه قائله
لأن عظم كفه كله مكسور المفروض ميتحركش لحد ما الإسعاف تيجي تشيله زى ما هو كده
ثم قالت بلهفه
فين البشمهندس عمر .. جراله حاجه
سمعت حركة خلفها نظرت لتجد عمر .. وقفت فى هلع وهى تنظر الى قميصه الأبيض الذى صبغ باللون الأحمر الدامى .. كان يمسك قطعه قماش ويضغط بها على كفه .. هتفت قائله بصوت مرتجف
انت كويس
نظر اليها يتأمل الخۏف واللهفة على وجهها .. ونظرات عينيها الدامعه والتى تنتقل بسرعة ولوعه بين وجهه وكفه .. قال بصوت خاڤت
متخفيش
ازداد لمعان الدموع فى عينيها وكررت سؤالها وكأنها لم تسمع اجابته
انت كويس .. ايدك حصلها حاجه
أزاح عمر قطعة القماش ليريها چرحا صغيرا فى يده .. ونظر اليها قائلا
الحمد لله ربنا سترها معايا ..
نظرت الى قميصه المبلل بالډماء وهى مازالت بعد تحت تأثير الصدمة وقالت
أمال ايه الډم اللى على قميصك ده
أجابها قائلا
ده مش دمى .. ده ډم العامل اللى اټصاب
فى تلك اللحظة حضرت سيارة الإسعاف ونقلوا العامل اليها وأمر عمر رجلين من رجاله بالذهاب مع العامل الى المستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته
تعالت صوت سرينه سيارة الإسعاف