الخميس 26 ديسمبر 2024

ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 33 من 80 صفحات

موقع أيام نيوز


كل شيء بها. يلهث من شدة غضبه. عينيه شديدة الحمره. والعرق يغرق جبينه. ملابسه غير مهندمه وكأنه خارج الأن من مشاجره كبيرة. فمن يراه الأن لن يقول عليه أبدا أنه طارق الصواف إبن الأكابر وكان عقله شارد وعيونه ثابته على شيء وهمي. بها ڠضب إذا تركه لأحرق ذلك القصر بكل ساكنيه. وطالت نيرانه كل شيء. مرت دقائق أخرى ليبدء يضحك بصوت عالي. يضحك پهستيريا وكأنه حصل على جائزه كبيره لم يتوقع حصوله عليها. ضحك وضحك وضحك ثم بدء يهمس لنفسه قائلا بعد كل إللي عملته ده معقول تكون دي النهاية. معقول

ليضحك من جديد بصوت عالي وهو يمسك ذلك الإطار الذي يحمي صورة العائلة بأكملها ووضع أصبعه على صورة نرمين وهو يقول يعني بعد ما أخدت منك برائتك وعملت فيها الشهم إللي هيتحمل أن يتجوز واحده مغتصبه قدام العيله كلها تفلتي من إيدي وتفكري تقولي ليا أنا لأ. هو أنت فاكره إني هسكت لا ياحلوه لا يا نيمو اللعبه لسه مخلصتش وزي ما أخدتك وأنت عينك في عيني هخليكي تيجي تتوسلي ليا علشان أقبل بيكي والكارت الأخير في أيدي والضربه هتكون على الكل
ظل يتأمل صورتها لعدة ثوان ثم حول نظره إلى صورة أديم وهو يقول پغضب وغل أنت بقى المۏت فيك حلال وإللي هعمله فيك ده تخليص الدين القديم لكن الدين الجديد أصبر عليا فيه هخده وأخد الحق حرفه يا أديم يا أبن عمي
ظل ينظر إلى
الصورة والوجه وأبتسامة سخريه تزين شفتيه وفي لحظه خاطفه ألقي بالإطار إلى الحائط المقابل له ليتهشم بالكامل وتناثر زجاجه في كل مكان حتى أن إحدى القطع الصغيره جرحت وجنته ليبتسم وهو يرفع سبابته يمسح قطرات الډماء ببرود ثم وقف مقررا أن يأخذ قسط من الراحه حتى يستعد للمرحلة الجديدة ليرفع الغطاء بكل ما عليه من أشياء مكسره وألقاه أرضا ثم ألقى بنفسه فوق السرير وأغمض عينيه ونام
قبالة الفجر وصل حاتم وسالي إلى العاصمة لكنه وقبل أن يغادر المطار وقف أمامها وقال أحنا مش هينفع نرجع القصر دلوقتي أيه رأيك يا نروح عند أديم أو ننزل في أوتيل لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل النهاردة في الشركة
لفت ذراعها حول ذراعه وقالت وهي تريح رأسها على أطراف كتفه يبقى في أوتيل أحسن أنا محتاجه أنام شوية
ربت على كفها بكفه الحر ودفع العربه التي تحمل الحقائب. حتى خرجوا من المطار ليشير لأحدى السيارات وأملاه أسم الفندق. كل ذلك وهي تستند عليه براحه كبيره. من داخلها تشعر بالخۏف مما سيحدث في المؤسسه لكن وجوده يشعرها بأمان لم تشعر به من قبل لم تكن يوما غير عابئه بأمها وحزنها أو ڠضبها. هل لأنها الأن تعلم حقيقتها. أم لوجوده وحبه والثقه التي يستحقها دون لحظه تفكير فهي معه من الأن وإلى الأبد ولن تخذله مره أخرى مهما حدث ومهما كان الثمن خاصه وأن الحق معه ورغم الإرهاق كان يشعر بالسعادة أن حركتها البسيطه هذه تجعل قلبه ينتفخ بسعادة لا يستطيع وصفها. ويشعر أنه أصبح يملك الكون وما عليه. ليجد يده دون إيراده منه تربت على كفها المستريح على ساقه والإبتسامه تملئ وجهه الرجولي الوسيم
في الصباح الباكر وقبل موعدها بنصف ساعه كانت تقف أمام الباب. أفكارها الشيطانيه صورت لها آلاف الصور ورسمت لها الكثير من الفرص التي ستتاح لها إذا حضرت الأن ومن أهمهم ما حضرت من أجله وسوف تنفذه وستكون الخطوه الأهم وأخرجت المفتاح وفتحت الباب وحين دخلت ظلت واقفه في مكانها تنظر لذلك الممدد على الأريكة بشكل غير مريح شعره مشعث ووجهه مسترخي ينام على بطنه وإحدى ذراعيه مستريحه على الأرض..أغلقت الباب بهدوء شديد وتقدمت عدة خطوات حتى أصبحت ترى وجهه بوضوح كما الأطفال الصغار لتبتسم أبتسامة صغيرة أختفت حين سمعت صوت من الداخل وتذكرت نرمين. لتدلف إلى المطبخ وبدأت في إعداد الفطور. وكانت أيضا تستعد لأستجواب من نوع خاص من نرمين لكنها لن تهتم ستكون هادئه كعادتها وتجيب بهدوء أنها أتت حتى تباشر عملها كالعاده.. خرجت من المطبخ تحمل بين يديها صحون الطعام لتجده قد أستيقظ ويجلس لكنه يضع رأسه بين كفيه لتقترب منه ليلاحظ حذائها أمام عينيه ليرفع عيونه لها وأبتسم تلقائيا وهو يقول أنت جيتي أمتى
 من نص ساعه
أجابته بخجل حقيقي ليبتسم وهو يتذكر حاله حين أستيقظ. ليداعب خصلات شعره بأطراف أصابعه كطفل مشاغب. يقف أمام والدته التي توبخه لتقول هي بهدوء أنا جهزت الفطار
أومأ بنعم وقال بهمس تسلم أيدك
أبتسمت وغادرت عائده إلى المطبخ ليقف هو حتى يذهب إلى غرفته وطرق في طريقه على باب غرفة أخته ليسمع صوتها فقال من خلف الباب أستعدي الفطار جهز
ودلف سريعا إلى غرفته أخذ حمام وأبدل ملابسه بملابس كلاسيكيه تجعل هيئته ټخطف الأنفاس لمن يراه فكم هو وسيم بشكل يؤلم القلب ظلت تتأمله
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 80 صفحات