رواية بقلم ايمان حجازي
المره الأخري كما أخبرتها مرام عن حالته ظلت تتطلع إليه وطيف ذكرياتها معه يمر أمامها في ومضات كالبرق بإنتظار حبه لها التي لامسته في كلماته حينما كان بين يديها أخر مره
بعد ما يقارب الساعتين فاق عمار من نومه وفتح عينيه ببطئ لينظر حوله في تلك الغرفه حتي وجدها ابتسامه غريبه ارتسمت علي محياه ورجفه سرت بداخل قلبه حينما وجدها متمسكه بيديه ومغطاه في النوم كانت تعابير وجهها وأرهاقها وقلقها واضحا علي قسماتها تذكر ذلك اليوم العصيب وكل ما مر به وكذلك اخر ما قاله لها وهو بين يديها في لحظاته الذي ظن أنها الأخيره له ربما القدر لم يريد انهاء قصتهما عند تلك النقطه شيئا بداخله يخبره أن لتلك الفتاه حكايه اكبر وأعمق مما كان يتخيلها
وألتقت عيناهم في نظره طويله دون أن يرمش لهم جفن وكأن كل منهم يسبح بعيني الأخر باحثا عن كل شئ بداخلها فرت دمعه من عيني زينه فرفع عمار يديه وجففها لها خرج صوتها مرتجفا مهزوزا
هز عمار رأسه مرددا
أه
من شده فرحتها وخفقان قلبها أخذت تهذي في غير تصديق
انا فرحانه اوي انا مش عارفه اقولك ايه وأزاي أبدأ كلامي عندي حاجات كتير عايزه اقولهالك عمار أنا
قاطعها دخول الدكتوره مرام ومعها الطبيب سمير واحدي الممرضات بادرت مرام بأبتسامه واسعه وهي تتجه إليه لتطمئن الي قلبه وحالته الحيويه
حاول عمار التحرك قليلا ولكن شعر پألم شديد في بطنه فردد
الألم اللي في بطني ده غير طبيعي !
تحدث الطبيب سمير وهو يفحصه
طبعا لازم يوجعك ومش هيخف بسهوله احنا استأصلنا جزء صغير من الأمعاء كان متضرر وكان ممكن يعملك ټسمم متنساش انك اتصبت من بطنك طلعت من دهرك والحمدلله انها مأصابتش الكلي دا غير أن جسمك قوي الحمدلله قدر يستحمل أصابه خطيره زي دي حد تاني كان في لحظتها أنت انكتب لك عمر جديد حمدلله علي السلامه
كمان ساعه بالظبط هغيرلك علي الچرح يا سياده المقدم حمدلله علي سلامتك يا فندم
خرجوا جميعا من الغرفه في حين أسرعت وأقتربت منه زينه مره اخري في لهفه وحب كان عمار أيضا يريدهم أن يخرجوا من الغرفه حتي ينفرد بها قليلا شعر بأنه أشتاق إليها رددت زينه بقلب يرتجف وهي بجواره
نظر لعينيها وكأنها أسرته بداخلهما
الله يسلمك انتي كويسه
هزت رأسها بإيماء واغمضت عينيها وهي تمسك بيديه في توتر شديد وعشق
عماار أنا أخر مره كنت
ولم تكمل حديثها للمره الثانيه حتي دلف اللواء نزيه إليه
مرددا
وحش الصاعقه ! الف حمدالله علي السلامه ! كده برضه تقلقني عليك يا راجل
كويس أن حضرتك هنا يا فندم ! في حاجه مهمه جدا لازم ابلغك بيها
نظر عمار لزينه بأن تخرج وتتركهم نفذت ما قاله لها وخرجت تنتظرهم بالاستراحه خارج الغرفه
علي الرغم من فضولها الشديد عن معرفه ما يقولونه ولكن أنتظارها كان أكبر من ذلك أخذت تحسب الدقائق التي مرت عليهم سويا وكأنها سنوات انتظرت كثيرا من عمرها للقائه ولكن تلك المره كانت أصعبهم
أستمر حديثهم ما يقارب للساعه حتي وجدت الباب يفتح وخرج اللواء نزيه من غرفته مكفهر الوجه رمقها بنظره لم تفهم مغزاها أو بما يقصد من خلالها ولكن لا يهمها ما يعنيه أو ما يكنه لها
أسرعت الي الداخل فوجدت عمار شاردا وتغيرت ملامحه الي العبوس والڠضب جلست بجواره مره أخري في توتر وقليلا من الخۏف
عمار !
ردد بجمود دون أن ينظر إليها
خير
حمحمت زينه بتوتر ولطف
مالك أتغيرت كده ليه في حاجه ضايقتك
نظر لها عمار بجمود
حاجه متخصكيش
هزت زينه رأسها في أستنكار شديد
هو أنت بتتغير بسرعه كده ازاي يعني ازاي فهمني بجد عشان مش فاهمه ده انت لسه راجع من المۏت ولسه بنقول يا هادي
واتغيرت عن إيه بقه أن شاء الله
زينه في انفعال وحزن
من شويه بس اول ما فتحت عينيك مكنتش كده ولا اخر مره لما كنت بټموت كنت واحد تاني خالص كنت حد انا حلمت بيه واتمنيت أسمع كلامه اللي قالهولي ده يعني هو أنت كان لازم ټموت عشان تقولي كلام حلو او تطلع اللي جواك لازم ټموت عشان تعاملني كويس وتحترمني اكتر من كده وتحبني
عمار ببرود شديد وقسوه
هو من شويه لما فتحت عنيا ورجعت من المۏت زي ما بتقولي كنت وعدتك بالجواز ولا حاجه ولا حتي قبل ما اموت