رواية بقلم ايمان حجازي
..
تمام هعدي عليكي كمان يومين لو ملقتيش حد يشتريه أنا هاخده ..
إجابته زينه بمكر وإيماء
اتفقنا ..
وما أن خرج طه من المحل حتي دلف والدها وجلس بجوارها وهو يعطيها بعض السندوتشات ومشروبا غازيا ابتسمت له زينه في حب
تسلملي يا شروفه ..
ربت عليها شرف الدين في حنان
يسلم قلبك يا بنتي مقولتليش بقه .. فكرتي في موضوع الدكتور ..
دكتور ايه بس يا بابا ! .. انت تعبان يا حبيبي سلامتك من كل شړ ..
شرف الدين بصرامه
زينه !!
دبدبت زينه بقدميها علي الأرض في انفعال
يا بابا بقه يوووه خليني اكل لازم تسد نفسي علي اكل يعني كل مره !!
قال والدها في صډمه
اكل ايه اللي اسد نفسك عنه ! دا انا لو مربي خرتيت مش هياكل قدك
احسدني بقه علي الحاجه الحلوه اللي في حياتي ..
قال يعني الكلام بيفرق معاكي ! .. ده أنا بكون لسه متخانق معاكي والاقيكي مخلصه علي اللي في المطبخ كله ..
إجابته زينه وهي تضحك
لا يا بابا انت فاهم غلط دي بتبقي تسالي أنا كل ما ببقي زعلانه بفضل اكل من الحاجات اللي قدامي لحد ما افك الزعل مش احسن ما اكل في نفسي !!
برضه متوهيش الموضوع قلتي ايه بخصوص الدكتور !
زينه بضيق
مش عايزاه يا بابا خلاص رفضاه حلو كده ! انا اصلا مبحبش الدكاتره ..
قال والدها بحزن
يا بنتي حرام عليكي انا حاسس اني مش باقيلي كتير ونفسي اتطمن عليكي مع اللي يحافظ عليكي ويكون لك سند من بعدي
يا بابا بقه مش كل شويه تقولي كده ماخوفنيش عليك انا اصلا مش متخيله اني ممكن في يوم من الايام اسيبك أو تكون حياتي من غيرك بالله عليك متتكلمش كده تاني وأوعدك إن شاء الله أن المره الجايه هفكر في الموضوع جامد أوي لكن بجد أنا مبحبش الدكاتره ومش موافقه المره دي ..
ردد والدها بيأس
حاضر يا بابا بكره هصحي بدري أوي عشان الحق اندم قبل الشمس ما تطلع والحق الندم من أوله ..
ضحك والدها مضيفا
ماشي يا لمضه ..
ثم انتبه إلي الهاتف الذي أمامها سائلا
ايه الموبايل ده
بتاع مين !
زينه متصنعه عدم الأكتراث
ده بتاع طه هشوفه كده لو لقيت حد يشتريه ..
زينه بتوتر لاحظه والدها
لا عادي يا بابا المهم خليك انت بقه هنا وانا حوريه قالتلي انها جايالي هقعد معاها لو في حاجه ابقي ناديلي ..
ثم نهضت وأمسكت بالهاتف وضعته في جيب بنطالها..
ولكن قبل أن تخرج من المحل استوقفها صوت والدها
زينه
استدارت له
نعم يا بابا ..
والدها پخوف مبهم
خلي بالك من نفسك ..
حاضر وانت كمان أوعي حد يعاكسك ..
ابتسم لها والدها بحب وتمتم بعد خروجها في تنهد
ربنا يحفظك ويحرصك يا بنتي ويرزقك باللي يحبك ويحافظ عليكي ..
بعد غروب شمس ذلك اليوم وسكون الناس في بيوتهم ..
وبداخل فيلا المصري وقف اللواء نزيه أمام عمار في هدوء قائلا
مضطر اني امشي واجازتك مفتوحه لحين اشعار اخر
أومأ له عمار بإحترام
متشكر يا فندم واسف علي التجاوزات اللي حصلت مني ..
ربت اللواء نزيه علي كتفه في حنو ونظر الي داغر فأومأ له شاكرا ..
ذهب إلي صديقه القبطان مالك وودعه وهو يشد من أزره مره اخري قبل ذهابه وكذلك أخته التي مازالت حزينه علي فقدان ولدها فوعدها أن عمار وداغر لن يبقيا جحرا الا ويبحثان بداخله علي ولدها ..
وما أن خرج اللواء نزيه من بيتهم حتي استدار داغر إليه مبتسما
اي خدمه يا عم عد الجمايل ..
أبتسم عمار في خفوت
انت قلتله ايه !
أمسك داغر بياقه بدلته في غرور مرددا
ملكش دعوه يلا بقه اشكرني ..
نظر إليه عمار بأشمئزاز
كده كده مكنش هيفرق معايا ايا كان القرار اللي هياخده ..
داغر بضيق مصطنع
يا اخي نفسي مره تقدر اللي بعمله عشانك
عمار بدهشه
ايه ده انت عملت حاجه عشاني ! ..مش شايف يعني ..
داغر بتنهيده
مفيش فايده المهم مش جاي بقه معايا نعدل المزاج ..
نهض عمار والتقط مفاتيح سيارته وردد خارجا
لا مش جاي حابب ابقي لوحدي شويه سلام ..
اسرع والده يستوقفه
رايح فين يا ابني تعالي...
أمسك داغر بكتفه يهدئه
سيبه يا عمي أنا عارف هو رايح فين متقلقش عليه ..
نظر والده الي داغر وأمسك به من ذراعيه راجيا
داغر خلي بالك منه يا ابني أنا مش عارف ايه اللي في دماغه بس انا خاېف عليه انا مبقاش حيلتي غيره ..
أمسك داغر بيد القبطان مالك وربت عليها مرددا
أولا انت متوصنيش علي اخويا ثانيا ايه محيلتيش غيره دي ! .. وانا رحت فين !! .. أنا مش ابنك برضه ولا ايه !
ربنا وحده اللي يعلم يا ابني