الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 105 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


من البيت 
عمار بتعجب شديد 
طردتها مين قال كده جبت الكلام ده منين 
هي اللي مشيت وكانت بټعيط وخرجت بره الفيلا كلها وحتي مردتش عليا لما ندهت عليها 
برق عمار عينيه بدهشه وذهول 
وانت سبتها تمشي 
أمال أمسكها زي العيال الصغيرة 
مسح عمار بيديه علي شعره پغضب وحيره واغمض عينيه پألم ثم ردد 

بابا ! انت أيه رأيك في زينه !
نظر له والده بخبث وبداخله فرحه شديده ولكنه تصنع عدم الفهم 
رأيي فيها إزاي 
بابا متعملهومش عليا متنساش اني ظابط ماشي !
قهقه والده بفرحه وسعاده مرددا 
ده يبقي اسعد يوم في عمري يا ابني ! البنت حلوه وقبلها طيب وتستاهلك
حلو يبقي النهارده عايز كل حاجه تخلص ! بكره راجع الكتيبه والبلد هتتقلب الايام اللي جايه ويا عالم هرجع تاني ولا لأ 
أخبره عمار بما يريده في حين أتت عمته رباب من الخلف والفرحه لم تسمعها هي الأخري واستعدت لتجهيز كل شئ مع أخيها 
وصلت زينه إلي منزلها والحزن والالم يسيطران عليها دلفت من باب المنزل وطيف ذكرياتها حول تلك الجدران تحاصرها من كل اتجاه وهي تتذكر والدها تركت الباب مواربا ودلفت إلي غرفته وأخذت تتطلع لصورته هي الأخري وقبلتها في شوق وبكاء وأخذت تدعوا له بالرحمه والمغفره 
تطلعت لصورته مره أخري وهي تتذكر عمار وما فعله معها وذلك الألم الذي غرسه بداخلها مره اخري كفكفت دموعها ونظرت حولها بيأس وحيره شديده منزلها مغطي بالاتربه والعناكب ويوحي بالملل والكآبه كحالتها تماما 
جلست علي إحدي المقاعد بعدما أزاحت الاتربه من عليها ولكن فوجئت بانقطاع الكهرباء علي الرغم من أن المنزل غير مظلم كليا لما تتخله أشعه الشمس من المنافذ ولكن كان مخيفا بعض الشئ نهضت زينه بتوتر وخوف مسرعه نحو النافذه كي تفتحها وما أن وضعت يديها عليها وحركتها قليلا حتي اڼفجر أمامها عدد مهول من الفئران الصغيره والكبيره 
اڼفجرت صرخه فزع كبيره منها ولم تشعر بقدمها الا وهي تتراجع بسرعه شديده للخلف حتي

 مش متخيل إنك پتخافي من الفيران 
نظرت زينه حولها حتي وجدتهم اختفوا من أمامها عادت تتطلع لعمار مره اخري مردده 
انا مبخافش من حاجه بس معروف أن الست ميقهرهاش غير فار
المهم ! خير حضرتك مشرفني هنا ليه 
عقد عمار ساعديه أمام صدره ناظرا إليها بحب 
لا مفيش بس كنت عايز شويه اوراق من هنا كده وقلت كويس انك جيتي 
عقدت زينه أيضا ذراعيها ونظرت إليه بغيظ وأخذت تقلده
اوراق أيه يا فندم انت ليك أوراق هنا وانا مش واخده بالي 
أقترب منها قليلا وبهمس ردد 
انا ليا هنا حياتي كلها مش بس اوراق 
زينه ببرود شديد 
مش فاهمه 
كور عمار قبضه يديه وكاد أن يلكمها بوجهها من شده الغيظ بينما هي تصنعت اللامبالاة 
نظر إليها عمار بجديه وحزم شديد وأشار لها بإصبعه 
هي كلمه واحده يا زينه ومش مستني منك غير اه أو لأ واعرفي أن اللي هتقوليه دلوقت قرار مفيهوش راجعه لو وافقتي هتيجي وتبدأي دنيا جديده وحياه تانيه خالص معايا ولو رفضتي يبقي الكلام اللي قولتهولك من أخر مره هيبقي حقيقي ومش هتبقي فعلا غير مجرد ذكري ومش هتشوفي وشي تاني 
شعرت زينه ببعض الخۏف والرهبه من كلامه لم تدري بما يريد منها ولكن ثمه شئ بداخلها فرحا للقائه والبقاء معه مره أخري أقترب منها عمار وجذبها إليه ونظر لعينيها مطولا بنظره خاصه أرجفتها 
تتجوزيني 
لم تتكن تتوقع تلك الكلمه مطلقا ! شعرت باڼهيار حصونها بين يديه ورجفه جسدها بإقترابه منها لتلك الدرجه اقرعت دقات قلبها الطبول وشعرت بتوتر شديد وسرعان ما تذكرت اخر ما أردف به معها حينما كانت بمنزله خرج صوتها مرتجفا 
مش موافقه 
قالت زينه تلك الجمله من وراء قلبها وهي لم تتوقع عواقبها فقط أرادت عناده وأخباره بأنها أيضا لها حق الأعتراض إبتعد عنها عمار واسرع مرددا 
انا أصلا مش باخد رأيك علي خيره الله الف الف مبروك ! أنجزي بقه هاتي بطاقتك وشهاده ميلادك وأوراق تخرجك من الجامعه وكل حاجه رسميه ممكن تحتاجيها هنا عشان مقدامناش غير النهارده !
هزت زينه رأسها بذهول وهي لم تستوعب ما يقوله وظلت تنظر له بتبلم فصړخ بوجهها 
إنجزي انتي لسه واقفه ! لسه قدامنا شبكه هنجيبها وفستان والمأذون تلاقيه مستنينا في البيت يلااااا
مازالت الصدمه مسيطره عليها وجسدها لم يحملها من شده فرحتها وهي لم تصدق ما تسمعه في حين جذبها عمار من يديها مسرعا 
انتي شكلك هتتعبيني انا عارف تعالي معايا قوليلي بتشيلوا الورق بتاعكم فين 
تحركت زينه معه لا إراديا
 

104  105  106 

انت في الصفحة 105 من 199 صفحات