الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل

انت في الصفحة 49 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

كالدهر وهى تترقب النيل من نافذة البيت البسيط الذى سكنته مع تلك العجوز الحانية يوم سفرها ترجت سويلم ان يساعدها فى ان ترحل كى تزيح عبء وجودها من صدر جاد والذى اصبح يعاير بوجودها فى حياته من جميع
من حوله حتى ان سويلم نفسه تمنى لو تبتعد عنه لذا لم يتردد ان يخيرها ان تذهب للاقامة غند اخته المسنة باسوان والتى تقطن وحيدة بعد زواج بناتها وسفر ابنائها للخارج قطنت رحيل عندها فى راحة خاصة وان البيت ذو طابع اهل اسوان الاقرب لبيوت النوبة يطل على النيل مباشرة والوانه زاهية واثاثه نظيف ومرتب حتى الطعام كانت السيدة العجوز تعده دائما على البخار او فى الفرن بطريقه لذيذة وطازجة سعدت رحيل بها كما سعدت السيدة هى الاخرى بوجود رحيل معها وتسليتها زارهم سويلم مرتان خلال الاشهر الماضية سالته رحيل عن جاد فرد عليها ردود مقتضبة محاولا التخلص من اجابتها كى تيأس منه سألها مرة عن خطتها بعد الانجاب فأبلغته بنيتها للسفر خارجا 
قابل صالح اسماعيل سرا بناءا على طلب اسماعيل والذى بادر قائلا
اسماعيل پغضب اظن انى عملت اللى عليا ياصالح وقدرت انى اخلى جاد يطلق بنتك انت بقى عملت ليا ايه
صالح پغضب وهو الاتفاق انك تبعت وراها عربية تخبطها وتحاول تموتها يااسماعيل احمد ربنا انها مامتش وانى ساكت عليك لحد دلوقتى
اسماعيل مدافعا مش انا دى اختى وانت عارف غيرة الستات ولعلمك اتفقت على ده من ورايا
صالح غير مصدق مش موضوعنا دلوقتى انت عاوز ايه بالضبط 
اسماعيل عاوز ابقى الكبير وجاد يتزاح من طريقى
صالح مستغربا عاوز تقتله 
اسماعيل اسمها نقتله ولا جديدة عليك دى 
صالح لاء مش جديدة بس مقتلتش ابن عم ليا قبل كده المهم لنفرض انى هوافقك ايه المقابل يعنى اتفاقنا الاول كان انك تساعدنى نبعد جاد عن رحيل دلوقتى رحيل مشيت وفى بطنها ابن جاد ومعرفلهاش طريق
اسماعيل اولا جاد ميعرفش انها كانت حامل منه وده فى صالحنا ثانيا انا هساعدك اننا نرجعها مقابل انك تخلصنى من جاد
صالح بتفكير طب والواد او البت اللى فى بطنها 
اسماعيل لما نرجعها نبقى نشوف هنعمل ايه مش يمكن بمۏت قبل مايتولد
صالح پغضب لو لمست شعرة واحدة من بنتى انا ھقتلك يااسماعيل خليك فاكر ده
اسماعيل يعنى هتوافق عيل من صلب جاد يتربى فى بيتكم 
صالح لاء طبعا بس اهم حاجة عندى سلامة رحيل المهم قولى هترجع رحيل ازاى انا مسبتش مكان الا ودورت فيه انت وصلت لمكانها
اسماعيل تقريبا بعد تفكير لشهور مكانش فيه حل اودامى غير انى افكر هى شافت مين اخر مرة وبما ان جاد ميعرفش مكانها وطلقها ورمى طوبتها يبقى مفيش غير سويلم
المهم رحت المستشفى وشفت كاميرات المراقبة ولقيته وصلها بنفسه لعربية تاكسى وصلتها السكة الحديد
صالح فهمنى اكتر يعنى سويلم عارف مكانها ومقالشى لجاد عليه
اسماعيل بثفه بالضبط لانه عارف ان مكانة جاد كانت خلاص بتتهز طول مارحيل موجودة فعشان كده تلاقيه ساعدها وخبى
عليه مكانها 
صالح بتمعن طب وايش ضمنك انه هيقولنا على مكانها
اسماعيل لما نخيره بين حياة جاد وحياة رحيل هيختار جاد صدقنى انا عارفه كويس وعارف حبه لجاد بس اللى اهم من سويلم دلوقتى خاله هارون يعنى ده

اللى مخوفنى انه ميسكتش على مۏت ابن اخته
صالح لا متقلقش هارون ده سيبه ليا انا عندى اللى يسكته بس اللى انا مستغربه يعنى مش فارق معاك ان اختك حامل منه وهتترمل قبل مايجى ابنه
اسماعيل بغل لاء سيبك من اختى هى خلاص مش فارق معاها اهم حاجة عندها انها تخلف الولد اللى هيورث كل املاكه
صالح اتفقنا اهم شئ عندى رحيل ترجع سليمة
قالها وهو يمد يده لاسماعيل وابتسامه كريهة ترتسم على وجهيهما
كان جاد عائدا من البلدة ليلا بعدما طلب منه اسماعيل ان يعود فورا لشكه فى مروره بازمة قلبية حادة فى الطريق كانوا ينتظرونه باوامر محددة ان يطلقا الړصاص عليه بشرط ان يصاب ولا ېموت لذا اختارهم صالح بحرفية 
باغتا جاد فجاة وهم ينقضون بسياراتهم على سيارته بعدما عمت كشافات سياراتهم عيناه حاصرا السيارة وكان عددهم يفوق الخمسين رجلا
ابتسم وهو يتمتم فى سخرية وهو ينزل اليهم بشجاعه
جادواضح انهم متوصيين بيا المرة دى ودافعين كتير يلا انا اهو
فى المشفى اصطفوا جميعهم ماعدا فاطمة والتى فاجأها المخاض بمجرد سماعها لخبر تعرضه لاطلاق الڼار
وقف هارون ورجاله واسماعيل وسويلم وابناء اعمامهم
مرت الساعات وجاد فى العمليات خرج اليهم الطبيب بعد وقت قائلا فى يأس
الطبيب احنا خرجنا رصاصة بس فى رصاصة تانية استقرت بين العمود الفقرى بنحاول مع دكتور كبير من مصر هيوصل فى طيارة الصبح ادعو ا له
مرت ساعات ثقيله على هارون وسويلم وهما ينتظران فى قلق كان اسماعيل قد انصرف للبيت بعدما اتصلت به امه لتبلغه بتدهور حاله اخته وحاله مولودها
عاد ظهر اليوم الثانى وهو مكفر الوجه 
كان الجميع ينتظرون خارج غرفه العمليات حينما خرج اليهم الطبيب الكبير قائلا
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 55 صفحات