للكاتبة امل نصر
كلمتين حلوين وتقارن بين جمالي وجمال النيل
قالتها نوال بتفكه علها تخرجه من حالة الشرود التي تلبسته من وقت لقاءها به أجابها بشبه ابتسامة
انت أحلى طبعا .
كدة انت أحلى وبس فيه ايه يابني لسانك اللي بيرغي ع الفاضي وع المليان حصله إيه النهاردة
قالتها تدعي المشاكسة لتخفي شعورها القلق اما هو فتنهد أمام أنظارها من عمق حزنه قبل أن يقول
وضعت كفها على كتف ذراعه تسأله بقلب موجوع على حزنه وألمه الذي يصل إليها بمجرد النظر إليه فما بالك لو كان بهذا الوضوح الان وكأن هموم العالم تامرت عليه لتساقط جمعيها فوق رأسه.
مالك ياخالد إيه اللي واجعك كدة بالقوة دي.
كل ما اتقدم خطوتين يانوال وافتكر نفسي وصلت الاقي نفسي رجعت خمسين متر للخلف.
اصابها الارتياع من لهجته الحزينة هذه فقالت تسأله بجزع
ايه وصلك للحالة دي ياخالد انا أول مرة اشوفك كدة.
صمت قليلا بتفكير وقبضته تطرق على الحاجز الحديدي ثم الټفت إليها يسألها بحسم
نوال انا عايز اخد رأيك في قرار اتخذته
زهرة ايه رأيك في الفستان ده
قالتها والټفت انظار الجميع حولها من زبائن وعاملات بأعين جاحظة بانبهار صړخت على أثره غادة
ايه دا ياكاميليا انت جبتي الفستان دا منين
تجاهلت الرد عليها لتسأل زهرة بقلق
ماتقولي رأيك يابنتي بقى .
بتفصيلة محكمة من أعلى الجسد وحتى الركبة ليتوسع بعد ذلك ويعطيها حرية في الحركة مع فتحة في الصدر اظهرت جزء من مفاتنها بشكل مغري رغم خلو وجهها من أي مساحيق للتجميل حتى الان بالإضافة إلى شعرها المتناثر أيضا ومع ذلك كانت شديدة الفتنة كعهدها دائما
انتي بتسالي على إيه ياقمر وانت بسم الله ماشاءالله قلبتي الصالون كله نحايتك.
اومأت لها بمجاملة فالټفت بأعين سائلة لزهرة التي أجابت هذه المرة
الفستان فعلا يهبل عليك بس الفتحة اللي فوق دي نازلة لتحت شوية.
شويتين مش شوية وانا حاسة الفستان اصلا من استايلي اوفر كدة ومش سيمبل زي ما بحب دايما .
يابنتي وما يبقى أوفر دي مخليك ولا نجوم السيما اللي بتعرض نفسها على السجادة الحمرا في المهرجانات انت جبتيه منين
هتفت بها غادة للمرة الثانية فردت كاميليا بنفاذ صبر
مش انا اللي جيبته ياغادة كارم هو اللي بعت عليه اون لاين. فهمتي بقى .
اه
اومأت بها تدعي التفهم ومن داخلها غمغمت
يابختك وكارم دا كمان طلع مصېبة .
قالت كاميليا تخاطب الفتيات
انا طالعة في دماغي اعتذر وماروحش الخروجة اللي جاتني فجأة دي وبلاها من الفستان دا اللي مش مرتاحة فيه أساسا..
تطلعت لها زهرة برجاء تقول
ليه بس يا كاميليا دا انا ماصدقت
ارتسم على وجه كاميليا التراجع فندخلت المرأة معهم
انا ممكن اظبط الفستان من فرق شوية يعني بحيث اننا مانبوظش القصة اصل بصراحة خسارة أوي
ردت غادة باقتراح
أو ممكن نبدل انا وانت تاخدي فستاني وانا اخد بتاعك .
عبس وجه كاميليا باعتراض وهي تتذكر فستان غادة القصير فسبقتها المرأة الفضولية في الرد على غادة
ماهي مش بالفستان يابنتي الرك ع القد .
قالتها بإشارة لكاميليا التي حسمت أمرها لترد على المرأة
طب انا موافقة على تظبيط الفستان وشاكرة جدا لمساعدتك.
قالت المرأة بترحيب
من غير شكر ياقمر انا تحت أمرك هنا .
تمتمت كاميليا بالشكر مرة ثانية قبل أن تنصرف مع المرأة فقالت غادة في اثرها
أما بت كهينة بجد جايا تتفشخر بيه قدامنا وتقولك انا مخڼوقة منه عايزة تمنع عنها الحسد.
رمقتها زهرة بنظرة مذهولة من كلماتها وفضلت كالعادة بلع اعتراضها متجنبة الدخول في الجدال معها.
بعد عدة ساعات
كانت غادة اول من خرج من صالون التجميل ترجلت من السيارة الأجرة التي توقفت على وصفها بمعرفة العنوان الذي قالته لها ميرفت بالقرب من منزلها في المدينة الجديدة تنفست تلتقط أنفاسها لتلقي نظرة اخيرة على هيئتها وقد جعلها الفستان الذي انتقته لها كاميليا كأميرة رائعة كما قالت لها المرأة اللزجة صاحبة صالون التجميل أخرجت مرأتها لتلقي نظرة على زينة وجهها والقصة الجديدة لشعرها لتستعيد مرة أخرى ثقتها بنفسها وتتحرك بأناقة متصنعة نحو حلمها.
ومن ناحية أخرى قريبة كان يسير منشغلا مع محدثه بالهاتف
ايوة ياعبده والله وصلت اهو ربع ساعة واكون عندك....... ليه هو الباشا الكبير كمان وصل..... تمام باسيدى انا مش هتأخر........... خلاص يابني اهو انا في السكة...
انتبهت عيناه لها فجأة فعرفها من ظهرها بهيئتها التي لا تخفى عليه حتى لو حاولت تغيرها ضيق حاجبيه وهو يرى اتجاه خطواتها وهذا الفستان الذي يظهر سيقانها مع تطايره بفعل نسمات الهواء العليلة في هذا الوقت فاتجه بغضبه نحوها ليصل اليه سريعا ويتصدر أمامها يوقفها
رايحة فين ياحلوة
شهقت صاړخة قبل ان تتدارك نفسها لتهتف بوجهه غاضبة
ېخرب بيتك هاتقطعلي الخلف هو انت اټجننت يابني أدم انت
تخصر أمامها بوجه خالي من عبثه الدائم معها ليسألها مشددا على كلماته
بقولك رايحة فين في الساعة وبهيئتك دي
احتقن وجهها بالغيظ من تدخله السافر وإشارة سبابته نحوها بدونية فصاحت مستنكرة
وانت مالك انت بتسألني بصفة ايه هاا.
اعتصر عقله قليلا حتى أتى لها بحجة
بصفتي شغال عند جوز زهرة بنت خالك واكيد يعني پتخاف عليك ويهمها مصلحتك هي عارفة بقى بمجيتك هنا عند البت الصفرا واخوها اللي اصفر منها
كزت على اسنانها تقول بازدراء
ارجع واقولك انت مالك لا انت اخويا ولا قريبي عشان تسأل وتتدخل في خط سيري واوعى كدة بدل ما اندهلك الحرس اللي واقفة قدام باب البيت ولا اتصل بميرفت صاحبتي تبلغ عنك ولا تدخلك السچن ياسي إمام انت.
قالتها ودفعته بيدها لتتخطاه باستعلاء ردد ساخرا وهو يتبع خطواتها
ميرفت صاحبتي!
ثم مصمص بشفتيه ليغمغم قائلا
عليا النعمة انت عايزة تتربي من أول وجديد عشان تفوقي.
وأمام منزل جاسر الريان وبعد أن توقفت بهم السيارة كانت كاميليا مازالت تعطي النصائح لزهرة
خلي راسك مرفوعة دايما وظهرك يبقى مفرد اوعي تظهري ضيقك ولا تزعلي نفسك من أي تلميح ولا كلمة تتقالك خودي قوتك من حب جاسر ورعايته ليك وسيبلوا هو الرد على أي شئ يضايقك انا واثقة انه مش هايخذلك إن شاء الله.
اومأت لها بتفهم وهي تمسك بمقبض الباب لتترجل وهي خلفها ولكن مع دوى صوت هاتف كاميليا أشارت لزهرة لتسبقها كي ترد على شقيقتها وتلحق بها
بعد ذلك.
ولجت زهرة لداخل منزلها بقلب يخفق بالسعادة والترقب لرؤية جاسر ومعرفة رأيه بزيها وبإطلالتها الجديدة ترجو من الله أن توفق في هذه الليلة هتفت بإسمه فور مرورها بالردهة.
ياجاسر انت فين ياحبيب.....
توقفت الجملة بحلقها وقد اصطدمت عيناها برؤية طارق في بهو المنزل ومعه عامر الريان وبجواره امرأة رائعة الجمال لايبدوا على وجهها مايثبت عمرها تحدجها بسهامها الخضراء في جلستها على الاريكة الاثيرة واضعة قدم فوق