مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
أم فارس حتى بللت حجابها بدموعها فقالت أم فارس وقد رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها
ايه يا ست انت... أنت بقيتى بخيلة ولا أيه فين الشربات بتاعى
ضحكت أم يحيى بسعادة وهى متوجهة إلى المطبخ قائلة
من عنيا يا
ست الكل
تبعتها أم فارس بعينيها حتى اختفت داخل المطبخ فربتت على رأس مهرة وقالت بخفوت
متقهريش نفسك يا بنتى.. كل شىء قسمة ونصيب
أنا كمان مربياكى واقدر احس بيكى كويس .. ولا فاكرانى مش حاسة بيكى كل ده
ثم امسكت وجهها بين يديها وقالت ب
ركزى فى مذاكرتك ومتفكريش فى حاجة.. وارضى بقضاء ربنا علشان ربنا يرضى عنك ويرضيكى
دخلت مهرة هى وأخيها يحيى النادى الرياضى تتطلع حولها منبهرة بما ترى بينما كان علاء الذى يسير بجوارها بزهو وهو يشاهد الأنبهار فى عينيها هى وأخيها وهو يشعر بالسعادة فتلك المرة الأولى التى وافقت على أن تخرج بصحبته منذ أن عقد عليها ..مرت بجوارهم مجموعة من الفتيات استوقفوه بلهفة وهن يصافحنه ويتضاحكن معه بجرأة وبجوارها يحيى يكاد يلتهمهن بعينيه ألتفت علاء إلى مهرة فوجدها مصوبة نظرها عليهم بملامح خالية من أى تعبير ولكن يغلب عليها بعض الدهشة أنصرفت الفتيات واقترب منها قائلا
قال يحيى مؤكدا
طبعا يا نجم
نظرت إليهما مهرة وكأنها لم تسمعهما ولم ترى حديثه مع الفتيات
وقالت
هو مين اللى بيصرف على كل الحاجات الفخمة اللى فى النادى دى
نظر لها متعجبا وقال باستنكار
هو ده كل اللى لفت نظرك
غريبة أوى أنا كنت بشوف الحاجات دى فى التلفزيون بس كنت فاكراهم بيضحكوا علينا طلع بجد
عقد يه أمام ه بضيق وقال وهو يسير بجوارهما ببطء
وأيه الغريب فى كده .. إذا كانت مكافأتنا لوحدها بتوصل للألفات وساعات الواحد فينا بياخد مليون
لوحده مكافأة ..مستغربة ان النادى نفسه يبقى فخم
ثم أشار لهما على أحدى الطاولات لتجلس جلس قبالتها فانحنت للامام مستندة إلى الطاولة الصغيرة وقالت
رفع كتفيه قائلا بلا مبالاة
تبرعات رجال الاعمال مكافآت من الدولة وحاجات زى كده يعنى
أسندت ذقنها على راحة يدها وقالت متعجبة
مصر ماليانة أحياء شعبية محتاجة نص اللى بيتحط فى النادى ده والماتشات بتاعته هو وغيره ورجال الأعمال دول لو اتبرعوا للأحياء دى ولا لأطفال الشوارع ولا للمستشفيات اللى محتاجة أجهزة وأدوية كان هيبقى ثوابهم أكبر عند ربنا مش يجوا يحطوا فلوسهم فى حمام سباحة ولا ماتش
أحنا بندى البلد دى جوايز ده غير الدورى والكاس
ضحكت وهى تقول
غريبة أوى أنتوا بيتصرف عليكوا ملايين علشان دورى وكاس لكن العلماء محدش بيسأل فيهم و بيضطروا يهاجروا بره مصر علشان يلاقوا اللى يصرف على أبحاثهم اللى هتخدم البشرية كلها
قال يحيى بحماس معترضا
والماتشات دى برضة حاجة كويسة يا مهرة .. بتخرج الطاقة والناس بتحبها وبتتبسط منها يعنى كلنا بنستفاد والبلد كمان بتستفاد
يابنى ده انا اختك وبشوفك أنت وصحابك وانتوا بتتخانقوا بعد كل ماتش ده غير الشتيمة اللى بتقعدوا ټشتموها للعيبة وتاخدوا عليها ذنوب والقهوة اللى على أول شارعنا اللى بيضربوا بعض بالكراسى وفى الآخر بعد الماتش ما يخلص هما ياخدوا المكافآت وانتوا تتخانقوا وتخسروا بعض.. وبلد أيه اللى بتستفاد دى الفريق بيسافر والبلد تصرف عليهم فى البلد التانية ..وفى الآخر لو كسبوا يقولوا مصر فازت ولو خسروا مصر خسړت.. طب مصر كسبت ايه وخسړت ايه واحنا مش مهتمين بالعلم والعلماء وبنقولهم فوت علينا بكره .. كسبت كاس بيتحط على رف النادى مكتوب عليه تاريخ الانتصاروفلوس تتوزع على اللعيبة زى الرز
..وفى ناس أحق بالفلوس دى بيباتوا من غير أكل ولا دوا وبيموتوا من كتر الأهمال فى المستشفيات الحكومية...الكلام ده لو فى عدل لو كل واحد بياخد حقه
نسى علاء أنه فى مكان عام وهتف غاضبا
وحضرتك بقى وافقتى تتجوزينى ليه طالما شايفة أن شغلى تافه أوى كده
حملت حقيبة يدها وقالت بتلقائية
منا قلتلك كنت فاكراهم بيضحكوا علينا فى التلفزيون وبيبالغوا بس كلامك ده واللى أنا شايفاه أكدلى ..وبعدين مالك زعلان أوى كده ليه الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأنا بقول رأيى
نظر لها
يحيى مندهشا وهو يقول
سبحان الله كأنى سامع الأستاذ فارس هو اللى بيتكلم
نظرت له مهرة بتأثر ولمعت عينيها حنينا
بينما قال
علاء متسائلا
مين فارس ده
ضحك يحيى وهو يقول
ده بقى يا سيدى الأب الروحى لمراتك.. هو اللى مربيها ومحفظها الكلام ده
ظن علاء أن الشخص الذى يتحدث عنه يحيى رجل طاعن فى السن مثلا فلم يبالى بالأمر وقال باستهزاء
وأنا أقول برضة اتعلمتى منين التخاريف دى
هتفت مهرة وهى تنظر له پغضب
أتكلم باسلوب أحس من كده
تدخل يحيى بسرعة وقال مهدئا للموقف
صلوا على النبى يا جماعة دى مجرد مناقشة
تأملها علاء لبعض الوقت ثم قال حانقا
يالا