مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
معروف أنه مكان اثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون أتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى أهداها أياها .. نظرت إليه وابتسمت بخجل تأملها بإعجاب ثم عقد جبينه وقال بضيق مصطنع
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت باعتراض
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها.. حلوه أوى عليكى وخاېف حد يبصلك
أبتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل
يالا بقى هتأخر كده على المحاضرة
رفع يديها ل وقبل أناملها وقال بحب
أتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة... يعنى هتروحى مع الدكتور
أنا بقى مبحبش الكوسة ..واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة أهتزلها قلبها عشقا ثم قال
علاقتنا ! هو انت مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف
أنا بحب
أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعرا بأحاسيس
أنت اتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء
عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى
ضحكت وهى تقول
ليه بقى
أومأ برأسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح
علشان عارف انها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليستأجرة ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الأثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الأيام تفاجا بدخول مهرة عليه المكتب وهى تقول بسعادة
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور
يالا بس الناس هتطلع الحاجة تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها إلى أحد الأركان وقال بجدية
قالت بمرح وحماس
انا عندى واحدة صاحبتى فى الجامعة باباها عنده محل أثاث صغير كده
على قدهم ..قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصة .. فنقيت واحد للمكتب هنا وأدتها العنوان وبس ..
قال بحدة
أنت بتتصرفى تصرفات عيال .. والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس أدفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها
وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين
قالت ببراءة
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت بها دون الرجوع إليه أم يأخذها بين يه وضمھا على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى كانت تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال
بنبرة معتذرة
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها وهى تقول بصدق
هى كانت غالية عندى علشان منك انت .. بس انت عارف انى أصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفة انك هترفض
أكتسى صوته عذوبة ورقة وهو يقول بامتنان
بس انت مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقال بخفوت دون أن تنظر إليه
انا معنديش غيرك انت يا فارس
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع اللافتة التى تحمل أسمه .. دكتور فارس سيف الدين المحامى ولكن أين يذهب فارس من أقداره هو مهرة ..بعد أسبوع واحد من بداية
العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أبو يحيى والد مهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أعد أخيرا وذهب إلى النيابة وأنهما لا بد ان يذهبا فى الغد على الفور .
أنهى فارس المكالمة سريعا ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيب شديد ولكن وجههما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران إلى بعضهما البعض شذرا .. فقال فارس على الفور
خير يا جماعة ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدء فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع
الفصل الثانى والثلاثون
قبل الأخير
خير يا جماعة ايه الحكاية
وقال
شوف يا فارس يابنى .. من