مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
أثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت
أنت كمان بتتعب فى شغلك
هز رأسه نفيا وقال
لا انا لازم أساعدك
قوليلى اعمل ايه و هتلاقينى فوريره على طول
قالت بخجل
ممكن تحضر الأكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة
بس كده
أومأت برأسها فانحنى بخفة أمامها وهو يقول باحترام مرح
تحت أمرك يا مولاتى
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لت صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق أمامه وعقد جبينه هاتفا
أيه ده يا عبير أيه الأكل ده
نظر الجميع إلي وقالت عبير بتوتر
أيه ماله
عقد جبينه أكثر وقال بصرامة
تذوقت والدته الطعام وقالت
ماهو كويس أهو يابنى
بينما قالت عبير باضطراب
بسبوسة ازاى يعنى
ألتفت إليها بنفس الصرامة وقال
المعلقة يا هانم اللى دوقتى بيها الأكل ولمست بؤقك .. حطتيها فى الحلة تانى علشان كده الطبيخ بقى مسكر
رفعت عبير حاجبيها بينما نظرت له والدته ثم ضحكت وقالت
ثم نظرت لعبير وقالت
الله يعينك عليه يا بنتى.. أنت مستحملة رخامته دى ازاى
زفرت عبير وهى تقول
الله يسامحك يا بلال خضتنى.. أنا قلت حطيت سكر بدل الملح
ضحك وهو يمسك بيدها
مش انا قلتلك قبل كده أى حاجة بتمسكيها بتبقى مسكره
قاطعه أحد الأولاد قائلا
أبى أنا عاوز حته من الفرخه دى
الواد ده طالعلى .. بياكل بضمير أوى
بعدما هدأت الضحكات قالت عبير وقد تبادلت النظرات مع أم بلال
بقولك ايه يا
بلال أنا عندى فكرة كده يارب توافق عليها
أبتلع الطعام وقال
خير يا حبيبتى
أيه رأيك تعلمنى الحجامة زى ماما كده .. ونعمل جزء فى المركز للستات .. الحجامة ابتدت تنتشر والستات مش لاقية واحدة ست تعمل عندها .
طب والبيت والولاد
تدخلت والدته قائلة
أنا هساعدها وهنتبادل الشغل وبعدين يعنى مش هتبقى زحمة ... الناس لسه لحد دلوقتى ميعرفوش فوايدها ومش هيبقى فيه أقبال كتير وخصوصا فى الاول كده ..
أردفت عبير قائلة
حتى لو بقت زحمة ممكن نجيب ممرضة تساعدنا
نظر بلال إليهما وقال
تبادلت مع أم بلال النظرات القلقة فقال بهدوء
بصى يا عبير أنا مش ضد شغل الستات بالعكس .. الست ممكن تفيد الست اللى زيها .. علشان كده أنا نفسى الدكاترة الستات يبقوا أكتر من كده ويبقوا فى كل التخصصات
قالت بفرحة
يعنى موافق
أشار بيده قائلا
موافق بشرط .. أن ده ميأثرش على بيتك وولادك
أومأت برأسها بفرحة وهى تنظر إلى والدته التى ابتسمت بسعادة وهى تنظر إلى عبير بامتنان فلقد كانت هذه رغبتها هى ولكنها خشيت من رفض بلال للفكرة خوفا على صحتها وسنها المتقدم كانت تشعر أنها لابد أن تفعل شىء تخدم به الناس من حولها لن تظل هكذا حبيسة الجدران تهتم بأحفادها وفقط لابد أن يكون لها دور فى المجتمع مفيد وهى وسط النساء بجوار زوجة ولدها التى تعتبرها ابنتها منذ أن رأتها فى بيت والدها فهناك أناس ېموتون فنشعر بعد موتهم بفقد الكثير والكثير وهناك أناس ېموتون فنتفاجىء بأنهم كانوا لايزالون أحياء.
وقف فارس ماثلا أمام النيابة يدلى بأقواله فى القضية وهو يذكر كل
تفصيلة مرت به فى هذه الأثناء وبعد أدلاء سكرتير النيابة باعترافاته وأنه فعل ذلك بعد تحريض من وائل وأنه استلم المال من دنيا يدا بيد بشكل مباشر وأنه لم يتقابل مع فارس ولم يراه من قبل .. خرج فارس من هناك دون أن توجه له تهمة واحدة .
وهو فى طريقه فى الرواق أمام مكتب النيابة تقابل مع دنيا ووائل
وهم فى حالة مذرية ومن الواضح أنهم قد تم حبسهم على ذمة التحقيق .. نظر لها فارس بازدراء واطرقت هى برأسها أرضا تخشى من مواجهته حثه الدكتور حمدى على عدم التوقف والحديث معها ولكنه لم يفعل .
وقف أمامها قائلا
أنا عمرى ما عملت فيكى حاجة
ليه وافقتى على كتب الكتاب وانت رافضانى بدل ما كنت تهربى من امك كنت كلمينى وقوليلى مش عاوزاك صدقينى كنت هحترم ده وانسحب من حياتك بهدوء كنت وفرتى علينا سنين ضاعت فى لاشىء .
صمتت واطرقت إلى الأرض تريد أن تبتلعها الأرض فى أحشائها ولا تقف أمامه مثل هذا الموقف .. سمعت
صوتا من الخلف يقول
حمدلله على سلامتك يا دكتور
ألتفت فارس ودنيا ليجدا
حسن اوقال
مش كنت وفرتى على نفسك الپهدلة دى
حدقت به وقالت صاړخة
يعنى انت اللى قلتله مش كده يا ندل
أبتسم حسن وقال لها
مش انت اللى مسمعتيش الكلام وكنت عاوزه تاخدى نص الفلوس لوحدك ..أديكى هتصرفيها على المحامين
ثم نظر إلى فارس وقال بزهو
انا اللى بعتلك الجواب يا دكتور فارس علشان اعرفك الحقيقة
أحتقن وجه فارس وهو يسمتع الحديث الذى يدور بين حسن ودنيا وشعر أنه سيتقيأ ما فى معدته من فرط التقزز الذى يشعر به تجاهمها وتجاه ما يقولان ..
دفعها أمين الشرطة تجاه مكتب وكيل النيابة لتدخل إليه تستكمل التحقيقات بينما ألتفت إليها فارس وناداها قائلا
دنيا
ألتفتت