الأربعاء 25 ديسمبر 2024

مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 101 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز

احددلك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا
دلوقتى
نظرت إلى الهاتف ثم نظرت إليه بدهشة وقالت 
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يومىء برأسه أى ..نعم
أخذت الهاتف
مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
نظرت أم يحيى إلى مهرة التى كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن أخبرتها بطلب فارس وقالت لها 
يعنى مردتيش عليا يا مهرة.. أوعى تكونى مستغربة زيى انا وابوكى
لم تستطع أن ترفع وجهها كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم ها .. ها هو حبيب العمر يتقدم طالبا الزواج منها ثانى يوم تحرره من الأسر وكأنه لم يكن فى أسر السجون فقط .. هزتها أمها من كتفها وهى تقول 
يابنتى ردى على ابوكى
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذى قال 
هتعملى فيها مكسوفة.. ما تردى على طول ها اقوله أيه.. موافقة ولا رافضة
همهمت فى خفوت فلم يسمعها أحد منهما ...هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول 
متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهى تقول 
حبيبتى .. المرة دى مش هنجبرك على حاجة.. أنت حره مټخافيش.. أنا عارفة انه أكبر منك بعشر سنين واكتر وانت بتعتبريه زى اخوكى الكبير و........
قاطعتها مهرة فجأة وهى تقول بسرعة 
موافقة
فارس أنت بتهزر ولا بتكلم جد!
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال 
هى الحاجات دى فيها هزار يا عبيط اخواتك انت ..طبعا بتكلم جد
قال عمرو بمرح 
أصل مش معقول .. أنت عارف انت اكبر منها بكام سنة ولا ناسى ...طب وهى وافقت ازاى
تنحنح فارس
وهو يقول 
وأيه المشكلة .. مش فاهم
تنهد عمرو وقال 
طب وهى قالتلك أيه ..وافقت على أساس أيه يعنى
أبتسم فارس ابتسامة واسعة وهو يقول 
بينى وبينك انا كنت ھموت واشوفها واتكلم معاها.. لما طلعت عندهم فى البيت لما كنت بتفق مع والدها على التفاصيل بس هى بقى مرضيتش تخرج وامها قالتلى انها لو خرجت دلوقتى هيغمى عليها من الكسوف ..
ضحك مرة أخرى وهو يقول 
حتى لما اتلككت وقلتلهم طيب لو هى عاوزه تسألنى على حاجة هتعمل أيه ..وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه ... مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى .. بتقولك لو عاوز تسألها على حاجة قول لماما .. وماما هتقولى وانا هرد عليك عن طريقها ..وانا مش عاوزه اسأله على حاجة علشان انا عارفة كل حاجة!
ضحك عمرو ضحكات رنانة وقال 
للدرجة دى مكسوفة منك ..سبحان مغير الأحوال ... قولى بقى الخطوبة أمتى كده
رفع فارس حاجبيه وقال 
خطوبة ايه يا عم الحاج ..هو انا بتاع خطوبة ..تفتكر يعنى لسه هخطب بقى وأغض البصر وكده ..وبعدين هى كمان بقت تكسف منى أوى وأنا عاوز أخاليها تاخد عليا شوية .. أحنا اتفقنا على كتب الكتاب على طول
عمرو
طب قولى أمتى بقى علشان أجى احضر
فارس 
كنا هنخاليها الخميس بس علشان سيادتك بقى هنخاليها الجمعة
قال عمرو مداعبا 
تصدق يا فارس انا عمرى ما شوفتك كده أبدا ..
حتى فى جوازتك الأولى مكنتش فرحان أوى كده للدرجة دى بتحبها
زفر فارس بقوة محاولا أخراج جميع انفعالاته وقال 
بحبها أيه يا أخى.. أنا مش لاقى كلمة توصف أحساسى بيها .. أنا لما بلال كلمنى فى السچن ونبهنى.. حسيت بعدها انى عاوز أكسر حيطان الزنزانة وأخرج اشوفها .. كان نفسى اشوفها أوى يا عمرو.. ساعتها حسيت بالسجن فعلا كان هو ده سجنى الحقيقى .. أنا مش عارف انا ازاى مخدتش بالى العمر ده كله
الفصل الثلاثون
فى مساء اليوم التالى دخل فارس مكتب الدكتور حمدى بعد أن هاتفه وطلب منه الحضور على الفور لأن والد هانى قد جاء إلى المكتب وينتظره هناك ... طرق فارس باب حجرة مكتب الدكتور حمدى ودلف إليه وهو ينقل بصره بين الدكتور حمدى ووالد هانى الذى كان يقبع أمام حمدى وقد ظهر حول عينيه السواد من شدة الإرهاق والأكتئاب الذى يعانيه منذ أن حكم على ولده بأحالة أوراقه للمفتى ..
جلس الرجل يستمع إلى
فارس وهو يقص عليه ما حدث معه منذ أن دخل مكتبه أول مرة وطلب منه الدفاع عن ابنه هانى فى قضية ال 
كان يستمع إليه وهو محدق به تتسع عينيه شيئا فشيئا غير مصدق ما تسمعه أذنه حتى انتهى فارس
قائلا
يعنى مش ابنك لوحده اللى اترمى فى السچن بسبب القضية دى .. أنا كمان اترميت ظلم وده الفرق بينى وبين ابنك
ضاقت عينيى الرجل وهو يقول بذهول 
يعنى مراتك هى اللى عملت كل ده لوحدها بعد ما رميتك فى السچن هى و وائل
أومأ فارس برأسه وقال بأسى 
أيوا مراتى ووائل
صاح الرجل باڼهيار 
يعنى مراتك تتمتع بالفلوس وانا ابنى يتعدم واخسره
رفع فارس رأسه إليه وقال بجدية 
ومين قالك انها هتتمتع بالفلوس .. دى زورت أوراق رسمية يعنى هتتحبس هى واللى ساعدها
وجهه بين كفيه وهو يبكى هاتفا 
وابنى يا ناس ..أبنى هيروح مني 
مال فارس للأمام وقال بهدوء
الحكم ده مش نهائى .. ده غير ان المحكمة هتراعى انه اعترف
100  101  102 

انت في الصفحة 101 من 124 صفحات