البعض يعشق والبعض يحب
يحيي حاجبيه وهو يقول
قصدك إيه ياحاج
قال الحاج صالح
قصدى إنى مراتك هنا ياإبنى..منورانا بقالها كام يوم.
لتتسع عينا يحيي پصدمة إمتزجت بفرحة شعت من عيونه..ليشعر مراد بأن تلك المكالمة تحمل خبرا مفرحا....للجميع.
الفصل الثلاثون والأخير
تأمل تلك النائمة بلهفة..بشوق دام أيام ولكنه يشعر وكأنها سنوات..فاللحظة فى فراقها أعجزت قلبه ..وألم بعدها جعله يهرم فى لحظات..لتبتسم إبتسامتها التى تخلب لبه وهي تقول برقة
لتتنهد مستطردة
يارب حلمى ده ميخلصش..وأفضل كدة علطول.
إبتسم لتظهر غمازتيه وهو يقول بحنان
إنتى كمان وحشتينى يارحمة..
إتسعت عيونها وهي تدرك أنه حقيقة أمامها وأنه ليس حلما..لتتغير ملامحها العاشقة وتحل البرودة فى ملامحها وهي تحاول الإبتعاد
سيبنى يايحيي..لو سمحت إبعد عنى..أرجوك.
إعتدل وهو يجعلها فى مواجهته..ممسكا بكتفيها قائلا وهو ينظر مباشرة إلى عينيها بثبات
لاحظ ظهور الخۏف بعيونها..ثم الحزن فى نبراتها وهي تقول
ربنا يخليك لهاشم يايحيي.
مال ينظر إلى عينيها قائلا بحنان
وإنتى ياقلب يحيي.
نظرت إلى عيونه بعيون غشيتها الدموع قائلة
وأنا إيه بالنسبة لك..واحدة مرت فى
حياتك ..كل شوية بتوصمها بالعاړ وتتخلى عنها..وتسيبها لا هي حية ولا مېتة.
قال يحيي بحنان
بعيد الشړ عنك يارحمة..إنتى فاهمة غلط..إسمعينى للآخر ولو لقيتينى زي ما بتقولى يبقى حقك ياستى تقولى أكتر من كدة كمان.
كادت أن تتفوه بكلمات ليقاطعها وهو يقربها إليها قائلا
بقك ده ميتفتحش خالص وأنا بكلمك وإلا هسكتك بطريقتى يارحمة.
إفتحى بقك تانى يارحمة والمرة دى والله ما هسيبك أبدا.
أغلقت رحمة فمها على الفور..وهي تحبس انفاسها ليبتسم بداخله على مظهرها البرئ كالملاك..الرائع كالأطفال..ثم أخذ نفسا عميقا يتمالك به نفسه قبل أن يقول
عقدت رحمة حاجبيها وكادت أن تقول شيئا ولكنها تذكرت تهديده لتزم شفتيها حنقا ..لتكاد أن تفلت ضحكة من شفتيه وهو يلاحظ رد فعلها..ليقول بإبتسامة
شاطرة يارحمة.
نظرت إليه بغيظ..تجاهله وهو يقول
طبعا مراد كان عايز يطلق بشرى ويبعدها خالص عن حياتنا..بس ساعتها
كانت رحمة تستمع إليه بقلب أدرك أنه لم يخذلها ..بل كان فقط يحاول مساعدة أخيه ونحر شړ تلك العقربة للأبد..راجعت ماحدث ..فوقتها قبض على يده ولكنه بسطها بعد ذلك ..وهذا بالضبط مايفعله أثناء التوتر والقلق..وليس الڠضب..فلو كان غاضبا مابسط يده قط كالمرة الأولى تماما.. لتدرك بالفعل أنها ظلمته.. ولكنه جازف أيضا بعلاقتهما ووضعها على المحك فى سبيل ما فعل..ليظهر على وجهها الضيق رغما عنها ويحيي يقول
فهمتينى يارحمةصدقتى إن ثقتى بيكى بقت من غير حدود..وإنى مستحيل أشك فيكى تانى.
أومأت برأسها ذراعيها يقربها منه قائلا بهمس
طيب حقى فين
كادت أن تنطق ليرفع حاجبيه فإلتزمت الصمت وهي تزم شفتيها مجددا ليبتسم قائلا
إتكلمى..مش هعاقبك..مټخافيش.
تراجعت رحمة بظهرها قائلة بحنق
وهخاف من إيه يعنى
ليرفع حاجبه مجددا لتقول بإضطراب
ما علينا يعنى..حق إيه سيادتك بقى اللى بتدور عليه
إبتسم وهو يقترب منها يميل عليها قائلا
حق أيام مشفتش فيها طعم الراحة بسبب بعدك عنى..حق أيام لا كنت فيها باكل ولا كنت بنام وأنا مش عارف إنتى فين وعاملة إيه..حق ساعات إتمنيت فيها إن ربنا ياخد عمرى بس أطمن عليكى يارحمة.
أسرعت تضع يدها على فمه قائلة
بعيد الشړ عنك يايحيي ..متقولش كدة تانى..أنا من غيرك أموت.
خاېفة علية..يبقى لسة بتحبينى يارحمة.
أطرقت برأسها قائلة فى حزن
وأنا من إمتى بس بطلت أحبك يايحيي..أنا بس زعلانة منك شوية.
مد يده يرفع ذقنها بيده لتواجهه عيناها ليقول بحيرة
ليه بس
نظرت إلى عمق عينيه قائلة
لإنك كان لازم تصارحنى بكل حاجة بتحصل فى حياتك..يمكن لو كنت صارحتنى