الأربعاء 25 ديسمبر 2024

البعض يعشق والبعض يحب

انت في الصفحة 12 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

يقنعها ويتجوزها فى أسرع وقت..توفيق عريس كويس وميترفضش..القرار بقى فى إيدك
يايحيي..والوقت بيفوت بسرعة.
تمالك يحيي نفسه الممزقة فى تلك اللحظة ڠضبا وألما وغيرة..ليقول ببرود صقيعي
وقرارى لسة زي ما هو ياراوية ..جوازى من رحمة مستحيل..تتجوز اللى تتجوزه ..صدقينى مبقتش تفرق كتير.
ليغادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الأرض تطارده..تدحض خطواته الغاضبة برودة لهجته وكلماته..لتقول راوية پألم
مهما حاولنا ننكر مشاعرنا مش هنقدر..فى الآخر هنستسلم ليها وساعتها هنعمل أي حاجة..أي حاجة عشان نحميها من الأڈى .
لتغمض عينيها تشعر بالإرهاق الذى أنهك جسدها وروحها......بشدة.
دلف يحيي إلى حجرة ولده يبغى أن يريح قلبه المتعب برؤياه..ربما وجد صغيره مستيقظا لينسى أفكاره التى تحرقه وهو يداعبه..ذلك الملاك الصغير الذى يعشقه والذى يجعله ايضا يحتمل تلك الحياة وآلامها..ليتوقف فى مكانه متجمدا وهو يراها أمامه نائمة على هذا الكرسي الهزاز بجوار السرير ..تضم طفله بين ذراعيها . بأمان..لا يدرى لماذا شعر بقلبه الآن يذوب .هل لأن هذا المشهد لطالما راود أحلامه منذ أن شب على حبها ودق قلبه من أجلها..أم لإنها الآن تبدو كصورة مجسدة لجمال ملائكي برئ يخلب الألباب..أو ربما لأنها هي فقط رحمة وهذا الذى بين يديها هو طفله الصغير هاشم..وكليهما قطعة من روحه مهما رفض مشاعره وأنكرها..أغمض عينيه عن تلك الصورة الخلابة ليفتحهما مجددا تصارعه أفكاره من جديد..ترى هل سيأسر رحمة رجل آخر بالرباط المقدس..هل ستكون أما فى يوم من الأيام لطفل رجل آخر يتأملها وهي نائمة يضم صغيره كما يتأملها هو الآن..أشعلته الغيرة..وأحرقه ڠضب شديد سري بعروقه وهو يتخيلها ملكا لغيره..مجددا..
يشعر بأنه لن يتحمل ذلك تلك المرة..ورغم أنها تستحق المۏت لما فعلته به بالماضى ..لكن لابد وأن يعترف أنها لازالت تمتلك قلبه..ذلك القلب الخائڼ العاشق لها حتى المۏت..يدرك وبكل ضعف أنه لن يستطيع أن يتركها لغيره ..فإما هو أو المۏت..ولا خيار آخر أمامها.
تراجع إلى الخلف بحذر..لينظر إليهما نظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب متجها إلى حجرته..ليجد راوية مازالت مستيقظة رغم تأخر الوقت ..تتطلع إليه فى حزن..ليأخذ ملابسه متجها إلى الحمام فى صمت ولكن يده توقفت على مقبض الباب للحظة وهو يستدير بجانب وجهه إليها قائلا بجمود
أنا موافق ياراوية.
ثم دلف إلى الحمام وأغلقه خلفه..لتتسع عينا راوية لا تصدق أذنها..ثم مالبثت أن زفرت براحة قبل أن تنظر إلى السماء قائلة
الحمد لله.
لتغلق عينيها وتستسلم لنوم عميق..ترتسم على شفتيها لأول مرة منذ سنوات...إبتسامة إرتياح.
الفصل السادس
قال هشام بسخرية
حبيب القلب هيتجوز بكرة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة قائلة
إنت بتقول إيه
إقترب منها يقول بإبتسامة ساخرة باردة الأحرف
بقول إن يحيي فرحه بكرة وتعرفى مين عروسته
مزقتها صدمة ذلك الخبر..يحيي سيتزوج غدا..بعد مرور أيام على زواجها من أخيه..ألم يعشقها يوما..ألم يخبرها أنه يذوب فى هواها..كيف إستطاع نسيانها بتلك السرعة..كيفلتفيق من صډمتها على سؤاله الساخر وهو يقول
مش عايزة تعرفى إسم العروسة..على فكرة..إنتى تعرفيها كويس.
أغمضت عينيها ..لا ليست بشرى..تلك التى تكرهها من كل قلبها ..تعلم منذ صغرها أنها تكن لها نفس الشعور لتفتح عينيها فى ذهول على كلمات هشام التالية
العروسة تبقى راوية.. أختك.
قالت بنبرات مرتعشة
كددداب..مستتتحيل..راوية
أخرج من جيبه كارت دعوة ألقاه بوجهها قائلا
إقريه يمكن ساعتها تصدقينى.
إنحنت تأخذ الكارت من على الأرض..تفتحه بيد مرتعشة لتقع عيناها على إسم العريس..يحيي الشناوي..حبيبها الخائڼ الذى تزوج بعد أيام من وعده إياها بالزواج..لتصل عيناها لإسم العروس..راوية الشناوي..أختها..أغمضت عينيها فى ألم..تدرك أنه يعاقبها على زواجها التى أجبرت عليه..بزواجه من أختها..وياله من عقاپ..أفاقت على قبضة هشام التى أمسكت بذراعها وهو يقول بنبرات كالفحيح
جوازه نجاه منى..انا كنت خلاص بفكر أقتله بسبب حبك ليه..حتى تصديقه لخېانتك و جوازنا قصاد عنيه وهو واقف مفكرش حتى يعترض ..كل ده مقدرش يمحى حبه من قلبك..لكن جوازه خلانى عرفت إنك ولا حاجة بالنسبة له..وبتهيألى انتى كمان

عرفتى ده..فالمفروض دلوقتى تنسيه..بإرادتك أو ڠصب عنك..بس لازم تكونى متأكدة إنك هتنسيه هتنسيه..لإنك مراتى أنا ..حبيبتى أنا..مفهوم
كان يضغط على ذراعها بقوة ..يؤلمها بشدة ولكن ألمها الأكبر نبع من أعماقها التى أدركت بالفعل أنها لم تعنى ليحيي شيئا.
.....إستيقظت رحمة تشعر پألم شديد بصدرها..فتحت عينيها لتجد نفسها جالسة على ذلك الكرسي الهزاز تضم هاشم إلى صدرها ..شعرت ببعض الراحة بعد أن كانت تشعر بذلك الألم فى قلبها والذى يجلبه تجدد تلك
الذكرى فى أحلامها..نهضت ووضعت الصغير فى سريره.. ليفتح عينيه الجميلتين وتراهما رحمة لأول مرة ..كم تشبه عيناه عينا أبيه.. يحيي..ليبتسم وتظهر غمازتيه بدورهما.. كتلك الغمازتين الخاصتين بيحيي تماما..لتدرك ان هاشم قطعة من أبيه الحجرة..... بهدوء .
كادت رحمة ان تتجه إلى جناح أختها لتطمأن عليها..ولكنها نظرت إلى ساعتها التى تشير إلى السابعة صباحا ..تدرك ان الوقت مازال مبكرا وربما كانت نائمة الآن وإلى جوارها يحيي..وعلى الرغم من أنها تدرك أن هذا شئ طبيعي إلا ان مجرد تخيله ېمزق قلبها ألما..إلى جانب شعورها بأنها لن تتحمل أن تواجهه بعد ما حدث البارحة ومعرفته بإقتراح أختها..بل وصيتها ورغبتها الأخيرة كما تردد..هبطت رحمة إلى
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 68 صفحات