الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية كامله بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


عايزه اشوف الحزن اللي على وشك ده... مش كفايه هتسبيني وتسافري وانت عارفه انك كل حياتي.
دخلت عليهم حنان كرسيها المتحرك في ايه يا بنات بتعيطوا ليه النهارده مفيش دموع. النهارده ميارجمل عروسه.
نزلت ميار علي ركبتبها تحتضن يدي امها حبيبتي يا ماما هتوحشيني قوي انا مش عارفه انا هاعيش ازاي من غيرك خلي بالك من نفسك من ادويتك وانا هاكلمك كل يوم عشان اطمن عليك

حنان والدموع ټخنقها وتأبي أن تنزل لا يا حبيبتي اطمني علينا وخلي بالك من نفسك وارمي حياتنا وراء ظهرك وعيشي حياتك الجديده وافرحي وفرحي نفسك وجوزك انا نفسي ربنا يعوضك عن اللي انت شوفتيه وعشتيه ربنا يسعدك يا حبيبه قلب امك
جاء ادم لياخذ عروسه... دخل عاصم على ابنته الغرفه وخرج بها ليسلمها لعريسها. 
خرجت ميار مع ابيها ليسلمها لآدم... نظرت له وجدته ازداد وسامة عن المرتين السابقتين بحلته السوداء التي زادته وقارا وهيبة.
نظر لها آدم نظرة تفحص وجدها جميلة كأنها أنثي أخري غير التي يراقبها منذ أسبوعين وفستانها الأبيض يجسم نصفها العلوي مما أبرز سمنتها البسيطة التي يخفيه ثيابها الفضفاض التي كانت ترتديه دائما شعر آدم تجاهها شعور يراوده لأول مرة ولكنه سرعان ماتغلب عليه وتصلبت نظراته. 
خجلت ميار من نظرات آدم المتفحصة مما زاد من حمرة وجهها وشعرت بازدياد نبضات قلبها وسخونة تسري في أعصابها.
أخذ آدم ميار من يد والدها بكل برود دون أن يبدي أي ردة فعل أو حتى يجاملها بكلمة.
بعد حوالي ساعة في الطريق لشقة آدم لم يتكلم بحرفا وصلا العروسان فتح آدم الشقة ودخل وترك عروسه على الباب.
تعجبت ميار من هذا الرجل فهو في نظرها عبارة عن كتلة جليد متحركة شعرت بالاحراج فدخلت هي خلفه وأغلقت باب الشقة. 
ظلت واقفة خلف الباب في مدخل الشقة عدة دقائق لقد اختفي ادم عن عينيها. 
عاد آدم بعد أن تخلص من سترته وفتح أزرار قميصه نظر لها بلامبالاة وقال لها انتي لسه واقفه عندك ليه.. تعالى ادخلي وأشار بيده على الغرفه التي خرجت منها وقال لها ادخلي غيري هدومك دي اوضه النوم. 
كانه الخجل والتوتر قد تملكا من ميار . 
لم ترد عليه ميار وظلت واقفه تفرك يديها ممسكه بفستانها وتنظر الي الارض.
انفعل آدم قائلا لها أنتي ايه طرشة ما بتسمعيش انا ما بحبش اكرر الكلمه مرتين.
انتفضت ميار وشعرت بالړعب وقالت له حححا حاضر.
دخلت ميار مهرولة الى غرفتها والدموع في عينيها واغلقت الباب خلفه وجلست علي على السرير تبكي قائلة لنفسها ايه اللي انا فيه ده معقول يكون ده

كابوس معقوله اظن ما فيش بني ادم كده ورفعت يديها للسماء الدموع ټغرق وجهها وتقول يا رب خليك جنبي يا رب.
جلس ادم في الصاله على كرسي واضعا رأسه بين يديه يفكر فيما هو قادم عليه ذكريات مؤلمة تراوده وتنهش في قلبه.
لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو جالس نهض من مجلسه وتوجهه ناحية غرفته وفتحها دون ان يطرق الباب وجد ميار تجلس على حافة الفراش وقد بدلت فستانها بقميص حريري عليه روب طويل اغلقته بعناية و علامات التوتر باديه على وجهها . 
نظره لها ادم ثم قال بسخريه ايه انتى مكسوفه ليه مش انتي كنت مخطوبه سنتين و مكتوب كتابك يعني حاجه مش جديده عليكي. 
نظرت له نظره عتاب وقالت انا فعلا كنت مخطوبه ومكتوب كتابي.. لكن ما كنتش متجوزه وطالما حضرتك عارف كل حاجه يبقى عارف انها كانت مجرد خطوبه بس.
أحس ادم ان اسلوبه الفظ سوف يجعله يخسر الكثير منه مم رتب له حاول آدم طمأنتها وقال لها خلاص اهدي وارتاحي علي اما اجيب لنا كوبايتين عصير واجي.
قالت ميار لا خليك انت وانا اجيب لك تاكل واجهز لك اللي تحتاجه. 
ادم لا انت النهاردة عروسة أنا مش عايزك تتعبي نفسك.. هقوم اجيب حاجه نشربها.
احسست ميار ببعض السعادة تتسلل إلى روحها من بعض الحنان التي التمسته من آدم.
عاد ادم سريعا وبيده صينية عليها كوبين من العصير ناول ميار إحداها اشربي كده روقي دمك ومش عايزك تتوتري ولا تقلقي من اي حاجه.
نظرت له ميار نظره حانية وقالت له متشكره قوي...ثم رفعتها علي فمها وشربتها.
اقترب ادم منها ومسحها على شعرها...وأخذها بين يديه ومال بها علي السرير وبدأ ينزع ملابسها من عليها شيئا فشيء.
آذان الفجر يصدح في الأفق وجرس هاتف عاصم يعلن قدوم مكالمة من عريس ابنته التي لم يمر علي زفافها ساعات قليلة.
عاصم يا ساتر استر يا رب خير اللهم اجعله خير ثم فتح الخط وقال بتوتر ايوه يا ابني خير
عاصم طب بس طمني وقل لي في ايه... الوقت متاخر ومش هعرف اجي لك
عاصم خلاص اهدي بس انا جاي لك حالا.
حنان وقد نهضت قلقة من مكالمة زوج ابنتها في ايه يا عاصم طمني.
عاصم بعصبيه مش عارف في ايه الظاهر فيه بلوة... جوز بنتك عايزني حالا يا رب
 

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات