الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 20 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز


سترته التي رماها على الارض ونفضها من الغبار ثم ارتداها مجددا والټفت نحو المرآة ليرتب شكله وعندما فتح باب المصعد في الطابق الثالث وجدوا امامهم فريق الصيانة الخاص بالشركة فتوتر الفريق عندما رأوه وسألهما احد الرجال انتوا كويسين يا فندم 
خرج ادهم من المصعد قبل مريم كما لو انه بركان ثائر وصړخ بوجه الموظف قائلا انت وكل فريق الصيانه بتاعك مرفودين !

قال ذلك ثم توجه نحو مخرج الطوارئ استخدم السلالم لينزل الى الاسفل بنوبة عصبية اما مريم فتنفست الصعداء لان تلك الفترة المرعبة قد مرت على خير استخدمت السلالم ايضا لتنزل ولكنها نظرت إلى يدها ووجدت هاتف ادهم الاحتياطي كان ما يزال معها لذا ركضت لتلحق به وبالفعل استطاعت ان توقفه في ردهة الشركة بقولها ادهم بيه استنى من مفضلك 
الټفت اليها وقد عاد الى بروده الممېت وبدون ان يقول اي شيء تقدمت نحوه وهي تلهث جراء ركضها على السلالم ثم قالت بصوت متقطع انت نسيت الموبايل بتاعك معايا يا فندم 
قالت ذلك ثم مدت يدها لتعطيه هاتفه فتنهد ثم اشتلف الهاتف من يدها وبعدها غادر دون ان ينبس بحرف واحد وقفت تحدق به بغير تصديق ثم قالت ايه الراجل الغريب دا لسه من شوية كان متعصب وشبه البركان اللي هينفجر في اي لحظة ودلوقتي رجع جبل التلج مرة تانيه اما راجل عجيب 
اما في سيارة ادهم فكان يقودها بسرعة وهو يركز على الطريق امامه ولكنه كان يفكر بمريم وبالوقت القصير الذي قضاه معها في المصعد وكيف كانت خائڤة وكيف اخافها بصراخه عليها وكيف اثارته رائحة عطرها فضړب المقود بيده وصړخ قائلا الله يحرقك اطلعي من دماغي بقى !!
قال ذلك ثم نظر إلى هاتفه الذي كان على المقعد بجانبه فانزعج ثم امسك به ورماه من النافذة وبعدها مسح وجهه براحة يده ولكن رائحة عطر مريم التي كانت عالقة في الهاتف قد انتقلت الى يده لذا إنعطف بسيارته يمينا ثم اوقفها بجانب الطريق وقرب يده من انفه قائلا ازي انتقلت ريحة پارفان البنت دي على ايدي انا حتى مقربتش منها ولا لمست ايدها يبقى ازاي بقت ريحة ايدي زي ريحة الپارفان بتاعها
فاخذ يفكر قليلا ثم ادرك ان الهاتف هو السبب فتنهد بقوة واخرج من جيب السيارة زجاجة عطره الفاخرة والتي كانت من اشهر الماركات ثم رش قليلا منها على يده ليخفي اثر رائحة عطر مريم وبعدها اعادها الى مكانها في جيب السيارة ومن ثم شغل المحرك وهم بالمغادرة وما هي الا مدة زمنية معينة قد مرت حتى وصل الى منزل عائلته الذي كان اشبه بالقصر فتحت البوابة الرئيسية بطريقة إلكترونية ليدخل الى الكراج وبعدها ترجل من سيارته حتى دون ان يلقي التحية على ذلك الرجل البدين الذي قال له اهلا يا ابني 
فدخل بنوبة غضبه الى المنزل اما الرجل فقال لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهدي سرك يا ادهم يبني 
كان ذلك الرجل هو نفسه العم محمود الذي عمل مع زوجته امينه في منزل عائلة السيوفي لمدة ثلاثين سنه حتى ان اولاده سمير ووفاء قد كبروا في
ذلك المنزل وفي الداخل دلف ادهم بعصبية وصعد الى غرفته دون ان يتحدث مع اي احد من افراد اسرته اللذين كانوا جالسين في غرفة المعيشة يشربون الشاي فقالت امه السيدة كوثر وبعدين مع الحالة دي الولد دا زودها اوي !
اما اخته رغد فقالت نفسي اعرف ايه هو السبب اللي بيخليه يرجع البيت متعصب كدا كل يوم 
اجابتها سلوى زوجة معاذ جايز عنده مشاكل في الشغل يا رغد 
فقال معاذ وهو الشغل يبقى فيه مشاكل كل يوم اكيد في سبب تاني واحنا لازم نعرفه 
في غرفة
ادهم 
دخل الغرفة ثم اغلق الباب ورمى سترته على الاريكة وبعدها رمى نفسه على السرير مغمضا عيناه بشدة محاولا ان يجمع شتات نفسه ولكن ليس لوقتا طويل فبينما كان على تلك الحال سمع احدهم يطرق باب غرفته فقال بصوت منزعج مش عايز اشوف حد دلوقتي 
أتاه صوت شقيقه الاصغر سنا معاذ حيث قال من خلف الباب ادهم افتح الباب في حاجة مهمة حصلت وانت لازم
تعرفها 
فتح ادهم عيناه ثم نهض عن سريره وتوجه نحو الباب ثم فتحه بقوه قائلا عايز ايه يا معاذ انا معنديش مزاج اكلم اي حد دلوقتي علشان كدا سيبني في حالي 
فتنهد معاذ ونظر اليه قائلا مش انا اللي عايز يا ادهم دا كمال 
قال ذلك واشار إلى الهاتف بيده ثم اضاف هو عايز يكلمك بس انت مبتردش على الموبيال بتاعك علشان كدا اتصل بيا وقال ان في مشكلة حصلت معاه في اميركا 
في تلك اللحظة تذكر ادهم ان كمال سافر إلى اميركا منذ اسبوع لكي يشرف على بعض الاعمال في فرعهم الذي هناك وقد اعتمد عليه بفعل ذلك فقال بتذمر اهو كدا كملت 
ثم
اخذ هاتف شقيقه واجاب قائلا ايوا
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 104 صفحات